ففي أحد الأيام عاش
تاجر يُدعى جوبن في مملكة قوية وكان أغنى تاجرًا في القرية، ويسكن قريبًا من القصر
وكان لديه ثلاثة بنات الكبرى هي إلينا والثانية هي جريتا والثالثة هي ماريا، وكانت
ماريا أجملهن جميعًا، وفي يوم استدعاه الملك للقصر، وقال له الملك لقد عقدنا صفقة
تجارية مع مملكة مجاورة ونحتاج لمصدر ثقة يسلم البضائع بأمان ونريد منك أن تقوم
بهذا من أجلنا.استمع جوبن لكلام
الملك وتاه وسط أفكاره، فقد شعر بالقلق على بناته لأنه لم يتركهن من قبل، فقال له
الملك لما أنت صامت فرد عليه قائلًا إنه أمر بسيط أفكر حين أغادر سأترك بناتي وحدهن أن قلق عليهن فقط،
فقال الملك لا تقلق في غيابك سوف نقوم برعاية بناتك أنهن في أمان.ولم يرغب جوبن في ترك
بناته ولكنه لم يستطيع رفض طلب الملك، ذهب لمنزله حتى يعود بناته ووجد ثلاثة أنية
ورد فأعطى كل فتاة منهن واحدة ثم قال لهن سوف أسافر للعمل لا تدخلن أحد هنا وإذا
حدث سأعلم من تلك الآنية، ودع جوبن بناته ثم انصرف، وفي اليوم الثاني حضر الملك مع
اثنين من أصدقائه ولما رأتهم ماريا أخبرت أختيها، فقالت ماريا سأذهب للقبو لنحضر
شراب فلما سمع الملك قال لا نريد شيئًا، ولم ترد أختيها الذهاب ولكنها ذهبت هي
وانصرفت ماريا وجرت نحو منزل الجيران.قال لها لقد تعاركت
مع أختي هل من الممكن أن أبيت عندك، وقضت ماريا الليلة كلها في منزل جارتها وشعر
الملك بالغضب لعدم عودة ماريا وعندما عادت في الصباح وجدت وردتا أختيها قد ذبلتا
لعدم طاعتهما لولدهما، فذهبت لغرفة أختها الكبرى ورأتها عند النافذة تنظر لحديقة
القصر، فقال لها أختها يبدو التفاح جميلًا احضري له واحدة فقالت لها ماريا ما
الأمر تتصرفين كطفلة .فقفزت ماريا من
النافذة وذهبت للحديقة وقطفت تفاحة وعادت فقال ماريا، فقالت أختها هناك شجر ليمون أيضًا، عادت ماريا
للحديقة وفي هذه المرة رآها البستاني أثناء عودتها، فجرى خلفها حتى يمسك بها دفعت
ماريا البستاني فسقط ولم يستطع أن ينهض سريعًا ففرت ماريا، وصلت لمنزل وأعطت أختها
التفاح والليمون ولامتها وقالت لها لا تطلبي مني ثانية شيئًا كهذا، وانصرفت ماريا
ولم تهتم إلينا بكلامها.وفي اليوم الثاني
أرادت أختها الثانية بعض الموز وطلبت من ماريا إحضاره لها ولكنها لم ترد الذهاب
ثانية بعدما حدث اليوم السابق ولكن أمام إصرار أختها ذهبت وفي تلك المرة كان الملك
يجول في الحديقة، ورآى ماريا وقال لها ستنالين عقابك، سأل ماريا بعض الأسئلة
واعترفت بالحقيقة، فقال الملك أمام هذه الجرائم سوف تعاقبين في منزلك، توجه الملك
لمنزلها وتبعته ماريا.وظل الملك ينظر خلفه
ليتأكد من وجودها ولكنه فجأة استدار ليجدها قد اختفت دون أي أثر لها، بحثوا عنها
في المدينة كلها ولم يجدوها واستشاط الملك غضبًا حتى أصبح مزاجه سيئًا وأصيب
بالمرض .ولم تتحسن حالته
لأشهر وفي أثناء ذلك تزوجت أختها بصديقي الملك، وأنجبا أولاد أيضًا، وفي يوم تسللت
ماريا لمنزل أختها الكبرى وأخذت طفليها وهربت ووضعت الطفلين في سلة جميلة من
الأزهار حتى لا يراهم أحد ثم تنكرت كصبي ووضعت السلة فوق رأسها وتوجهت للقصر هاتفه
من يسلم أزهارًا للملك وكان الملك مستلقي في سريرة وحين سمع صوتها استدعى حارسه.وقال له اشتري
الأزهار من هذا المنادي واشترى الحارث سلة الأزهار وسلمها للملك ليفتحها فيجد
الأطفال وحين رأى الطفلين امتلئ قلبه بالحب وقرر أنه سينتقم من ماريا بعدما تذكر أهانتها
له من قبل وعاد التاجر وقال له مولاي لقد عاد التاجر الذي أرسله في رحلة العمل،
اخبره أن يحضر غدا بمعطف من الأحجار وإذ لم يأتي فسوف يعاقب، وحين رأى التاجر
منزله شعر بالحزن الشديد، فقد وعدته بناته ألا يحدث أي مكروه ثم ابنتيه قد تزوجتا
من دون إذنه وحضر الحارس وابلغه ما يريده الملك، وتعجب التاجر من تغير الأحوال ولا
أحد يعرف طريق ماريه وشعر بالخوف من أمر المعطف فمن المستحيل صنع معطف في يوم واحد.وقالت ماريا أبي لا تقلق بشأني خذ هذه الطبشورة
معك وأطلب مقاس الملك من أجل المعطف فأخذ الطبشورة واتجه للقصر، وقال له الملك أين
المعطف فقال له لم يصنعه فقال استعد للموت فقال له لا يا مولاي فقال له إذا أردت
أن تنجوا عليك أن تسلم ابنتك ، وعاد التاجر إلى منزله دون أن ينطق وشعر بالحزن حين
فكر أن عليه تسليم ابنته.وقال لابنته عما حدث
، فقال لا تقلق خد دمية تشبهني تمامًا وعلى رأسها خيط مثبت حولها، لتشده فأجيب أنا
نعم أو لا وفي اليوم التالي جاء الملك للقصر بصحبة ماريا وأمر الملك أن ترسل ماريا
لغرفته فأخذها الحراس فأخذها الحراس وأخفت ماريا الدمية بين ثيابها وما أن أغلقت
الأبواب أخرجت الدمية، واختبأت تحت الفراش وهي ممسكة بالخيط فقال الملك لها هل أنت
بخير.حركت ماريا رأس
الدمية لتجيب واستمر الملك يسألها ويعدد لها كل أخطائها وأجابت بنعم، ولهذا احكم
عليك بالموت فأخرج رأسه وقطع رأسها وما أن وقع على الأرض حتى شعر بشخص يقبل
قدمه فقال هذا الحب لقد قتلتك بيدي ولم
أبقى حيًا لحظة واحدة وقبل أن يقوم بقطع رأسه خرجت ماريا من تحت فراشه ثم تزوجا
وعاش معًا في سعادة وسلام.