قصة حبة عين أمها

منذ #قصص عالمية

أقبل طفل صاحب الخان ، الذي لا يتجاوز الثالثة من العمر ، وقد ارتسم الخوف على محياه ، وأوشك على السقوط ، عدوا إلى غرفتي ، انتزع قلمي في مقلمته الفضية من فوق قمطري ، ولاذ بالهرب ، من دون أن تند عنه كلمة واحدة .نبذة عن المؤلف :
قصة من روائع الأدب الياباني ، للأديب الياباني العالمي ، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1968م ، ياسوناري كاواباتا ، كانت بداية كتاباته أثناء دراسته الجامعية في جامعة طوكيو الإمبراطورية ، ففيها نشر قصته القصيرة الأولى مشهد من جلسة أرواح ، بدأ كواباتا بلفت الانتباه إليه ، بعد تأليفه لعدة قصص قصيرة وهي بلد الثلج ، طيور الكركي الألف ، ويعد ياسوناري كاواباتا هو الأديب الياباني الذي ترجم له أكبر عدد من الأعمال الياباني إلى اللغة العربية ، وتوفي كواباتا في 16 ابريل عام 1972م .بعد قليل أقبلت الخادمة ، وقالت : لابد أن هذا القلم لك ، نعم .. هو قلمي لكنني منحته للطفل الذي كان هنا ، لكنه كان بحوذة الحاضنة ، لابد أن أبعدته عن الطفل ، وكان ينبغي عليها أن تدعه يحتفظ به .صندوق الأغراض المسروقة :
ابتسمت الخادمة ، فقد تبين أن القلم قد عثر عليه في أسفل صندوق الحاضنة الخيزراني ، وكان الصندوق مليئًا بالأغراض المسروقة ، كان هناك بطاقة أحد النزلاء ، الملابس الداخلية الطويلة لإحدى المالكات العقاريات ، والمشط الخشبي الذي كان لإحدى الخادمات وحلية على شكل أنشوطة وخمس ورقات نقدية أو ست .الحاضنة المريضة بالسرقة :
بعد أسبوعين ، قالت لي الخادمة : لم يقع شيء محرج على هذا النحو من قبل قط ، هذه الفتاة فضيحة حلت بنا ، كان ميل الحاضنة المرضي إلى السرقة قد واصل التفاقم بالفعل ، فقد قامت نقدا بشراء مقاطع بكاملها ، من القماش طول كل منها 40 ياردة ، مقطعا إثر الآخر .التحقيق مع الفتاة :
وكان ذلك أمرًا باهظ التكلفة بالنسبة لامرأة من طبقتها ، من متجر القرية ، وقد بعث المتجر ، سرا بكلمة في هذا الصدد إلى النزل ، وبناء على طلب المالكة ، قامت الخادمة بالتحقيق مع الفتاة .إذا كنت ستتحدثين على ذلك النحو فسوف أمضي إلى السيدة ، وأحدثها بجلية الأمر بنفسي ، قالتها الفتاة ، واندفعت خارجة من الغرفة ، بدا الأمر كأنها كما لو أنها تقول :  لن أعترف لخادمة مثلك فحسب !قيمة المسروقات :
وفقا لما روته الخادمة ، فإن الحاضنة جلست أمام المالكة ، وفي براءة أمالت رأسها ، وأعلنت الأغراض ، واحدا إثر الآخر ، مع تذكرها لها ، راكمت معا ما أخذته من النزلاء ومن مكتب الاستقبال ، فبلغت قيمته حوالي مئة وخمسين ينًا.الحاضنة ومغادرة النزل :
قالت : انها أعدت لنفسها ثلاثة كيمونوات أو أربعة ومعطفًا يابانيا ، وبعد ذلك بعثت أمها إلى المستشفى في سيارة ، عندما صحبها الكاتب الأول إلى دار أبويها ، استقبلاها ، من دون مؤشر محدد للاستياء ، بعد ذهاب الحاضنة الجميلة بوقت قصير ، غادرت النزل.حرية :
ووراء العربة التي يجرها الحصان ، أقبلت سيارة مسرعة للحاق بنا ، كأنها تشق الطريق نشرا وسط الغابات الخضراء ، فأفسحت العربة ذات الحصان في الطريق لها ، وتوقفت السيارة فجأة إلى جوارها ، وترجلت منها الحاضنة مسرعة ، وأطلقت صيحة ابتهاج ، وهي تندفع إلى العربة .حبة عين أمها :
إني سعيدة للقائك ، وأنا ماضية مع أمي للطبيب في المدينة ، فأمي المسكينة تفقد إبصار إحدى عينيها ، لم لا تستقل سيارتنا ؟ سأصطحبك إلى المحطة ، لا بأس بذلك ، ترجلت من العربة ، أي بهجة مشرقة تلك التي ارتسمت على محيا الحاضنة ! في نافذة السيارة كانت الضمادة التي تغطي عين أمها ، جلية كبقعة من البياض !.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك