كثيرًا ما نسمع عن الخرافات ، التي تتوارثها الأجيال من الأمهات والجدات وقصصهن ، المثيرة والطويلة والعميقة ، بعضها يملؤها الشجن ، والبعض الآخر قد نرى فيه الحكمة أو الرعب ، ولكن هل فكرت يومًا من أين أتت الخرافات ؟قد يقول قائل أن الخرافة ما هي إلا تجربة شخصية ، لأحد القدماء الذي مر بموقف ما وربطه بشيء حدث معه ، على سبيل المثال ، خرافة فضلات الطيور وأنها تعني الكسوة الجديدة ! لابد أن أحدهم قد حدث معه هذا الأمر ، وعاد إلى منزله وجد ثيابًا جديدة ، ولهذا نقدم هنا عددًا أساطير وخرافات شهيرة وغريبة ، منتشرة بين أبناء الشعوب .طائر اللقلق والرضّع :
ظهر طائر اللقلق في الكثير من أفلام الكرتون ، كساع للبريد يحمل الرسائل بين منقاريه الطويلان ، وكانت رسائله عبارة عن طفل رضيع ، ملفوف بقطعة من القماش البيضاء ، ويمنحه إلى زوجين ينتظران مولود جديد .وعادة ترتبط الصورة الذهنية لطائر اللقلق ، في ثقافة الشعوب الاسكندنافية بالإنجاب ، والزواج والحب والسعادة ، فطبيعة هذا الطائر هو أنه يقدّس الحياة الزوجية ، ويتعاون في هذا النوع من الطيور ، كلا الزوجين في بناء عشهما والعناية بالطيور الصغيرة ، بل والمدهش في حياته أيضًا أنه عندما يشيخ الوالدين ، تبدأ الطيور الأصغر عمرًا ، في العناية بهما .وكان الكثير من الناس يميلون إلى وضع الحلوى ، لهذا الطائر الجميل على النوافذ ، إذا ما رغبوا في الحصول على طفل جديد ، ولكن في الثقافة الإغريقية اتخذ الأمر منحى عكسي تمامًا .حيث روت القصة ، أن الإلهة هيرا زوجة زيوس ، قد تحولت إلى طائر لقلق ، ثم سرقت ابن عدوتها الملكة جيرانا ، حيث اختطفت موبسوس الصغير ، وحاولت جيرانا أن تهاجم هيرا ، إلا أنها تعرضت لانتقاد جماعتها ظنًا منهم ، أن هيرا التي اختطفت الطفل ، ما هي إلا طائر لقلق فقط ، ومن هنا جاءت العقيدة بأن اللقلق هو رمز الفقد ، واختطاف الأطفال ، بينما اعتقد القدماء المصريون ، أن اللقلق حين يأتي ، فهذا يشير إلى عودة إحدى الأرواح لجسدها مرة أخرى .القطط السوداء :
ارتبطت القطط السوداء في الثقافات المختلفة ، بالشؤم والنحس وأنها إحدى أدوات ، السحر والخرافة والشعوذة ، وارتبطت كذلك بالسير الدائم برفقة الساحرات ، وأي مداعبة بين أي سيدة وقطة سوداء ، يعني أنها ساحرة ويجب على الناس ، التخلص من تلك المرأة الشريرة ! كما اعتقد البعض بأن القطة السوداء نفسها ، ما هي إلا ساحرة متخفية .وفي أمريكا وأوروبا إذا ما تواجدت القطة السوداء ، بأي مكان فإنه يدل على انتشار النحس فيه ، وإذا ما جلست على سرير مريض فغنه سوف يفارق الحياة قريبًا ، وحضور القطة السوداء لجنازة شخص ما ، فهذا يعني وفاة فرد آخر من نفس العائلة .النهوض على الجانب الخاطئ :
قد تظنها دعابة في البداية ، فالشخص النائم عند استيقاظه ، لا يدري أين هو من الأساس ، فهل سيحرص على النهوض على جانبه الأيمن دون الأيسر ، ويعود أساس هذا الاعتقاد ، إلى أن يوليوس قيصر ، كان من أشد الأشخاص تشاؤمًا وتفاؤلاً ، بالأشياء والرموز والأفعال ، وكان دائم الاعتقاد أنه إذا ما استيقظ على جانبه الأيسر ، أو نهض عن فراشه بشكل غير صحيح ، فهذا الأمر يجعل يومه كله مشؤم ، ومليء بالنحس والسوء ، وانتشر هذا المعتقد بين شعبه حتى ترسخ في ثقافتهم منذ ذلك الحين .