يعد الشيخ محمد سرور الصبان من رواد الحركة الفكرية والأدبية والثقافية في المملكة ، عُرف عنه شغفه بالأدب والعلوم نهل من علوم العلماء وكان شغوفًا بقراءة أدب القدماء والعلوم من مختلف العصور ، كان للشيخ رحمة الله عليه دورًا غي الحراك الفكري والأدبي ودفع حركة التأليف والبحث في بلادنا .ولد الشيخ محمد بن سرور الصبان بمدينة القنفدة في العام 1316هـ ، انتقل بهد ذلك مع أسرته لمدينة جده عام 1320هـ وفيها تلقى التعليم الأول في الكتاتيب تعلم العلوم العربية والشرعية ، وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية انتقل مع أسرته لمكة المكرمة والتحق فيها بمدرسة الخياط القديمة ، وصف تعليمه الأولي في كتابه الأشهر أدب الحجاز والذي قال فيه أنه تعلم القراءة والكتابة والتجويد وعلوم الرياضيات والحساب في جدة ومكة المكرمة .لم يتوقف عند هذا الحد بل بدأ بشغف في قراءة أدب القدماء وكذلك المحدثين وبدأ بقراءة الآداب العالمية المترجمة حتى فهم وألم بالثورة الفكرية الحديثة ولم تقف دراساته عند الشعر والأدب فحسب بل بدأ بدراسة وقراءة التاريخ بمختلف عصوره وكذلك الفلسفة وعلم الاجتماع والاقتصاد والمال فصقل مواهبه ، وبعد التخرج من مدرسة الخياط عمل مع والده بالتجارة وتم تعينه كاتب يومية بإدارة بلدية مكة عام 1336هـ ثم تم ترقيته لوظيفة محاسب ثم رئيس كتاب ، عرف في تلك الفترة بمناداته بالإصلاح الاجتماعي والاقتصادي ، كان الشيخ من رواد الإصلاح الاقتصادي في المملكة لأنه كان مؤسسًا لعدد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى والتي كان لها دور تنموي كبير في المملكة .شارك في تأسيس شركة الفلاح للسيارات ، وأدار شركة القناعة للسيارات وأسس شركة العربية للتوفير والاقتصاد وكذلك الشركة العربية للصادرات والشركة العربية للطبع والنشر ، وأيضًا شركة ملح وكهرباء وجازان وشركة الزهراء للعمارة ، وأيضًا شركة مصحف مكة المكرمة .أُسند إليه منصب مدير عام وزارة المالية ولم تشغله الحياة العملية عن الهوايات والقراءة الأدبية والفكرية ولم تكن حاجز في توسعة لقراءة التاريخ الحضاري للدول الإسلامية ، ساهم الشيخ في طباعة العديد من الكتب الهامة على نفقته الخاصة منها كتاب تفسير معاني القرآن الكريم للشيخ محمد حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية وكتاب العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين وغيرها من الكتب التي أثرت الحياة الفكرية ، من خلال تأسيسه لشركة الطبع واشترى أيضًا جريدة ومطبعة الحجاز .عرف عن الشيخ أيضًا حبه للمجتمع ولخدمته كان دائم المسارعة لخدمة وقضاء حوائج الناس ، أعتاد عقد المجلس بعد صلاة العصر لتلقي طلبات الناس ، وفي عهد الملك سعود تولي الشيخ رئاسة المالية ، بعدها سافر لرحلة العلاج في أوروبا وأقيل من منصبه وظل في مصر فترة من الوقت حتى استدعاه الملك فيصل وأسندت إلية رابطة العالم الإسلامي وكانت ولايته لها خير أمانة واستطاع أن يخلق من الرابطة كيان كبير .الوفاة :
توفى الشيخ بالقاهرة عام 1391هـ على إثر أزمة قلبية وتم نقل جثمانه بطائرة خاصة للمملكة وتمت الصلاة عليه بالمسجد الحرام ودفع بمقبرة المعلاة في مكة المكرمة ، رحم الشيخ رحمه واسع لما قدمه من عطاء فكري كبير ..