يوجد العديد من الأمراض التي تتفشى داخل أعمدة المجتمع لتجعله يحصد الآلام التي تجعل توازنه يختل بعض الشيء ، ومن بين الأمراض التي تظهر بوضوح بمختلف المجتمعات هي مشكلة زواج القاصرات والتي ينتج عنها العديد من المشكلات وخاصة للفتاة المُجبرة على هذه الزيجة ، وما بين مشكلات نفسية وجسمانية تترنح تلك الفتاة وتذوق من مر المعيشة ما يجعلها ترفض واقعها في معظم الأحيان .تزوجت وهي طفلة :
تحدثت إحدى الفتيات عن قصة زواجها التي قتلت طفولتها المبكرة ؛ حيث قالت أن والدها أجبرها على الزواج حينما تقدم لها رجل خمسيني وهي كانت لاتزال في ريعان طفولتها حيث كانت بالكاد تبلغ الثالثة عشر من عمرها ، لم تتمكن الفتاة من أن تقف أمام والدها الذي أصرّ على إتمام زواجها من ذلك الرجل الذي يكبرها بقرابة الأربعين عامًا كما أنه متزوج من أخريات .رد فعل أم الفتاة :
رفضت الأم أن تزوج ابنتها الصغيرة من ذلك الرجل كبير السن ؛ غير أن والد الفتاة كان شديد القسوة ولم يخضع إلى محاولات الأم التي باءت بالفشل وحولّت حياتها إلى مسار آخر تمامًا ؛ حيث أن الأم لم تستطيع إكمال حياتها مع هذا الزوج سليط الرأي والذي طلقّها بعد إصرارها على عدم زواج ابنتها في هذا السن ، وقد قام ذلك الأب بتزويج بناته جميعًا وهم في سن مبكر بعد طلاق زوجته.إتمام الزواج :
تركت الأم ابنتها مُرغمة على ذلك ولم تتمكن من إنقاذها ، وبالفعل حقق الوالد رغبته وتزوجت ابنته الصغيرة من ذلك الرجل الخمسيني ، وقالت أنها لم تكن على دراية بالمعنى الحقيقي للزواج وهو ما قد تسبب لها في الكثير من الأزمات النفسية التي عايشتها بعد زواجها التي أُجبرت عليه .الحمل والبُعد عن سكن الأهل :
تزوجت الفتاة في مسكن بعيد عن أهلها وهو ما قد تسبب لها في زيادة المعاناة التي تقاسيها ، وبعد فترة قليلة من الزواج اكتشفت أنها قد أصبحت حامل في جنينها الأول ، وقد عانت كثيرًا من آلام جسمانية ونفسية ؛ فلم تكن قادرة على تحمل آلام الحمل نظرًا لضعف جسدها الصغير .الرعاية من زوجة الزوج :
قالت الفتاة أنها لم تجد الرعاية إلا من زوجة زوجها الكبرى التي وقفت بجوارها نظرًا لبُعدها عن أهلها ؛ حتى أتمت حملها ووضعت جنينها الأول ، وبدأت رحلتها مع تربية طفل صغير وهي غير مدركة لمتغيرات الحياة التي طرأت عليها بعد أن أصبحت أم في مثل هذا السن.تحذير :
قامت الفتاة بتقديم تحذير إلى كل فتاة وكل أب حتى لا يكون مصير الفتيات الصغيرات مثلها ، لقد أوضحت أنها أصبحت أمًا لطفلين في الوقت الحالي وهي لازالت في سن الثامنة عشر من عمرها ، لذلك قامت بطرح تجربتها لتكون إنذارًا إلى كل أولياء الأمور حتى لا يضعوا بناتهم في هذا الموقف الذي لا زالت تعيش قسوته ؛ حيث الزواج في سن صغير من رجل كبير ومسؤوليات لا تقوى عليها .ردود أفعال :
ظهر الكثيرون ممن يلومون على الأب فعلته غير اللائقة بابنته وأوضحوا أنه لا يجوز له ما فعله ؛ فلا إكراه في الزواج كما أن زواج القاصرات أمر مكروه للغاية ، ولكن ظهرت قلة قليلة للغاية تخاطب الفتاة بأن ترضى بحياتها التي تتمناها الكثير من الفتيات ؛ حيث الزواج والاستقرار والأبناء .ولكن الأمر واضح وضوح الشمس فالمعاناة التي تحدثت عنها الفتاة ليست مجرد خيال ؛ بل إنها واقع ملموس داخل المجتمع لذلك يجب التدبر قبل الإقدام على هذا الفعل الذي لا يجوز شرعًا لأنه بالإكراه ولا يجوز أخلاقيًا لأنه يؤدي إلى عواقب وخيمة .