جاء إلى جحا صديق من بلدة بعيدة، فاستضافه جحا في بيته، ورحب به، في سرور،وقدم له الطعام والشراب.ومكث الصديق عند جحا ثلاثة أيام، ثم استأدن في الرحيل، وطلب من صديقه جحا أن يزوره في القريب العاجل.
وحين رحل الصديق، قالت زوجة جحا في غضب : لقد قضى ضيفك على ما عندنا من طعام، وعلى ما نملك من نقود لضيافته والإحتفال به في الأيام الثلاثة التي قضاها معنا .
قال جحا في عجب : يا امرأة لقد هبط علينا الضيف، فهل نقوم له بواجب الضيافة أم لا ؟
قريباً سنذهب؛ لنزوره، وسترين مدى حفاوته بنا، فهو رجل واسع الثراء .
ومرت الايام ، وتصادف أن مر جحا بالبلدة التي يسكن فيها الصديق الذي استضافه، فذهب الى بيته، وطرق بابه.
رأى الرجل جحا، فهش له، ورحب به، ودعاه للدخول، وطلب من زوجته أن تعد أفضل الطعام لديها .. لهذا الضيف العزيز .سر جحا عندما سمع ذلك، واستبشر خيراً، ومنى نفسه بوجبة شهية .
مضى وقت طويل، والطعام لم يعد، وشعر جحا بالجوع الشديد، فقال إلى صديقه :ما أفضل طعامكم !! إنه لذيذ !
فهم الرجل ما يرمي إليه جحا وقال : حالاً سيأتي الطعام، وعلى رأسه دجاج .
فرح جحا حين علم أن بالطعام دجاجاً، فقال ضاحكاً :يا لك من صديق كريم !!تجعل ضيفك يجوع؛ ليقبل الطعام بشهية .
وأتى بالطعام وجلس جحا يأكل الطبيخ ثم شرب من مرقة الدجاج، ثم أمسك بالدجاجة، وحاول جاهداً أن يأكل بعض لحمها .لكن جحا لم يقدر على التزاع أي قطعة من لحم الدجاج، لصلابته، فتعجب جحا وراح يقلب الدجاجة بين يديه فهز رأسه ووضعها وأخد يتناول طعامه من الطبيخ والمرق ولم يعلق على ذلك بشيء.
وفي اليوم التالي قدم الرجل إلى جحا طعام الغذاء وكان دجاجة ومرقا فشرب جحا المرق، وحاول أن يأكل من لحم الدجاجة، فلم يستطع من صلابته وشدته .
وفي اليوم الثالث قدم إلى جحا الدجاجة والرق وحاول جحا أن يأكل اللحم، ولكنه لم يستطع، فأخذ الدجاجة ورفعها بين يديه وراح يتمم بكلمات غير مفهومة .
تعجب الرجل، وسأل جحا : ماذا تفعل يا جحا ؟
قال جحا :اشهد ان لحم هذه الدجاجة لمعجزة : إنها قد دخلت النار ثلاث مرات في ثلاث أيام، ولم تفعل النار بها شيئاً.
وعندما أراد جحا الإنصراف حضر جار الرجل فدق الباب قائلاً : أعرني تلك الدجاجة لضيف جاء إلي،
لأقدمها له، ثم أردها اليك حين يرحل .
سمع ذلك جحا، وقال في دهشة، يا لك من رجل بخيل، إن لحم دجاجتك يصلح لأن يقدم لمن هم على شاكلتك .!!