سعيد بن زيد هو سعيد بن زيد بن عمرو نفيل بن عبدالعزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب ، كنيته أبو الأعور،وهو زوج فاطمة بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وعمر بن الخطاب زوج عاتكة بنت زيد أخت سعيد بن زيد
كان والد سعيد يكره عبادة الأصنام ويأخذ على مشركي مكة هذه العبادة ويهاجمها ، وفي نفس الوقت لم يقبل عقله ولم يطمئن قلبه ولم تنشرح فطرته لدين النصرانية ، ولم يستسغ أن يدخل في دين اليهود
لقد كان هو وورقة بن نوفل يبحثان عن دين غير دين المشركين ، فالتقيابأحبار اليهود ورهبان النصارى ن فاعتنق ورقة بن نوفل النصرانية ، اما زيد بن نفيل لم يقبل أياً منهما ، وظل كذلك إلى أن شرح صدره لدين ابراهيم واسماعيل ، فاختاره وأعلن دينه أمام قريش
لم يكتف زيد بن عمرو بمخالفة قريش وسائر العرب في اعتقاداتهم ودينهم ، بل إنه خالفهم في كثير من عاداتهم ، فقد حرم على نفسه أن يأكل ذبائحه التي يذبحونها على النصب أو يذبحونها للأصنام، او التي تهل لغير الله أو التي لا يسمى عليها
ولقد لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعثه الله رسولاً للناس يبلغهم دين الله ، وعلم منه أنه قد اقترب ظهور رسول الله يدعو إلى الحنيفة السمحة . روى الإمام البخاري رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي ، وأن زيداً كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول: الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها الأرض ، ثم تذبحونها على غير اسم الله ؟
وكان زيد ينهى المشركين عن الفواحش وخاصة الزنى ووأد البنات، وكان زيد بن نفيل ينتظر بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يؤمن به، قال ابن حجر في فتح الباري روى محمج بن سعيد والفاكهي من حديث عامر بن ربيعة قال: قال لي زيد بن عمرو: إني خالفت قومي واتبعت ملة اسماعيل وابراهيم ، وما كانا يعبدان ، وكانا يصليان إلى هذه القبلة ، ولا أراني أدركه وأنا أؤمن به و أصدقه وأشهد انه نبي ، فإن طالت بك حياة فاقره مني السلام ، قال عامر: فلما أسلمت أعلمت نبي الله صلى الله عليه وسلم بخبره فرد عليه السلام وترحم عليه ، قال: ولقد رأيته في الجنة يسحب ذيولاً