للمرة العاشرة يسمع صوت تلك الطرقات على بابه اليوم ، إنه عيد الهولوين ، وهؤلاء الأطفال الأغبياء لا يكفون عن مضايقته .. خدعة أم حلوى ؟وحدة وذكريات :
وقد منحهم كل الحلوى التي يملكها تقريبًا ، ومازال المزيد منهم يتدفقون على بابه ، وهو لم يعتد على هذا اللون من الضوضاء ، إنه يحب أن يكون وحيدًا خاصة في الأعياد ، يجلس ليستعيد ذكريات شبابه وطفولته الجميلة خاصة في أعياد الهولويين .كان جده يقص عليه قصصًا مرعبة ، عن تاريخ العائلة في محاربة الساحرات ، وقد اشترك جده الكبير في محاكمة ساحرات سالم ، وكم تمنى لو انه شهد هذه الأيام ، وحقق أمجادًا عظيمة مثل جده الكبير ، ولكن هذه الأيام ولت ولم يعد هناك ساحرات ولا محاكمات ، ولم يبقى من أعياد الهولويين سوى هذا الهراء .فتاة مرعبة :
وللمرة العشرين يسمع هذه الطرقات ، فيقوم من مكانه متكاسلاً وهو ينوي أن يصرف الطفل اللحوح خاصة وقد نفذت الحلوى لديه ، وفتح الباب ليرى أمامه فتاة ذات ملامح شرقية واضحة ، وشعرها أسود طويل ، وشفتاها المصبوغان بالأسود أعطوا لها مظهرًا مخيفًا ومرعبًا ، ودخلت تتهادى في خطوات بطيئة ، وذيل فستانها الأسود يصدر حفيفًا غامضًا ، فبدت كما لو أنها أفعى تتسلل إلى جحرها .الساحرة زونبيا :
ووقف وهو ينظر إليها مندهشًا ، جلست هي أمامه وفي عينيها نظرة اختلط فيها الكبرياء بالغرور ، وقالت في صوت بدى قادمًا من أعماق سحيقة : مرحبًا أيها الغريب ؟ ، قال : أهلًا سيدتي ، هل من خدمة أقدمها لك ؟ ، نعم ولكن ربما ليس الآن ! اسمي هو زنوبيا ، وبدا وقع الاسم غريبًا عليه فهو ليس شائعًا في أمريكا ، اسمك هو آدم ويليام أليس كذلك ؟ رد مندهشًا : بلى يا سيدتي ، ولكن كيف عرفت ؟ نظرت إليه وفي وجهها نظرة غريبة : لأنك من أقصد ومن أريد ، واليوم هو انتقامي .الانتقام :
بدأت أوصاله ترتجف ، وبالرغم من أن هذه الكلمات بدت مسرحية أكثر من اللازم ، لكن الطريقة التي نطقتها بها جعلته يشعر بالخوف ، وخاطبها مترددًا : سيدتي إن كانت هذه دعابة فأرجو أن تغادي الآن ، فلست في حالة تسمح لي بالمزاح ، أجابت : وهل أبدو لك من المازحين ؟ وستعرف حالاً أنني قصدت ما قلته لك .. قال لها : ماذا تريدين مني ؟أجابت : الانتقام لإخوتي لقد كنت واحدة من ساحرات سالم ، الذين حكم عليهم جدك بالإعدام ، واستطعت الفرار ، لكن باقي إخوتي سقطن في قبضة جدك ومن معه ، وشاهدت بعيني مصرعهن محترقات ، وأقسمت يومها على الانتقام .عودة شبح الساحرة للحياة :
قاطعها صارخًا : لكن كيف ؟ لا يمكن لكي أن تظلين حية كل هذه السنوات ! نظرت إليه بسخرية :هذا صحيح ، لكنني عندما شعرت بدنو أجلي ، صنعت لنفسي تعويذة سحرية ، تمكنني من العودة إلى الحياة ، أو يمكنك القول عودة شبحي للانتقام ، بعد مئات الأعوام ، من قتلة أخواتي ، وهاهي السنوات مرت .. وحان الوقت !الخنجر ودفع الثمن :
تراجع خائفًا : ولكن ما ذنبي أنا ؟ .. أنا لم أفعل شيئًا ؟ ، استعد لتدفع الثمن ! وبدأت تقترب منه ، ورأى أظافرها الطويلة تدنو من رقبته ، وهنا تذكر أجداده وتاريخهم الطويل .. لا.. لا.. لا يمكن أن يكون أقل بطولة من جده ، سيفعلها ، وأسرع إلى دولابه ، وأخرج منه خنجر جده ، واتجه إليها ، لكنها عندما رأته يقترب منها وهو يحمل الخنجر .خدعة واعتذار :
تراجعت إلى الخلف ، وفجأة تغيرت نبرة صوتها إلى نبرة فتاة عادية : سيدي أنا آسفة .. لقد كانت مجرد دعابة كما قلت أنت ، قال لها : حقًا ، وتعتقدين أني سأصدقك ؟ سيدي أنا ولاء ابنة جارك أسعد .. وأنا في معهد التمثيل ، وما قدمته لك ، كان جزء من مسرحية … هل تظنين أنني غبي حتى أصدق هذا الهراء ؟ ، إننى أقول الحقيقة أرجوك ارحمني إنها دعابة ، كنت أريد مضايقتك فقط ، لأنك بدوت لي رجلاً غير ودود إطلاقًا ، لكنني أعتذر لك بشدة .قتل ودماء :
وتحرك هو نحوها ، وشعر بأن أرواح أجداده قد تلبسته ، وأمسكها من ذراعها ، وأحكم قبضته حول رقبتها ، وغرس الخنجر في صدرها ، وتفجرت دماء غزيرة ، وجلس هو يلهث ، لقد فعلها ، لقد استحق أن يكون حفيد أجداده العظام ، لقد تخلص منها ، وعليه الآن أن يحرق جثتها حتى لا تعود ، سيضعها في الفرن الجديد الذي اشتراه ، مرحي هذا هو العيد الحقيقي ، لقد تخلص العالم من واحدة من أخطر أشرس الساحرات .المفاجأة :
وأسرع ينهي ما بدأه ، وعندما أتى الليل سمع طرقات الباب ، فأسرع ليفتحه فوجد على الباب رجلاً ، له عينين سوداوين ، وشعر أشيب ، ويبدو على وجهه اللهفة : معذرة يا سيدي ، أنا جارك أسعد ، أعرف أنك لاتعرفني ولكن ابنتي ولاء متغيبة منذ الصباح .. ألم ترها يا سيدي ؟