أحد الأنبياء والمرسلين رضوان الله عليهم أجمعين، أرسله الله لهداية بني إسرائيل، وهو من أولي العزم من الرسل، وفي الدين الإسلامي الإيمان به واجب، ولا يصحّ إيمان مسلم دون ذلك، كغيره من باقي الأنبياء اللذين أرسلهم الله عزّ وجلّ، وذكر اسمه في القرآن خمساً وعشرين مرّة، وله العديد من العجزات التي أيدّه الله بها منذ ولادته.
ولادة سّيدنا عيسى
جعل الله ولادة بني الإنسان تكون عند التقاء رجل وامرأة، وهي سنّة الله في البشر كافة، إلّا آدم الذي خلقه الله بيديه، وحوّاء التي خلقها من ضلعه، والاستثناء الآخر هو سيّدنا عيسى عليه السلام، فله أم وليس له أب، وكان ذلك بأمر الله، حيث جاء جبريل إلى مريم بنت عمران الفتاة العابدة المعتكفة لله، وبشّرها بغلام، فخافت، ولكنّه طمأنها وأخبرها بأنّه سيكون نبيّاً، وسيجعله الله يتكلم وهو في المهد، فكلامه في المهد معجزة إذ لا يستطيع البشر فعل ذلك، لكن من المعرف أنّ النبيّ عيسى لم يبلغ الكهولة على الأرض، ويعتقد المسيحيّون أنّه صلب ومات، ولكنّ الله نفى ذلك في القرآن الكريم، وأخبر بأنّ عيسى سوف ينزل من السماء إلى الأرض في يوم ما.
لم يكن الخبر هيّناً على مريم فانتبذت بحملها مكاناً بعيداً، ولما ولدته، حملته وذهبت به إلى قومها، وأمرها الله ألّا تكلّم أحداً، وإن سألها قومها عنه فقط تشير إليه، فلما قابلتهم استنكروا عليها فعلتها، فهي امرأة شريفة، وابنة امرأة ورجل شريفين عفيفين، فأشارت مريم إلى عيسى، فأنطقه الله وهو في المهد، وما قاله هو ما ذكر في القرآن الكريم: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا 30 وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا 31 وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا 32 وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا 33 .
صعود سّيدنا عيسى إلى السماء
أنزل الله كتاب الإنجيل على عيسى، وهو من الكتب السماويّة، ولكنّه حرّف على مرّ الأزمان، وأخذ عيسى يدعوا بني إسرائيل إلى الإيمان بالله، واتّباعه، فآمن به الحواريّون واتّبعوه، ويذكر القرآن كيف أنّهم طلبوا منه أن يطلب من الله أن ينزل لهم مائدة، فطلب ذلك من الله، فاستجيب له، وعندما حاول اليهود قتله، شبّه الله أحد أصحابه ليكون مثله، فقتله وصلبه اليهود، ويظّن النصارى بأنّ عيسى قد صلب، ولكنّ القرآن ينفي ذلك، فهذا منافٍ لسنّة الله في الأرض، فتل الظالمين لنبيّ الله يعني انتصار الظلم، ولكنّ سنة الله تقتضي انتصار الحق، وبالتالي فإنّ عيسى قد صعد إلى السماء، وسيعود في يوم ويحكم الناس، ويقيم العدل قبل يوم القيامة.