"لقد كنت حقا ظالماً لنفسي" هذا أقل تعبير عن حالتي بل هو اشملُ تعبير لأن الله استخدمه حين وصف العصاة كنت مدمناً لغرف الدردشة (الشات) وكانت تحتل اهتماماً كبيراً من شهواتي خاصةً إننا كنا نتحدث عن ما حرم الله وكنت أجد معها متعة غريبة ... لا أدرى لماذا ؟؟
ذات يوم تعرفت على فتاة من أمريكا ، كانت في عمر العشرين متزوجة ولها ولد جميل ... تعرفت عليها صدفة..
قالت لي : ما اسمك
قلت لها : اسمي " محمد "
ما كدت أن أقول تلك الكلمة إلا ووجدتها طارت من الفرح
وتقول لي : إذن أنت مسلم, حقا أنت مسلم لا اصدق أريد أن اعرف عن الإسلام الكثير أرجوك لا تتركني كما تركوني أرجوك لدى آلاف الأسئلة التي أود أن اسألها أرجوك... قلت في نفسي يا لها من تعيسة تطلب الإسلام من ابعد واحد عنه... ربنا يستر !!!...
ولكنى شعرت بها حقا ... أول مرة في حياتي أعيش لحظة اهتم فيها بأمر ديني!! أول مرة أعيش فيها لهدف... شعرت بإحساس آخر غريب ؛ لأول مرة في حياتي اترك شهوتي لأجل شيء... حتى الآن لا أعلم هذا الشيء ... لا اعلم منه إلا اسمه الإسلام ... وقلت لعلها تسألني وأجيب مع يأسى التام على قدرتي على الإجابة ...
وبالفعل قالت لي : ما الإسلام ...
قلت لها : من فضلك ثانية واحدة .. فدخلت على مواقع إسلامية ... وظللت ابحث عن كل سؤال تسأله حتى أنني نجحت في الإجابة على معظم الأسئلة...
قالت لي : من هي عائشة...
قلت لها : عائشة ؟؟؟ كنت لا اعلمها... ظللت ابحث عنها في المواقع الإسلامية.. وبينما أنا ابحث أشعر بحماس ورغبة غريبة في مساعدتها...
قلت لها : أختي انتظريني أيام سأرسل لكِ كتاباً وغيره ,يعلمك ما الإسلام ...
لا تتصور مدى سعادتي من كلمة " أختي" أول مرة في حياتي أنادي فتاة بكلمة أختي.
الله ! أختي... لأول مرة أشعر بالطهارة... حتى ذرفت عيناي ... وما نمتُ ليلتي... ظللت اسأل أختي عن بعض الأسئلة التي سألتني إياها
هل الحجاب فريضة ؟؟ وغير ذلك )...
ذهبت للمكتبة لشراء كتاب وقبل الذهاب فوجئت أني لا املك من الأموال إلا يسيراً... قلت : ماذا افعل... كنت اشعر أن الموت يسابقني لها ويجب أن أكون أسرع منه لها قبل أن تموت وتدخل النار...
لأول مرة أُحدث نفسي بهذه اللهجة... تعجبت من نفسي... ذهبت لأحد الأصدقاء السوء كان غنياً جداً واقترضت منه مبلغا... كنت انوي ألا أرده ولكن بعد التزامي رددته لعلمي بأهمية رد الدين , والحمد لله... واشتريت لها كتابان قرأتهما قبلها... وكنت طليق في الإنجليزية ، شعرت بأن هذا الدين عظيم .. واشتريت لها زياً إسلامياً جميلاً مثل الزى التي ترتديه أختي لعلمي لصعوبة الحصول على هذه الأزياء الإسلامية هناك واشتريت لها مصاحف قرآن للغامدى والعجمى... وأرسلت كل هذا بالبريد السريع الدولي ليصل في اقصر فترة ممكنة....
وبالفعل وصلت كل تلك الأشياء إليها ... وقرأت الكتابين... وقالت لي : هذا ما كنت أريد. ماذا أفعل لكي ادخل في الإسلام ... حينها لا تتصور ما حدث لي بكيت كثيراً كثيراً ... وذرفت دموعي.. فقالت لي : لم تبكي .
