يُروى أنه في قديم الزمان ، في سالف العصر والأوان ، كان هناك غابة وارفة الظلال ، ومليئة بالأعشاب الخضراء ، وعند شروق شمس الصباح الشموسه ، تخرج الحيوانات ، منها من يمرح ويلعب في أشعة الشمس ويستمتع بالطبيعة الخلابة ، ومنها من يبحث عن زرقة ، وفي يوم من ذات الأيام ، خرجتا فأرتان مرحتين للاستمتاع واللعب ، وما حدث لهما يروى كالتالي .الفأرتان تلعبان وتمرحان في الغابة بسعادة :
ففي بقعة صغيرة ، عند طرف تلك الغابة الكبيرة الواسعة مترامية الأطراف ، وفي ظل إحدى الأشجار الوارفة الظلال ، راحت الفأرتان تلعبان على الأعشاب ، وتقفزان على الصخور ، بفرح ومرح وطمأنينة.قدوم الثعبان الكبير على حين غفلة :
وفيما هما تلهوان ، وتفرحان وتمرحان ، انساب ثعبان كبير على غفلة منهما ، وانقض على إحدى الفأرتين ، وأمسكها بنابيه ، وراح يصعد بها الشجرة ، ليلتهمها !.محاولة الفأرة الأخرى إنقاذ أختها من أنياب الثعبان الكبير :
وما هي إلا لحظة ، حتى اندفعت الفأرة الأخرى ، صاعدة في الشجرة ، خلف الثعبان الكبير ، فيما كانت الفأرة الأولى تحاول الخلاص منه ، فلا تستطيع !. فما كانت الفأرة الصاعدة على الشجرة تبلغ الثعبان الكبير ، حتى راحت تعض جسمه ، مرات ومرات ومرات ومرات بأسنانها وأنيابها ، حتى أسخنته جراحًا ، جعل الثعبان الكبير يتلوى من الألم .خطة الفأرة لإنقاذ أختها ونجاة الفأرتان من الثعبان الكبير :
وراح يحتال ليلدغها ، والفأرة الأولى لم تزل بين فكيه ، فلما اشتد عليه العض ، وغاظه فعل الفأرة ، طرح الفأرة التي كانت في فمه ، وانقلب إلى الثانية ، لينال ثأره منها ، فأفلتت الفأرة الأولى ، وما كان الثعبان الكبير يدور على الثانية ، حتى فرت من أمامه بأقصى سرعتها .نجاة الفأرتان من الثعبان الكبير وشكر الخالق على ذلك :
ثم التقت الفأرتان عند أسفل الشجرة ، بينما راح الثعبان يتلوى من الألم ومن الغيظ ، وتوارت الفأرتان في مكان مأمون ، وراحتا تشكران خالقهما على خلاصهما من هذا العدو الثعبان الكبير .تعاهد الفأرتان على الحذر :
وتعاهدتا الفأرتان على أن تحذرا في المرة القادمة ، من غدر الثعابين ، ومن أي عدو آخر يحاول افتراسهما .