تعد هذه القصة واحدة من القصص الشعبية الأكثر تداولًا بالهند عن ظهور بحيرة في منتصف الغابة كهدية من الرب لعبد أحبه ، ففي بلدة كثيفة الأشجار كان يعيش حطاب يدعى كوشيمورًا كوشي ، وكان رجلًا صالحًا يعيش بالقرب من الغابة مع والدته ، واعتاد أن يخرج كل يوم لقطع الأخشاب وصنع اللعب التي يبيعها للأطفال في السوق
كان كوشيمورًا مقربًا للإله لا يترك يومًا إلا وذهب فيه إلى المعبد ليشكره على نعمه ، وفي يوم من الأيام تجسد أمامه الإله ، وقال له : يا بني أنا مسرور منك ، تمنى أي شيء وسأحققه لك ، ولأن كوشي كان رجلًا طيبًا لم يفكر في نفسه فقط ، وفكر في كل أهل بلدته
فانحنى للإله قائلًا : أنا لا أريد شيئًا لنفسي فكل ما أريده بحيرة للقرويين تساعدهم على الصيد والانتقال من مكان لأخر ، فأجابه الإله بالقبول وانصرف ، وفي اليوم التالي حينما عاد كوشي إلى الغابة وجد بها بحيرة جميلة سعد كثيرًا برؤيتها ، وحينما انتهى من تقطيع الخشب وجد قاربًا يقف في البحيرة وعلى متنه رجل
فاقترب منه ، فرأى الرجل على القارب يشير إليه وهو يقول : لقد أرسلني الله لمساعدتك ، تعال واجلس في القرب لأنقلك عبر البحيرة ، وهكذا كان كوشي يعبر البحيرة كل يوم مع رجل القارب ، وذات يوم وبينما هو عائد وجد صبيًا وفتاة يصرخون لطلب النجدة وهم يركضون باتجاهه ، فأخذ يهدأ من روعهما وقدم لهما المساعدة حين علم بأن هناك من يطاردهما
ذهب كوشي برفقة الأطفال إلى كهف قريب ، ووعدهما بتقديم الطعام والشراب لهمًا حتى يزول الخطر ، وعاد إلى بيته مسرعًا وأحضر لهما بعض الطعام ، وطلب من والدته أن تعد كل يوم مع طعامه طبق إضافي من الرز والحساء ، وكان كوشي يأخذ الطعام الذي تعده والدته كل يوم ويذهب به للكهف
ولكن الأم شعرت بوجود شيء غريب ، وأخذت تلح على كوشي لمعرفة سر هذا الطعام الإضافي ولمن يأخذه ، فاضطر أن يخبرها بعد إلحاح بقصة الصبي والفتاة مع الصيادين ، ولكنها لم تصدق الأمر وقررت الذهاب بنفسها إلى الغابة لتتأكد من صدق ما قال ، وحينما وصلت هناك اندهشت لدى رؤيتها لتلك البحيرة
فذهبت لرجل القارب تسأله متى انشقت ومن أين جاء ، فأخبره أن الرب من فعلها وأرسله لمساعدة كوشي ، أما الصبي والفتاة فهما مبعوثان من الرب لاختبار كوشي ، وإن تأخر في تقديم الطعام لهما ستجف البحيرة ، ورغم كل ما قاله رجل القارب لأم كوشي لم تصدق هذه القصة
وفي يوم التالي بينما كانت تعد طعام الغداء ، خلطت بعض الحصى في طبق الأرز الذي يأخذه كوشي للأطفال ، فمرض كلاهما ، وأخذ كوشي يجلب لهما الدواء فبدأ في التحسن ثانية ، وبينما هو عائد إلى منزله وجد أن منسوب المياه في البحيرة قد انخفض لكنه لم يدري لذلك سببًا
وفي اليوم التالي حينما خرج لقطع الأشجار بالغابة أخذ معه طعام الأطفال ليقدمه لهم ، ولكنه انتبه لوجود الحصى فى الأرز فألقى الطعام جانبًا وعاد إلى المنزل ليطهو لهم الطعام بنفسه ، في ذلك الوقت كان الجوع قد بلغ من الأطفال مبلغه فانخفض منسوب المياه أكثر في البحيرة ، ولما رأى كوشي ذلك حزن كثيرًا
ولكن سرعان ما ازدادت المياه حينما وصل كوشي للأطفال وأطفأ جوعهم ، وهكذا عادت البحيرة جميلة ومليئة بالمياه من جديد حتى جاء اليوم الذي وصل فيه الصيادين إلى بيت كوشي وسألوها عن الصبي والفتاة فلم تجيبهم لأن ابنها أوصاها ألا تحدث أحدًا بشأنهم ، ولكنها أشارت بيدها نحو الكهف ، وما إن فعلت ذلك حتى تجمدت في الحال وأصبحت تمثالًا
وبعدها مباشرة جفت بحيرة المياه وظهر مكانها شجرة مترامية الأغصان ، وبينما كان كوشيمورًا عائدًا رأى البحيرة لم تعد موجودة فحزن لذلك وشعر أن هذا غضب الرب عليه لأنه كشف سر الأطفال والبحيرة لأمه ، فلم يعد إلى منزله وتوجه إلى المعبد ، وظل يبكي تضرعًا للرب ، ويقال أن البحيرة امتلأت من دموعه فأعادها الرب ثانية
القصة مترجمة عن قصة : The Lake of Mura