ذكرت مختلف الأنواع من الحيوانات في القرآن الكريم في قصص نأخذ منها العبرة، وقد ترافق ذكر الحيوان مع الأنبياء أحياناً، فلا أحد ينكر أهميّة الحيوانات في هذه الأرض.
يطول الحديث عن الحيوانات التي ذُكرت في القرآن الكريم، ويمكن ذكر بعضها في هذا المقام، ومنها دابّة الأرض التي أكلت عصا سليمان، وحمار العُزيرْ الذي مات صاحبه مائة سنة ليعود ويبعث حياً، وكلب أهل الكهف، ونملة سليمان، وفيلة أبرهة، وناقة صالح، وحوت يونس، وعصا موسى التي صارت ثعباناً، وطين عيسى الذي صار طيراً، والطيور الأبابيل التي أبادت فيلة أبرهة، والأنعام؛ كالخيل، والإبل، والبعير، والحمير، والبغال، والنمل، والنحل، والعاديات، والعنكبوت.
الغراب
ذكر الغراب في قصة قتل قابيل أخاه هابيل أبناء آدم عليه السلام، وذكر في فقال تعالى: ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾، الآية 31 سورة المائدة. وكما تقول الآية الكريمة بعد أن قتل قابيل أخاه وكان أول من تأتيه المنية على الأرض ولم يكن الدفن فعلاً معروفاً آنذاك جاء الغراب ليحفر في الأرض أمامه ويدفن غراباً آخر، وهكذا علم البشري كيف يواري جسد الميت.
البقرة
ذكرت البقرة في القرآن الكريم في أكبر سورة والتي سميت باسمها، وكانت البقرة هي إجابة النبي موسى عندما سئل عن قاتل مجهول، فأجاب بنو إسرائيل أن اذبحوا بقرة ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ فجادل بنو إسرائيل وطلبوا وصفاً دقيقاً للبقرة ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ﴾، مع أن أي بقرةٍ كانت ستفي بالغرض ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا ﴾ لكنهم يكثرون السؤال ما لونها ما شكلها فنزلت الآيات الكريمات تصف بقرةً بالتحديد تظهر صفاتها في الآيات الكريمة ﴿ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ﴾، وألحّوا بالوصف فقال لهم ﴿ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ﴾ ﴿ بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا﴾؛ فما إن ذبحت البقرة حتى علم بنو إسرائيل سر جريمة القتل وكانت هذه إحدى معجزات سيدنا موسى.
الذئب
في قصة سيدنا يوسف خاف يعقوب على يوسف من الذئب إن ذهب للرعي ﴿إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾ لكنهم واجهوه بالحجة فهم كثر فكيف سيصل الذئب إلى أخيهم؟ ﴿ قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾، لكنهم بعد ذلك جاؤوا أباهم عشاءاً يبكون ﴿وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ﴾ واتهمو الذئب بدمه ظلماً ﴿وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ﴾ ووضعوا على قميصه دماً كاذباً وألقوه إلى والدهم بأنّ هذا قميص يوسف انظر كيف أدماه الذئب، لكنهم نسوا أنّ للذئب أسناناً كانت لتمزق القميص قبل أن تصل إلى لحم المقتول لتنهشه، فالقميص كان سليماً بلا آثار لتلك الأسنان، فعرف سيّدنا يعقوب أن ابنه ما فتك به الذئب لكنهم كادوا له، وقد ذكر هذا في سورة يوسف
الهدهد
في قصة ملكة سبأ والنبي سليمان كان المحرّك الأول للأحداث هو طائر الهدهد، وكان في قافلة جيش سليمان يقف؛ حيث الشمس فيظلل النبي وملكه بظلّه حامياً رأسه من حرارة الشمس، فذات يوم أصابت الشمس سليمان فتنبّه لغياب الهدهد ﴿فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ﴾، لكن الهدهد عاد لينبّئه عن تلك الملكة التي تعبد الشمس ﴿وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾، فكان هو رسول سليمان فذهب برسالة له ألقاها في حجر الملكة لعلّها تؤمن، وكانت بعد ذلك من المؤمنين.