ليليان بيتنكور (Liliane Henriette Charlotte Bettencourt) ، هي سيدة الأعمال الفرنسية والمليارديرة الشهيرة ، والتي صنفتها مجلة الفوربس كأغني سيدة بالعالم بثروة تبلغ قيمتها 40 مليار دولار ، وهي صاحبة شركة مستحضرات التجميل الفرنسية الشهيرة (لوريال).ميلادها :
لم تكن ليليان بيتنكور من هؤلاء الأشخاص الذين يبدأون حياتهم من نقطة الصفر ، فقد ولدت في عائلة ثرية ، والدها هو رجل الأعمال الفرنسي لويس ماديلين بيرث أما والدتها فهي أوجيني سكيلير ، ولدت ليليان بباريس في 21 أكتوبر 1922م ، كان والدها هو مؤسس شركة لوريال لمستحضرات التجميل .حين بلغت ليليان سن الخامسة توفت والدتها ، وأدي ذلك لتقوية علاقتها بوالدها ، وقد تزوج والدها فيما بعد من مربيتها الإنجليزية ، وحين بلغت ليليان سن الخامسة عشرة التحقت للعمل بشركة والدها وكانت تعمل بخلط مستحضرات لتجميل ووضع العلامات على زجاجات الشامبو .في عام 1950م تزوجت ليليان من السياسي الفرنسي أندريه بيتنكور ، وقد اكتسبت منه أسمها الجديد ، والذي شغل منصب رئيس وزراء الحكومة الفرنسية فيما بعد ، وقد ظلت السياسة لصيقة بليليان حتى أخر حياتها.وقد كانت ليليان ووالدها وزوجها أعضاء بحركة فرنسية تدعى لاكجوال ، وقد كانت حركة تدعم النازية الألمانية ، ولذلك حين ترك أندريه العمل السياسي منحه والد ليليان منصب نائب رئيس شركة لوريال ، بالرغم من ماضيه السياسي المريب .أنجبت ليليان ابنتها الوحيد من أندريا بيتنكور عام 1953م ، وتدعى فرانسوار ، ورثت ليليان حصة والدها بشركة لوريال لمستحضرات التجميل بعد وفاته عام 1957م ، وبذلك أصبحت أكبر مساهم بالشركة .وفي عام 1963م طرحت الشركة للاكتتاب العام ، ولكن ظلت بيتنكور تملك النصيب الأكبر من رأس المال ، وفي عام 1974م خوفًا من تأميم الشركة بعد الانتخابات الفرنسية ، قامت ليليان باستبدال نصف حصتها بشركة لوريال مقابل ثلاثة في المئة من أسهم شركة نستله ، وفي 2012 م كانت أسهم شركة لوريال قد وزعت بهذا الشكل .وامتلكت بيتنكور 30.5% من أسهم الشركة و12.56% من الأسهم بإسم ابنتها فرانسواز و29.78% من الأسهم ملك شركة نستله ، أما باقي الأسهم فقد كانت ملك مساهمين ، وتخلت ليليان عن منصبها في مجلس إدارة شركة لوريال الفرنسية منذ 2012م.مؤسسة بيتنكور الخيرية :
في عام 1987م قامت بيتنكور بالمساهمة مع زوجها وابنتها بتأسيس مؤسسة بيتنكور شويلر ، لدعم المشاريع الطبية والثقافية والإنسانية ، والتي تستفيد من أصول مقدارها 150 مليون يورو ، وميزانية سنوية تبلغ حوالي 15 مليون يورو ، وقد خصصت نسبة 55% من ميزانية المؤسسة لدعم التعليم والبحث العلمي ، و33% للمشاريع الإنسانية والاجتماعية و12% للثقافة والفنون .أزمتها مع ابنتها :
وبالرغم من أنها نادرًا ما كانت تظهر في المناسبات العامة إلا أنها تصدرت الأخبار بعد ورود اسمها في قضية استغلال كبيرة ، وقد اتهمتها ابنتها بمرض الخرف ، بعد أن تم الكشف في 2008م عن تلقي المصور فرانسوا ماري باني هدايا عينية قيمتها مئات الملايين من الدولارات ، وكان من بينها لوحات للفنان بيكاسو بالإضافة إلى جزيرة مساحتها 670 فدانًا في سيشل.كانت ليليان قد التقته ليليان لأول مرة عام 1987م أثناء التقاطه بعض الصور لها لتنشر على غلاف مجلة ، ومن بعدها توطدت علاقة ليليان مع المصور ، وقد أخبر أحد العاملين بمنزل ليليان ابنتها فرانسواز أن والدتها تنوي تبني باني .ولذلك قامت فرانسواز في 2007م برفع دعوى ضد ياني تتهمه فيها بالاحتيال على والدتها ، كما أنها طلبت من القاضي وضع والدتها تحت الوصاية لأنها لم تعد مسئولة عن تصرفاتها ، وقد وافق القاضي ومنح فرانسواز الوصاية على والدتها ، وعادت العلاقة بين ليليان وابنتها إلى طبيعتها عام 2010م ، وفي 21 سبتمبر 2017م فارقت ليليان الحياة في منزلها ، وأعلنت أسرتها أنها توفت في هدوء وسلام .