قصة حلوى أم علي

منذ #قصص منوعة

كثيٌر منا يجهل سبب تسمية طبق أم علي بهذا الاسم ، ولعل البعض يعتقد أن الاسم له صلة بامرأة تدعى أم علي ، وأنها هي من أعدته ، ولكن القصة مختلفة تمامًا ، فهي تنسب لشخصية تاريخية لها وزنها ، فقد حكمت مصر من قبضة من حديد بعد وفاة زوجها .إنها شجرة الدر الجارية التي تزوجها السلطان الصالح نجم الدين أيوب ، واستطاعت بحنكتها وذكائها أن تملك زمام الأمور ، وتقضي على حملة لويس التاسع ، فأخفت نبأ زوجها ، وأخذت تسير الأمور في الخفاء ، حتى استتب الأمر في مصر.لم تستطيع شجرة الدر أن تخفي طمعها في السلطة خاصة بعد أن استطاعت تدبر شئون البلاد والسيطرة على زمام الأمور فيها ، فكانت امرأة قوية ، يخضع لسلطانها الكثيرون ، ولكن مصر التي لم تعتد حكم امرأة رفضت زعامة شجرة ، كما عارضها العباسيين في بغداد حيث لم يرق لهم أن تتولى الحكم امرأة ، ففكرت شجرة الدر في رجل تتزوجه وتحكم من خلاله.وكان الاختيار هو قائد جيش المماليك عز الدين أيبك ، تزوجته الملكة ، وجعلته ملكا على عرش مصر ، وسمي بالمعز وكان هو أول حكام المماليك بعد حقبة الأيوبيين ، في البداية اشترطت شجرة الدر على أيبك أن يطلق زوجته أمه ابنه علي ، ويتخلى عن ولده حتى لا يرث الحكم ، وبعد الزواج حدث ما لم تكن شجرة الدر تتوقعه.فقد أخذ أيبك يتملص من سيطرتها ويقنن وضعها كزوجة الملك فقط ، ويقطع كل علاقة لها بأمور الدولة ، الأمر الذي لم يعجب شجرة در خاصة حينما عرفت بصلته بأم ابنه ، وأنه لم يهجرها ، وهنا قررت الأنثى بداخلها أن تنتقم ، فأدخلت عليه خمسه من غلمانها الأقوياء ، قتلوه.ولما علم ابنه علي بما فعلته شجرة الدر ، قبض عليها وسلمها لأمه التي عاقبتها ، وتسببت بقتلها شر قتلة ، فقد أمرت جواريها بضربها بالقباقيب حتى الموت ، وما ماتت شجرة الدر عقابًا لها على غدرها بأيبك أخذت أم علي أرملة الملك عز الدين أيبك وأم ابنه بتوزيع حلوى شهيرة كانت تعد حينها بعد الشواء من رقائق الخبز واللبن والمكسرات .فلما كان يتساءل الناس عن سبب توزيع الحلوى ، أو من صاحبها ، كان الموزعون يختصرون القصة بقول أم علي أم علي ، ويقصدوا بذلك أن أم الأمير على عز الدين هي من أمرت بتوزيعها على الناس فرحًا في مقتل شجرة الدر ، ومن يومها ارتبط اسمها باسم تلك الحلوى اللذيذة .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك