إذا ذكرت أفريقيا ، أمام البعض منا ، تستحضر ذاكرته سريعًا ، تلك الصور التي رآها من قبل ، للتشرد والفقر والجوع والأمراض ، إلى جانب العادات البدائية ، التي يمكن أن تشعر من خلالها ، أنك قد عدت إلى العصر الحجري ، بدون مقدمات .ولكن ما لا يعرفه الكثيرون ، بشأن القارة الأفريقية ، أن بها العديد من الدول التي تجاهد ، من أجل المنافسة في الاقتصاد العالمي ، بمشروعات صناعية محلية ، تنافس بها ما يتم تصديره إليها من صناعات ، خاصة صناعة السيارات التي يرى من خلالها المصنعون العالميون ، أن السوق الأفريقي ، ساحة واسعة يجب عليهم أن يستغلوها ، في ظل الإنتاج المحلي المنعدم تقريبًا ، وتلك هي قصص لبعض الدول الأفريقية ، التي خاضت تجارب تصنيع السيارات محليًا .غانا وصناعة سيارات كانتانكا :
سعت شركة كانتانكا kantanka ، لصناعة سيارات خاصة في غانا ، تناسب طبيعة الطقس والأجواء وطبيعة الطرق بها أيضًا ، في محاولة منها للسيطرة على السوق المحلي ، في مقابل ما يتم استيراده من سيارات ، ذات علامات تجارية عالمية كبرى .وقد تأسست شركة كانتانكا ، في غانا عام 2004م وظلت تعمل بها ، حتى أعلنت عن أولى دفعات الأرباح بها ، في السنة الماضية فقط ، حيث وصلت قدرتها وطاقتها في تصنيع السيارات ، إلى إنتاج وتصنيع مائة سيارة شهريًا ، مع محاولات لرفع طاقة الإنتاج لما هو أعلى من ذلك .وحتى الآن نجحت الشركة ، في إنتاج ما يقرب من ثلاث أنواع من السيارات ، بتكلفة أقل من نظيراتها المستوردة بثلاثين في المائة ، ومن أهداف الشركة أن تعمل على تصدير منتجاتها ، في المستقبل القريب إلى كافة أنحاء العالم .وبالطبع أمور الصناعة لا تخلو من العقبات ، بداية من العمالة المؤهلة لهذا النوع من العمل ، وإتقانه للخروج بمنتج متميز ، فالمصنع حاليًا لا يوجد به سوى مائة عامل فقط ، مما يدفع الشركة المصنّعة ، لإرسال عمّالها إلى الدول الصناعية المتقدمة ، مثل اليابان وألمانيا وأميركا ، لرفع كفاءتهم ومستواهم العملي ، للحصول على منتج قوي ، يمكّنهم من تحقيق أهداف المؤسسة ، ألا وهي عملية التصدير ، خاصة في مجال السيارات الكهربائية .وحاليًا يمكنك أن تشاهد سيارات الشرطة ، وهي تحمل علامة شركة كانتانكا ، وهي تجوب شوارع غانا ، حيث تعمل لشركة على استيراد القطع الخاصة بالسيارة ، من الصين وتعمل على تصنيع أجزاء منها ، يدويًا داخل مصانعها بغانا .إنتاج سيارات الدفع الرباعي في كينيا :
بدأت شركة موبيوس موتورز Mobius motors ، في تصنيع السيارات في مدينة نايروبي ، عاصمة كينيا بمواصفات تتلاءم مع طبيعة الحياة فيها ، خاصة في ظل وجود الطرق غير الممهدة ، كما راعت الشركة أن تكون السيارة ، مريحة لمن يقودها ، وزهيدة السعر أيضًا وفي متناول المستخدمين .وقد تم تأسيس شركة موبيوس موتورز ، على يد أحد رجال الأعمال البريطانيين ، ويدعى جويل جاكسون ، والذي جاءته فكرة افتتاح مصنع للسيارات في العاصمة الكينية ، بعدما عاش لفترة فيها ، ولاحظ طبيعة الطرق الوعرة بها ، والتي لم تكن متلائمة مع طبيعة السيارات ، التي يتم استيرادها لتغطية احتياجات السوق الكيني المحلي .وأضاف رجل الأعمال جاكسون ، أن الشركات العالمية المتخصصة في صناعة السيارات ، مازالت تتحسس خطاها في السوق الأفريقي عمومًا ، والذي يُنظر إليه أنه السوق الكبرى الواعدة في المستقبل .وعلى الرغم من اتساع السوق ، إلا أن مواطنو كينيا يعانون من انخفاض القدرة الشرائية لهم ، مما يمثّل تحديًا وعقبة خطيرة ، بدأت الشركة في النظر إليها ، والبحث عن حل لها ، ومثل الشركات الأخرى ، فإن موبيوس موتورز تقوم بتصنيع ، الأجزاء القليلة محليًا ، بينما تستورد القطع الأكثر تقدمًا ، من الأسواق المتقدمة مثل الصين وألمانيا .