إن الخيال والرغبة هما أول خطوتان على طريق النجاح فقبل أن تخوض التجربة عليك أن تطلق العنان لخيالك وتفكر في كل أبعادها وبالإرادة والرغبة ستحصد كل ما تمنيت كما قال الشاعر خليل مطران :وَاجْعَلْ خَيَالَكَ سَامِياً فَلَطَالَمَا سَمَتِ الحَقِيقَةُ بِامْتِطَاءِ خَيَالِ
ابْعِدْ مُنَاكَ عَلَى الدَّوَامِ فَكُلَّمَا دَانَ النَّجَاحُ عَلَتْ مُنَى الأَبطالهذه قصة رائعة للابن جلال والأب سليمان العوبيدي ، حيث ولد سليمان العوبيدي بقرية غران بجدة عام 1958م ، وكانت غالبية القرية من بني عمر ، لكن الوالد توفى وتربى سليمان العوبيدي مع جده حيث كان يعمل بالزراعة وجلب المياه من الآبار ، كل ذلك وهو بعيد عن المدينة والتكييف والغاز والكهرباء .وبرغم ذلك كان سليمان العوبيدي يريد أن يتعلم ولكن الزراعة كانت هي مصدر الرزق الوحيد للعائلة ، فعمل بها لكنه أيضًا أصر على التعلم فكان يعلم نفسه خفية بعيدًا عن جده حتى لا يعارضه ، وكان سليمان يدرس مساءًا إلى أن استطاع أن ينهي المرحلة الثانوية .وبعد ذلك تقدم ليلتحق بمعهد الاتصالات بمدينة جدة ، وبالفعل تفوق بالمعهد وحصل على المركز الأول وتم تكريمه من قبل وزير البريد والهاتف ، وبعد أن تزوج رزقه الله بابنتين وثلاثة ذكور ، وبدأ سليمان العوبيدي بعدها يبحث عن عمل أفضل ليحقق معيشة طيبة لأبنائه .وفي نفس الوقت التحق منتسبًا لجامعة الملك عبدالعزيز بتخصص المحاسبة ، وبالفعل حصل على الشهادة الجامعية بتخصص المحاسبة ثم بدأ رحلة جديدة بالعمل بمصلحة الزكاة التي مازال يعمل بإدارتها حاليًا ، تلك هي قصة الأب المكافح والتي ندخل منها إلى قصة الابن الناجح جلال .حيث كان الأب يهتم بتعليم أولاده كثيرًا ليصبحون أفضل منه ، وبالفعل تفوق جلال بالثانوية العامة بدرجة امتياز وقرر أن يلتحق بكلية الحاسب الآلي لحبه لهذا المجال منذ صغره ، وكان جلال من المتميزين في الرياضيات والحاسب الآلي ، وكان لمعلم مادة الحاسب الآلي فضل كبير على جلال فقد كان هذا المدرس ملهم له .حيث كان يحكي لهم دائمًا قصص عن نجاح صديق له سافر لكندا وتفوق بجامعاتها ، وأصبح من المشهورين بعلمهم وتفوقهم بأكبر الجامعات بكندا ، فكانت تلك القصص دافعًا كبيرًا لجلال ، وبالفعل بدأ مرحلة الجامعة بهمة ونشاط كبير وهو يضع هدف وحيد أمامه .وهو أن يتفوق ويعمل بكل جهده حتى ينجح مثل صديق معلمه ، وبالفعل تخرج عام 2005م بدرجة ممتاز مع مرتبة الشرف كما حصل أيضًا على شهادة الطالب المثالي ومثل الجامعة في مركز الموهوبين ، وتم إبتعاثه الى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الماجستير بها بجامعة ديبول ، وحصل منها على درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف .ويقول جلال : لقد تعبت كثيرًا في دراستي واجتهدت كثيرًا في التحصيل لكي أرد الدين لوالدي الذي ضحي بالغالي والنفيس من أجلنا ، وظلت قصة صديق معلمي بالحاسب الآلي في ذاكرتي تلهمني وكانت دافعًا لي لأحقق نفسي ، وكنت واثقًا من أنني سأحقق نفسي بالمجال الذي أحببته ، حيث كانت أبحاث رسالة الدكتوراه الخاصة بي تدور حول كشف المخادعين في شبكات التواصل الاجتماعي .وهنا بدأ الحلم يتحقق حينما تلقى جلال دعوة من شركة ياهوو العالمية ليستكمل أبحاثه بالشركة ، حيث كانت تلك الرسالة من أهم المشاريع المستقبلية التي قررت الشركة أن تستثمر أموالها فيها ، وكانت البداية الحقيقية لنجاح جلال بتلك الرسالة التي تلقاها من شركة ياهو العملاقة .والتي جعلته يخطو أولى خطواته على أعتاب تلك الشركة الرائدة ، ولقد كان دور الأب سليمان الذي غرس في أولاده التحدي والإصرار والمثابرة حتى يحققوا النجاح دورًا محوريًا ، فليس شرطًا أن تتوافر لنا كل سبل الراحة وكل الإمكانيات لكي نحقق النجاح ولكنها الإرادة القوية والدعم فهما من يصنعان لنا النجاح .فالصبرُ مفتاحُ النجاحِ ولم نجدْ *** صعباً بغيرِ الصبرِ يبلغُهُ الأملْ