قصة الراهبة التي زيفت موتها لتهرب من الكنيسة

---

إن الالتزام بمهام الراهبة مدى الحياة أمر صعب للغاية وخاصة في القرن الرابع عشر حيث كانت الحياة داخل الدير تفرض التزامات قاسية على الراهبات ، لذلك قامت الراهبة جوان ليدز بتزوير قصة موتها بعد ادعائها المرض ، وصنعت دمية مزيفة ووضعتها في التابوت الخاص بها وتم دفنها في مقبرة المتديينين النديكتيين ، ثم هربت بعيدًا ، وتشير السجلات التاريخية إلى أن بعض الراهبات داخل الدير قد ساعدوها على الهرب .قصة هروب جون ليدز :عاشت جون ليدز كراهبة في دير سانت كليمنتس في يورك وهو يعرف أيضًا باسم دير كليمنتشور ،  وفي عام 1318م أدعت جون أنها مريضة وبمساعدة بعض الراهبات تم إعلان وفاة جون بسبب المرض ، وكانت جون قد صنعت دمية على نفس هيئتها الجسدية ، وتم دفن الدمية ، ولكن بعد فترة شوهدت جون في مدينة بيفرلي على بعد حوالي 30 ميلًا من الدير ، مما أحدث ضجة كبيرة داخل الدير وأعلن الأسقف أن جون فعلت ذلك بإيعاذ من عقلها الخبيث وبمساعدة مجموعة من الأشرار لتسير في طريق الشهوة وتبتعد عن طريق الطاعة بعد  أن قطعت عهودها مع الله وتخلصت من حياتها الدينية لتصبح فتاة سيئة السمعة طوال حياتها .ولم تكن دوافع جون ليدز والتي تجعلتها تزور موتها معروفة ، ولكن بعض المؤرخون يرجحون أنها ربما لم تدخل إلى الدير طواعية ، أو أنها كانت صغيرة جدًا عندما دخلت إلى الدير حيث كان من الشائع في ذلك الوقت أن تدخل الفتيات إلى الدير في سن الرابعة عشر وهو سن صغير جدًا لتتخذ قرار دخول الدير .ويبدو أن الحياة داخل الدير لم تكن سهلة لأن جون ليدز لم تكن الراهبة الوحيدة التي تهرب من هذا الدير فقد هربت راهبتين سابقتين من نفس الدير ، وكانت أول من هربت من الدير راهبة تسمى سيسلي في عام 1301م ، وقد هربت بعد أن تعرفت على مجموعة من الرجال الذين كانوا يعيشون في المرتفعات المجاورة للدير ، فاتفقت معهم على أن ينتظروها على بوابة الدير وارتدت زي سيدة عادية وخرجت من البوابة ، وهربت إلى مدينة دارلينجتون وهناك عاشت لمدة ثلاثة سنوات مع جريجوري دي ثورنتون .كما حدثت فضيحة أخرى داخل نفس الدير عام 1310م عندما قام رئيس الأساقفة بمعاقبة راهبة داخل الدير تسمى جون دي ساكستون  بسبب ارتكابها جريمة لم يعلن عنها ولكن البعض يرجح أن تهمتها كانت الفجور ، وعلى الرغم من أن الأسقف قد خفف عقوبة الراهبة إلا أنه وضع قيود كبيرة على كل تحركاتها ، ومنعها من استقبال أي زوار ولا أن تغادر الدير أبدًا إلا بصحبة الراهبات ، كما منع أيضًا الأسقف دخول أي فتاة يزيد عمرها عن اثنتي عشر عامًا للرهبنة داخل الدير بعد تلك الحادثة ، وبسبب المعاملة القاسية التي لاقتها دي ساكستون هربت من الدير وذلك قبل عام واحد فقط من هروب جون ليدز ، وبعد هروب دي ساكستون أصدر الأسقف تعليمات صارمة تمنع أي اختلاط بين الرجال والنساء داخل الدير لمنع الشر والفضيحة الناتج عن هذا الاختلاط ومع ذلك فإن جون ليدز هربت بعدها .