هل جربت يومًا أن تمشي منفردًا بنفق مظلم ، هل تعتقد أنك إن حاولت ستمر بسلام ؟ لا أقصد إخافتك ولكني أكترث حقًا لسلامتك ، ففي نفق أخر مظلم حامت روح أحدهم حول المارين وأثارت بهم الرعب والفزع ، وجعلتهم يفرون مبتعدين ليسلكوا طريقًا أخر .إنها روح شبح مونفيل الرجل الذي دهسته عجلات القطار ، وأبى أن ينصرف إلى العالم الأخر فظل معلقًا في محطة القطارات أسفل نفق مونفيل ، لينظر في وجوه المارة وهو يحمل مصباحه الصغير .ففي عام 1800م كان براكيمان يقوم بعمله على خط السكة الحديد ، للتحكم في حركة القطارات وتحويل مساراتها ، ويعد هذا العمل جد خطير فعليه تترتب أرواح الملايين ، فقد عانى الكثير على مر السنين من الحوادث المروعة ، فهناك من فقد يده أو ذراعه وهؤلاء حظهم جيد مقارنة بمن دهسوا تحت عجلات القطار .ولسوء حظ براكيمان انزلق أثناء عمله تحت قطار نفق مونفيل بعد أن شرب كثيرًا وفقد قدرته على الاتزان ، الأمر الذي جعله رأسه تتساوى بالقضيب وجسده يتناثر في المكان ، وفي عام 1895م اضطر قطار يتوجه نحو نفق مونفيل إلى التوقف عندما رصد السائق شخصية بيضاء متوهجة تقف في منتصف مسارات السكك الحديدية وبيده فانوس يتأرجح كذلك الذي كان يحمله براكيمان في الليل.ومع تباطؤ حركة القطار رأى السائق أن ذلك الشبح المتوهج لم يكن له رأس ، وكل ما فعله هو السير على قضبان السكك الحديدية ثم الاختفاء ، وفي عام 1977م كان قطار الشحن المتوجه إلى مونفيل في منتصف الليل يرصد حركة غريبة حينما رأى مهندس حديث يعمل بالقطار رجل يقف على مسارات السكك الحديدية وبيده فانوس يتأرجح .وكان المهندس على وشك إيقاف القطار ولكن السائق تجاهل ذلك ، وظل سائرًا وحينما هم القطار أن يصطدم بذاك الرجل ، اختفى فجأة بكل بساطة ، وقد أخبر السائق المهندس أنه رأى هذا الشبح عدة مرات قبل ذلك ، وهو يعرف بشبح مونفيل .لم تقف الروايات عن شبح مونفيل بعد ذلك ، ففي عام 1993م بينما كان هناك طالبان من مونفيل يمران عبر النفق اختصارًا للطريق رأيا مصباح يتأرجح في الجو دون أن يحمله أحد ، فصرخا عائدين إلى طريقهما الذي أتيا منه ، ولم يمرا من مونفيل مرة أخرى .مازال شبح مونفيل لغزًا يحير الكثيرين ، فمعظم من مر بذلك النفق أفاد بالروية الشبح المتوهج قابع هناك ، وهناك من رآه شبح بلا رأس يعبر القضبان في نفق القطارات ، والعديد رأوا مصباحًا متوهجًا يتأرجح في الهواء دون أن يحمله أحد ، حتى أولئك الذين يزورون النفق في وضح النهار قد أفادوا برؤية الشبح واقفًا في زوايا مظلمة من نفق السكة الحديد بمونفيل .