قصة غباء الحلاق

منذ #قصص اطفال

دخل طفل صغير لم يتخطى الحادية عشر من عمره إلى محل الحلاقة ، وحينما رآه الحلاق همس في أذن الزبون الذي معه قائلًا : هذا الطفل الذي تراه أمامك هو أغبى طفل في العالم ، انتظر وسأثبت لك صحة ما أقول ، وبالفعل قام الحلاق بوضع ريال في يده وفي اليد الأخرى وضع 50 هللة ونادى الولد وعرض عليه المبلغين وطلب منه أن يختار من بينهما .فاختار الولد الـ 50 هللة وأخذها وغادر المكان دون أن ينظر خلفه ، فقال الحلاق للرجال في ثقة بالغة وسرور عظيم ينم عن شعوره بالذكاء : أرأيت ألم أقل لك أن هذا الولد غبي ولا يتعلم أبدًا من أخطائه ويكررها في كل مرة دون تفكير ؟هز الرجل رأسه بالإيجاب ثم استرخى في مكانه حتى يتم الحلاق حلاقته ، وبعد أن أنهى الحلاق عمله خرج الزبون من المحل منصرفًا إلى بيته دون أن يشغل باله باسترسال الحلاق في الحكي والكلام .وبينما هو سائر رأى الولد صغير يخرج من أحد محلات بيع الأيس  كريم القريبة ، فتذكر حديث الحلاق عنه ودفعه الفضول أن يقترب منه ويسأله عن السر الذي يدفعه في كل مرة لأخذ الخمسين هللة وترك الريال رغم أنه قيمته تساوي أكثر من تلك الخمسين هللة التي أخذها ، فرد الولد على الزبون وهو يبتسم ويقول : لأن في اليوم الذي سآخذ فيه الريال من الحلاق ستنتهي تلك اللعبة وأفقد ما أحظى به الآن .القيمة الأخلاقية المستفادة :
أحيانًا يصيبنا الغرور ونعتقد أننا أكثر ذكاءً من الآخرين ، لذا نتعامل معهم بدونية واحتقار ونستصغر أفعالهم ونعاملهم على قدرٍ أقل مما يستحقوه ، والحقيقة أنهم قد يكونوا هم الأذكياء وليس نحن فالغبي فعلًا هو من يعتقد أن الجميع أغبى منه وأنه وحده من يتمتع بالقوة والذكاء ، لأنه في تلك الحالة لا يرى أبعد مما هو تحت قدميه ، وبالتالي سيتعثر عند المسير ، والذكي حقًا من يشعر أنه أقل الناس قدرًا وذكاءً ويتوقع دائمًا أن هناك الأفضل حتى يطمح إليه .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك