إن إصرار المرأة العربية على إثبات نفسها كفرد فعال في المجتمع ، وإصرارها على النجاح بالعمل والجهد المتواصل لخدمة وطنها ، بات أمرًا يستحق الدراسة بالفعل ، فنماذج المرأة العربية الناجحة وخصوصًا من استطاعت منهن تخطي التوقعات ، بعبورها من المحلية للعالمية ، وتعد السيدة الكويتية نور القطامي إحدى تلك النماذج المشرفة لوطنها وللعالم العربي أجمع .الميلاد والنشأة والدراسة :
نور القطامي ، هي نور فيصل القطامي ، ولدت في دولة الكويت ، بنت رجل الأعمال الكويتي الشهير فيصل القطامي ، صاحب شركة القطامي للحديد ، نشأت وترعرعت ودرست سنواتها الانتقالية في دولة الكويت ، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراستها ، فتخرجت من جامعة بنتلي Bentley University ، وقدحصلت على شهادة في إدراة الفرق عام 2007م .بداية الحياة العملية لنور فيصل القطامي :
بدأت نور القطامي حياته المهنية بعد تخرجها من الجامعة عام 2007م ، حيث شاركت في تأسيس شركةٍ في بوسطن باسم : ذا كومباني بيزنيس إكسبانشن إنترناشونال، The Company Business Expansion International ، وتلك الشركة كانت تعمل على ربط العلامات التجارية الكبرى في الخارج ، مع الشركات العائليّة في الكويت ، وقد شارك في تأسيس هذه الشركة إلى جانبها ، كلٌّ من روبرت جرايسون وجورج ندّاف .لكنها لم تحقق النجاح إذ أنّ هذه العلامات التجارية لا تحبّذ وجود وسيط يمثّلها ، حيث تم تغيير هدف الشركة والقطاع الذي تعمل فيه ، وتم تحويلها إلى شركة ، تساعد الشركات الصغيرة على التوسع في كافة أرجاء الولايات الأمريكية المتحدة .وقد تم مباشرة العمل في الشركة لتحقيق هذا الهدف مع :بريب كوزمتكس Prep Cosmetics ، وهو متجر مستحضرات تجميل صغير، وقرّروا إدخاله إلى سوق “نيوبورت بيتش” في كاليفورنيا ، وهي منطقة سياحية صيفية .ولكن في ذلك الصيف قاموا بترميم المنطقة بأكملها ، والطرق الأساسية كانت مقطوعة بالكامل ، وبالتالي أشهرت كافة المتاجر في ذلك الشارع إفلاسها بما فيها المتجر الخاص بنور القطامي .نجاح نور القطامي :
عادت نور القطامي في عام 2007م مرة أخري غلى دولة الكويت ، وقد تشككت بسبب ما حدث في قدرتها على القيادة والنجاح ، فعادت لتعمل في شركة والدها : القطامي ستيل ، التي تستورد المنتجات الحديدية. وفي ذلك الوقت ، كان والدها يحضرها لتستلم زمام الأمور من بعده .بعد عام على شغل نور القطامي لوظيفة مديرة الشركة ، لاحظت أنّ تلك الوظيفة لا تشعرها بتحقيق أي إنجاز ، فالشركة التي أسسها والدها ناجحة سواء بوجودها أو عدم وجودها .وبسبب أن نور القطامي عاشت في بوسطن ، لاحظت رائدة الأعمال أنّ متاجر السوبر ماركت في الكويت ،تفتقر إلى تجربة عملاء جيدة ، حيث اشتاقت إلى تجربة التبضع في الولايات الأمريكية المتّحدة ، فقد كانت المتاجر في الكويت متدنية مقارنة بما هو موجود في البلدان الغربية ، ومن هنا لمعت فكرة إنشاء سيفكو ، وهي ما توجب عليها القيام به .في عام 2014م قررت نور القطامي إنشاء سوق سيفكو ، وهو مشروع كويتي بذلت فيه مجهودات كبيرة ، ولا يوجد له مثيل في الكويت ، إذ يوفر جميع احتياجات الأسرة تحت سقف واحد ، بالإضافة لتوفير أكاديمية لتعليم الطبخ ، وعدة كافيهات ومكان مخصص للأطفال ، و يمكن للأهالي ترك أطفالهم للعب في هذا المكان أثناء تسوقهم .كما أن البضائع المتوافرة في سيفكو تشمل جميع الأصناف والأنواع منها الالكترونيات ، والقرطاسية ، والمواد الغذائية ، ومستحضرات التجميل ، والعطور، والبخور، والأدوات الكهربائية .جوائز ونجاحات نور القطامي :
في عام 2016م تم تصنيف سيفكو الكويت كأفضل الشّركات في مجال البيع بالتّجزئة من قبل لجنة سقراط في أكسفورد ، وتمّ تقديم الجائزة التي يُمثّلها قادة في المجتمعات الدوليّة في مجال الأعمال التّجاريّة والتّعليم والعلوم ، وفي عام 2016م أيضًا تم اختيار نور فيصل قطامي ، إلى لائحة أقوى 100 مرآة عربية تأثيرًا في الشرق الأوسط والعالم .وفي عام 2017م حصدت شركة سيفكو الكويت جوائز عدة : منها درع الجودة الأوروبية كأفضل الشركات ، وذلك لالتزامِها بمعايير الجَودة والقِيادة والابتِكار في السعي المُستمر نحو التّميز و الرّيادة .كما تم اختيار الرئيس التنفيذي للشركة نور فيصل القطامي ، أفضل رئيس تنفيذي من قبل الجمعية الأوروبية للأعمال ، والتي يُمثّلها قادة في المجتمعات الدولية في مجال الأعمال التجارية والتعليم والعلوم. وقد تم ذلك الاستحقاق العالمي من خلال حفل أقيم في لوزيرن بسويسرا .لذا فالسيدة الكويتية نور فيصل القطامي ، تعد نموذج مشرف للمرأة العربية التي تسعى لتطوير مجتمعها ، فهي من السيدات العربيات اللواتي اغتنمن الفرص ليتركن بصماتهن في التاريخ ، وهن نساء أقل ما يقال عنهن صنعن فرقاً حقيقياً في عصرنا الحالي ، و حققن نجاحات باهرة، نساء شكلن علامات فارقة ، بالإنجازات الكبيرة التي حققوها سواء على المستوى المحلي أو العالمي .