فقد كانت تسمعني وكنت أتحدث معها بالمايك... قلت لها : لأن ميلادي مع ميلادك
لم تفهم معناها) ولكنى أخبرتها أن تردد الشهادتين وتذهب لتغتسل ... كنت قد سألت عن هذا لهذه اللحظة...
لا تتصور وهى تردد بعدى " اشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" وكأني ارددها معها لأول مرة ... فلا أتذكر أنى قد قلتها قبل ذلك... وقالت لي : ما معناها ؟
فأخبرتها انه لا يوجد إله غير الله في الكون وأن محمد رسول الله وظللت أتطرق في شرحها ولكن العجيب أنى لا أدرى ما هذه الكلمات وأنا اشرحها .. كل هذا المعاني كانت غائبة عنى ...أيقنت أن هذه الكلمة لها معاني عظيمة ...
ثم قالت : " محمد ؛ قل لا إله إلا الله " وضحكت.. قلتها وأنا أبكى من سعادتي أبكى بكاءاً مريراً ...
ثم قلت : " قولي يا أختي محمد رسول الله " فقالت.. وضحكت بسعادة وقالت : محمد ...الآن وجدت حياتي... لقد كنت محطمة وقلبي كسير حاولت الانتحار خمس مرات وكان زوجي ينقذني ... ولكنى الآن اشعر بسعادة غامرة واشعر أنى وجدت نفسي ووجدت سعادتي ...
قلتُ لها : إذن أنت ولدت هذه الليلة...
قالت : حقاً نعم...
قلتُ لها : وأنا كذلك وتحدثت لها عن قصتي وكيف كنتُ مسلماً بالإسم فقط ... والآن أشعر بأني ولدت من جديد...
قالت: الآن فهمت ميلادي مع ميلادك " ثم قالت : إذن " ردد وقل لا اله إلا الله يا أخي "
قلت لها : نعم لا اله إلا الله رب العالمين" وضحكت وشعرت بأني أسلمت من جديد ، قامت واغتسلت واتفقنا أن نتقابل بعد 30 دقيقة سمعت المؤذن لصلاة الفجر ... فقمت توضأت كنت لازلت اذكر الوضوء من المدرسة ودخلت مع الإمام ... وذرفت عيناي بالدموع شعرت بلذة غريبة كانت ألذ بكثير من هذه اللذة التي كنت أذوقها مع الشهوات ... لذة الإيمان حقاً... إن له لذة غريبة.
عدت إليها وأخبرتني من هي عائشة وظللت أتعلم منها عن عائشة وسيدنا محمد..
تتخيل ان اتعلم الدين ِمن مَن كنت سبباً في إسلامها وهو عمره في الإسلام لحظات ، شيء غريب جعلني اذرف دموعي كثيراً ووجدتها غيرت اسمها المستعار لعائشة، وبعد يومين فوجئت بإسلام زوجها وسموا ابنهم احمد ... بكيت بكاءاً شديداً... وحمدت الله كثيراً... آه لا استطيع أن اصدق أنى سبباً في إسلام ثلاثة أنفس يأتون يوم القيامة في ميزان حسناتي ... وأنا ليس لي من الإسلام شيء...
منذ ذلك الحين ظللت أتعلم عن الإسلام الكثير ووجدت في مكتبة أختي التي تزوجت قبل إسلامي بأسبوع...
وظللت اقرأ وأقرأ وأتعلم ووجدت حالي ينصلح شعرت بلذة الصلاة ولذة العبادة وتركت كل شهواتي وكل أصدقائي الفاسقين في بلدي وفى العالم كله وكل حين اردد " اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله " وأبكي وأبكي... وفرحت بذلك أمي؛ وقالت: حقاً " كل شيءٍ وله أوان "
قلتُ لها :صدقتِ يا أمي...
وتحولت من البحث عن الفسوق, إلى البحث عن كل من يريد الإسلام ويريد أن يعرف عنه شيء... تخيل فوجئت بالكثير بالكثير من يريد المعرفة عن الإسلام .. وكلما عرفت احد أرسلت له نفس الكتابان ونسخة من القرآن الكريم ..حتى اسلم على يدي ثلاثة آخرين ؛اثنان من أمريكا وفتى من بريطانيا... وفرحت بذلك كثيراً... وكانت أم احمد-المرأة التي أسلمت- تساعدني في الحديث معهم... حتى أنها أقنعت أختها بالإسلام... والحمد لله رب العالمين..