قصة طوني الإنسان الدبور

---

انطلق طوني إلى المنزل مرة أخرى دون أن يأكل طعامه في المدرسة كالمعتاد ، وذلك لأن أحد الأولاد الأكبر سنًا قد أخذ غداءه الخاص وهدده بإخفائه جيدًا ، فانصرف طوني غاضبًا وفي طريقه إلى المنزل توقف في الحديقة ، وجلس على مقعدٍ كان بها محاولًا السيطرة على غضبه .لقد كان طوني طفلًا حساسًا وذكيًا ، وحتى يستطيع نسيان ما حدث معه في المدرسة انشغل في التمتع بالنباتات والزهور الجميلة ، ولكنه رأى فجأة دبورًا يطير حول الورود الجميلة ، مما أعطاه بعض الخوف وجعله يبتعد عن تلك الورود .وأثناء ابتعاده ظهرت فكرة في رأسه وهي كيف يمكن لشيء أصغر منه نفسه أن يخيفه هكذا ؟ كان هذا بالضبط هو ما يحتاجه طوني لنفسه ضد الأولاد الكبار! ، فقد كان يود إخافتهم رغم صغره حتى لا يضايقوه مرة أخرى .لهذا أمضى طوني بعض الوقت في النظر إلى الحشرات ، وبحلول الوقت الذي وصل فيه إلى المنزل كان لديه فهم جيد لخدعة الدبور ؛ إنه يعتمد على الخوف فقط فالدبور لم يتمكن من محاربة شخص مًا ، ولكن الجميع يخاف من لدغته لدرجة أنهم يتركوه طائرًا في سلام .وقد أمضى طوني تلك الليلة متسائلاً عما يمكن أن تكون عليه “لدغته” ، حاول أن يفكر بما يمكن أن يخيف هؤلاء الأولاد الأكبر سنًا منه ، وفي اليوم التالي بدا طوني وكأنه ولد جديد ، لم يعد يمشي خافضًا نظره على الأرض ، ولم يعد ينظر بعيدًا عندما يتكلم الناس معه .كان يبدو واثقًا مستعدًا لمواجهة أي شخص بعقله ، معتمدًا على دوره الجديد المتمثل في خوف الناس ، وعلى ظهره حمل حقيبة مليئة بالطعام ، ولكن الصبي الذي سرق غداءه الكثير في ذلك اليوم أكل شطيرة سجق ساخنة للغاية ، وكانت النقانق التي تناولها حارة جدًا لدرجة أنه أخذ يبكي ويسعل .ومن يومها لم يحاول هذا الفتى قط أو يرغب في أكل أي شيء يخص طوني ، وذات مرة أراد صبي كبير آخر أن يضرب طوني ، لكن هذه المرة لم يهرب طوني مثلما كان يفعل ، ومن الذاكرة أخبره بأرقام هاتف والديه ومعلمه وأمه ، وقال له : “إذا ضربتني فسيكتشف كل شيء ، وستعاقب بشدة وأنا لن أصمت “.قال طوني هذا الكلام وهو ينظر إلى الصبي بحزم وبشجاعة ، حتى أن الصبي تركه بمفرده وانصرف ، ومرة أخر أراد أحد الصبية الكبار أن يأخذ واحدة من لعب طوني وهدده إن لم يتركها سيضربه ، فبدلاً من يعطيه طوني إيحاء بالخوف أو محاولة الرضوخ لطلبه ، أعطاه بطاقة صغيرة كتبها شرطي كان يعرفه ، فقرأ الولد المكتوب عليها وهو : “إذا سرقت هذا الصبي ، فسوف ألاحقك وسأعثر عليك ” .وتمامًا مثلما كان طوني يخاف من الضرب ، أصبح هؤلاء الأطفال الكبار أيضًا يخافون من أشياء كثيرة ، وفي إحدى المرات ضرب أحد المشاكسين طوني عدة مرات ، فكان على طوني أن يكون شجاعًا وينفذ تحذيره له ، من وقتها صار هذا المشاكس خائفًا لدرجة أنه فضل منذ ذلك الحين حماية طوني .لذلك أصبح طوني في النهاية مثل الدبور الذي كان يراه ، حتى دون الاضطرار إلى لدغ أي شخص ، فقد أصبحوا يخافونه ولا ينوون العبث معه ، فقد استطاع طوني ببعض التفكير والشجاعة والذكاء والحيلة أن يحمي نفسه من شر الصبية الآخرين .القصة مترجمة عن :
Tony, the Human Wasp