أن تبحث عن الأشباح والأرواح الحبيسة ، بين عالم الأحياء وعالم الموتى ، بين جنبات القصور القديمة والأنفاق المظلمة ، لهو أمر ليس بغريب ، ولكن عليك ألا تهمل كافة الأماكن ، التي يمكن أن تعيش فيها تلك الأرواح ، حيث وقع الظلم أو الاعتداء الصارخ ، على تلك الأرواح .ولعل دور الأيتام هي أكثر الأماكن ، التي شهدت ومازالت تشهد الكثير من الألم والتعذيب ، لأرواح أطفال أبرياء ، لا يملكون حق الدفاع عن أنفسهم ، ولا يملكون من يدافع عنهم أيضًا ، وعقب وفاتهم تظل أرواحهم حبيسة الدار ، تبحث عمن تقتص منه ، فإياك أن تذهب إليهم ، وشبح الطفلة المتجمدة ، واحد من بينهم .دار الأيتام المقدسة :
تم تأسيس دار الأسرة المقدسة في مدينة ماركيت بولاية ميتشجان الأميركية ، وذلك في عام 1915م ، حيث كانت سعة المبنى ، تكفي لعدد مائتي طفلاً ، وفي هذا الوقت استضاف المبنى حوالي ستين طفلاً من أطفال الهنود الحمر ، الذين تم انتزاعهم من بين أحضان والديهم ، بحجة إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع الأميركي .ويروي أحد العاملين بمجال السياحة ، تجربته في هذا المكان ، هذا الشخص يدعى مايكل ، وكان في جولة برفقة بعض السائحين ، وأثناء مكوثه داخل المبنى ، خرج في أحد الأركان ليشعل سيجارًا ، ولكنه فجأة شعر ببرودة رهيبة في الطقس ، على الرغم من حرارة الأجواء في هذا اليوم !نظر الرجل حوله ، ليكتشف وجود طفلة صغيرة ، يبدو من ثيابها الرثة وملامحها ، أنها ابنة لأحد الهنود الحمر ، الذين كان يروي إلى قصتهم منذ دقائق فشعر مايكل بالرأفة على حال الطفلة ، وذهب خالعًا معطفه ليدثّرها به ، ويسألها عم أتى بها لهذا المكان الموحش وحدها ، ولكنه في اللحظة بين خلع ملابسه ، والتفاته للطفلة لم يجدها .ارتعب مايكل وذهب ركضًا إلى رفاقه من السائحين ، وزوار المكان فسأله زميل له ، عن سبب ارتعابه وارتجافته هكذا ، فروى له مايكل ما حدث ، فابتسم زميله وأخبره أن الطفلة لم تكن سوى شبح الفتاة المتجمدة .ثم بدأ يروي قصة الطفلة المسكينة ، التي خرجت للعب في حديقة الدار ، وكانت الراهبات المسؤلات في هذا الوقت ، عن العناية بالأطفال ، يعاملن الأطفال بقسوة شديدة ، وعندما خرجت الطفلة من أجل اللعب في الخارج ، التهت باللعب ومضى الوقت ، وكان الطقس شديد البرودة في هذا اليوم ، فأصرت الراهبة المسئولة أن تظل الطفلة بالخارج طيلة الليل ، ولا تدخل إلى الدار عقابًا لها .في اليوم التالي ، وجدت الراهبات الطفلة وقد أصيب بنزلة شعبية حادة ، وتلفت رئتيها من شدة برودة الطقس طيلة الليل ، مع تلك الثياب البالية التي كان الأطفال يرتدونها ، وظلت الطفلة مريضة لعدة أيام ، حتى توفيت .لم تكتفي الراهبات بوفاة الطفلة ، بل قامت إحداهن بتعليق جثة الطفلة في غرفة المعيشة ، حتى يرتعب الأطفال الآخرون ، ولا يفكروا في عصيان أوامر الراهبات ، استمرت الدار طويلاً ، حتى أغلقت في عام 1967م ، وتم نقل الأطفال منها عقب أن روى الكثيرون ، ممن تركوها عن معاناتهم ، وما تعرضوا له من تعذيب داخل الدار ، ولكن ظل شبح الفتاة المتجمدة ، يجوب المكان ليلاً ونهارًا ، ويراه زوار المكان ، كلما ذهبوا إليه ، وبحلول عام 2016م ، تم هدم المكان كله ، وإنشاء مجمعًا سكنيًا بدلاً منه .