في يومٍ من الأيام كان الأصمعي في طريقه يسافر من صحراء الحجاز إلى بلد أخرى وهو في طريقه وجد يفطه مكتوب عليه بعض عبارات العشاق وتقول أداعين لذكر العامرية أنني أغار عليها من فمها المتكلمي أغار عليها من شفاتها إذا وضعتها موضع اللثة في الفمي، فرد عليه الأصمعي بيت شعر لكي يكمله. وفي اليوم الثاني عندما مر الأصمعي وجد من رد علي بيت الشعر ويقول: وكيف يدارى والهوى قاتل الفتى وفي كل يوم قلبه يتقطع ، فرد عليه الاصعمى ببيت يقول : اذا لم يجد الفتى صبراً لكتمان أمره .. فليس له شئ سوي الموت ينفع . ماذا فعل الأصمعي؟ بعج ما رد عليه الأصمعي في بيت الشعر وجد أثار الدم على الصخرة فتفهم أن العاشق أستمع إلى نصيحته وقام بقتل نفسه ورد عليه في بيت شعر ويقول: سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا .. سلامي الى من كان للوصل يمنع .. هنيئا لارباب النعيم نعيمهم .. وللعاشق المسكين ما يتجرع . ماذا فعل الأصمعي؟ عندما وجد هذا حزن كثيرا لما رأي وقال ومن الحب ما قتل وأخذ يتحدث إلى نفسه وكيف لعاشق أن يقتل نفسه فداء الحب وأخذت هذه القصة تراوده لفترات طويلة وكانه يتألم من ما قاله للفتي الذي دفع إلى قتل نفسه والتخلص من كل هذا العناء فلم
يتحمل ان تتركه محبوبته ويتزوجها رج لأخر وأخذ يفكر إذا كانت حقا تحبه أم لا وإذا كانت تستحق أن يموت من أجلها العاشق أم لا.
إلى أين ذهب الأصمعي؟ ذهب الأصمعي إلى بيت ديار الحجاز فكانوا في قديم الزمن يتبارزوا في الشعر وكان الأصمعي من أجود وأحسن شعراء هذا العصر ولذلك قرر أن يذهب ويدافع عن الحب ويروي قصة هذا الشاب وقول أبيات الشعر التي جمعتهم معا، وفي ظل هذا الجو كانت ابنه كبير القبيلة جالسة تستمع إلى شعر الأصمعي وفور وقوع عينه في عينها كأنما حدث سحر أو شعاع ساحر يوصل قلبهما ببعضهم البعض. ماذا حدث بين الأصمعي وبين ابنه كبير القبيلة؟ كان الأصمعي لم يري غيرها في هذا المجلس وأخذ يقول الشعر كأنه يحدثها هي فقط وبالفعل وقعت هي في سحر كلامه وذاب هو من جمال عينيها، وبعد أن انتهي من المبارزة ذهبت هي لكي تجلس أمام البحيرة لم يجد شيء أخر يفعله سوا ساقه قلبه إليها وأخذ يغازلها ويقول لها أبيات شعر من الغزل الصريح والعفيف خجلت كثيرا ولكنها شعرت بتميزها ورقة كلامه فذهبت. ماذا فعل الأصمعي في اليوم التالي؟ بعدما جلس مع نفسه ليلا قرر أن يتقدم لخطبتها ولكن والدها رفض لأنها تخطب لأبن عمومتها ولا يجوز لغريب أن يتزوج من أهل القبيلة، قد يكون له أنه يجب أن يكسر القواعد والتقاليد أم يكسر قلبه ويرحل ، تذكر هذا الشاب وقرر أن يفعل المستحيل من أجل أن يصل إليها وتبقي له، قرر ان يذهبا معا إل خاج القبيلة ولكنها رفضت حتي لا تجلب لأبيها لعار ومن هنا لم يجد أمامه سوا حل آخر. ما هو الحل الأخر؟ قرر أن يذهب إلى والدها ويطلب منه أن يدع له الفرصة أن يزيد من مهرها أو يتبارز في الشعر هو وابن عمومتها ولكن رفض أبيها وقال له أننا لا ييجب أن نكسر القواعد والتقاليد، ومن هنا باتت كل محاولاته بالفشل وقرر أن يذهب بعيدا، وهو في طريقة إلى العودة جلس واستضافة جماعة من النس وجلس معهم شهلا، وفجأة مرت تلك الفتاة واستضافوها أيضا هؤلاء الناس فوجد أن يديها حمراء الله فقال لها: وجدت بنان العامرية أحمرا فقولت خضبت الكف على فراقنا قالت معاذ الله ذلك ما جري ولكنني لما وجدتك راحلا بكيت دما حتي بللت به الثرا مسحت بأطراف البنان مدامعي فصار خضابا في اليدين كما تري. ما هي نهاية هذه القصة؟ لم يجد امامه حل آخر سوا أن يلحق بالعاشق الذي قال له أن لا محو للعشق سوا الموت وبالفعل مات الأصمعي وفي قلبه عشق فتاة لا يزول، ولكن النهايات السعيدة دائما تجد فنحن نعشق ونحب من أجل أن نعيش وليس من أجل أن نموت فعليهم أن يحترموا مشاعر العشاق ولا يقتلوهم.
.
.
.