أثناء ما كان وهيب بجانبي يغط في نوم عميق حدث شيء مخيف ، كان هناك شي يسحبه من أقدامه إلى خارج الفراش ، و أنا أعيده إلى جواري ، ثم يسحبه من جانبه إلى تحت الستارة وأعيده لمكانه ، تكرر هذا عدة مرات ، لم استطع النوم تلك الليلة ، و مع زقزقة أول عصفور إعلاناً بطلوع ضوء الفجر ، فتحت الباب وعدت إلى البيت ثم لحقني وهيب.
صحوت من النوم و شعرت بالرعب عندما لم أجد خديجة بجواري ، توقعت أن ذلك الشيء قد اختطفها أثناء نومنا ، خرجت اجري باتجاه منزلنا و أنا افكر في وقع الصدمة على عائلتي عندما أخبرهم أن خديجة اختفت ، وصلت أمام البيت و وجدت خديجة ، كانت جالسة و مستندة لباب بيتنا و تغط في نوم عميق .
لم يمضي أسبوع منذ نومنا في بيت أحلام ، صحونا في الصباح على صوت صراخ يدوي في القرية ، كان الصوت قادم من اتجاه منزل أحلام ، ذهبت لأعرف ماذا يجري هناك ، وجدت الناس يتوافدون إلى أمام المنزل ، كانت أحلام على سطح المنزل تصرخ ، تسب و تشتم و تلعن الجميع كلاً باسمه ، و كانت تارة تبكي و تارة تضحك ، و كل من يقترب تقذفه بالأحجار ، استمرت هكذا لقرابة أسبوعين ، كل يوم الناس يأتون لمشاهدتها و يرحلون و هم يرددون كلمة واحده ، احلام فقدت عقلها .
في صباح أحد الأيام شاهدت أحلام في الطريق ، كانت تلبس عباءة و بيدها شنطة ملابس صغيرة ، وقفت قليلاً لتتحدث مع احدى نساء القرية ثم ذهبت ، أخبرتني تلك المرأة أن أحلام أخبرتها أنها مسافرة إلى والدها في العاصمة ، أحلام أمية و لم تخرج يوما ًمن القرية ، كيف لها أن تسافر وحدها و مع من ؟ أذهب بسرعة إلى منزل أخيها و أخبره ليلحقها .
ركضت إلى منزل أخوها و أخبرتهم ، أخذ أخوها عصا غليظة و ركض ليلحقها و أنا أركض بعده ، لحقها في الطريق و عندما شاهدته أحلام حاولت الهروب ، و أثناء المطاردة التقطت احدى الأحجار و قذفتها باتجاه وجهه ، و كادت أن ترديه لولا أن الله سلم ، تعثرت أحلام و وقعت ، هجم عليها أخوها و انهال عليها ضرباً بالعصا بقسوة ، و ركز الضرب على ساقيها ، ثم قادها إلى منزلها و أغلق عليها الباب .
كانت المرة الأولى التي أشاهد شخص يضرب آخر ، حزنت عليها كثيراً و ندمت لأني ذهبت لأخبار أخيها ، غاب أخيها لمدة ساعتين ثم عاد ، فقد ذهب إلى الحداد و صنع لها أصفاد من الحديد و وضعها على قدميها و أغلقهما بالمطرقة و تركها و غادر .
بعد أيام أخذوها إلى خارج القرية لعرضها على أحد المعالجين الروحانيين ، و بعد أسبوع عادوا بها إلى القرية و كانت قد تحسنت قليلاً ، خلال ست سنوات كانت تُصاب بالجنون مرة أو مرتين في السنة ، و كل مرة يذهبوا بها إلى معالج.
أخر معالج روحاني أخبرهم عن العجوز التي نامت معها في الفراش و أنها كانت السبب في كل ما جرى لأحلام ، فلم تكن عابرة سبيل ، بل جاءت قاصدة لبيت أحلام لنقل الجن من مريض أخر إلى أحلام ، بعدها أحلام تحسنت حالتها و لم تعد تأتيها نوبات الجنون ، إلا أنها لم تعد لطبيعتها .
أحلام اليوم تجاوزت الخمسين من عمرها ، منعزلة و لا تثق بأي أنسان ، كلامها غير موزون ، واذا تكلم أحد معها تفهم الكلام بطريقتها و تحوله إلى مشكلة ، لذلك الناس يتحاشونها باستمرار .
المصدر : موقع كابوس
شارك القصة مع اصدقائك