في ليلة من الليالي كانت السيدة زينت بنت جحش تطعم النبي صلى الله عليه وسلم عسلاً، فشعرن زوجات النبي الثلاث السيدة عائشة والسيدة حفصة والسيدة أم سلمه رضي الله عنهن بالغيرة، فإتفقن جميعاً على تحريض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الامتناع عن أكل العسل عند زينت بنت جحش مرة أخرى، وكان الاتفاق كالتالي : كلما دخل بيت احداهن وهو عائد من بيت زينت، قالت له أنه تنبعث منه رائحة مغافير ” المغافير صمغ نباتي كريه الرائحة ” ، وذات يوم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند السيدة زينت بنت جحش وذهب إلى السيدة عائشة رضي الله عنه يسلم عليها، فقال له : كأنني أشم رائحة مغافير فقال بل عسل
و ذهب لحفصة فقالت كأنني أشم رائحة مغافير، فتعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولها، ثم مر على السيدة ام سلمى فقالت له مرة أخرى مثل ما قلن، فحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يذوق العسل أبداً، وحرمه على نفسه لأنه كان لا يحب ان يشم منه لا كل طيب، فنزل في ذلك آية التحريم، قال تعالي في كتابه العزيز ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ” صدق الله العظيم .
ومن الجميل في رسول الله صلى الله عليه وسلم – وكله جميل – أنه لم يكن يحاول ابداً قهر غريزة الانثى أو نوازع الغيرة لديها، ويحاول تجريد زوجاته رضي الله عنه من الغيرة التي فطرن عليها فكان حليمً رحيم بهن وأن يرى في ذلك إثماً لا يغتفر، بل كان يدافع عن غيرة السيدة عائشة رضي الله عنه الجامحة ، وكان يقول : لو إستطاعت ما فعلت .