قد يكون أمرًا صادمًا ، أن تكتشف قريبًا لك وأحد ذويك يمارس سحرًا أسود ، وبالطبع تكون في صدمة أكبر إذا ما كان هذا الساحر ، جدك أو جدتك ، ولعل هذا ما شعرت به نور عندما علمت الحقيقة المرعبة .نور فتاة عشرينية ، درست بالخارج لفترة من الوقت ، ثم عادت بعدما واجهت حادثًا أليمًا ، راح ضحيته كل أفراد عائلتها ، والدها ووالدتها وشقيقتها ، وبعدما عادت إلى بلدتها ، اضطرت إلى العيش برفقة جدتها ، التي لم تكن تعلم عنها شيئًا تقريبًا ، ولكن الوحدة قاتلة ، خاصة بعدما جاءها اتصال هاتفي من أحد الجيران ، وهو يخبرها بأن جدتها قد تعرضت لوعكة صحية شديدة ، ولم يكن بجوارها من يساعدها ، فاستقرت نور أنها سوف تعيش برفقتها ، حتى لا تقصر في حق والديها الراحلين .في البداية سارت الأمور على ما يرام ، ولكن في أحد الأيام ، ظلت الجدة تسعل بشدة ، حتى ازرق وجهها ، وطلبت من نور أن تساندها إلى الحمام ، وفعلت نور بالفعل ، حتى سقطت جدتها بين يديها أرضًا ، فهرعت إلى الجيران من أجل مساعدتها .انتبهت نور أن البعض كانوا يخشوا دخول المنزل ، وكأن به شبحًا يطاردهم ، حيث اعتذر البعض متحججًا بأمور غريبة ، وآخرون ترددوا كثيرًا قبل أن يذهبوا برفقتها ، دخل الجميع وقد حاولوا إنقاذ الجدة ، التي لم يكن أحد بالمنطقة ، يود الذهاب إلى منزلها ، ويمرون سريعًا من أمامه ، كما لاحظت نور من قبل كثيرًا ، وفجأة شهق أحدهم طويلاً ، وقال لمن حوله لقد ماتت بالحمام ، فاضت روحها بالحمام .فاندفع من حوله يركضون إلى الخارج ، ونور تقف بينهم لا تفهم شيئًا ، لم يبق من الرجال سوى اثنين فقط ، فسألتهم نور ماذا يعنون بأنها ماتت في الحمام ، أجابها الرجل أن من تفيض روحه إلى بارئها ، في مكان نجس مثل هذا ، فإن قرينه يحكم عليه بالعذاب طويلاً ، وكذلك يكون الشخص سيء .لم تكن نور على علم بما يجب فعله ، وقد ساعدها الجيران عندما علموا قصتها ، وأنها تقريبًا بالكاد تعرف جدتها ، جاءت سيدة من أجل الغسل ، وأثناء قيامها بذلك ، سقطت الجدة عن المنضدة أرضًا ، هلعت السيدة واندفعت نور ، في محاولة لرفع جدتها مرة أخرى ، ونجحتا في ذلك ، وأعادت السيدة ما تفعل ، لتسقط الجدة أرضًا مرة أخرى ، وتتعاون السيدة مع نور لرفعها .ولكنها كانت قد توترت بشدة ، فقامت بقلبها لتستكمل عملها ، فإذا بنور تلمح نملًا كثيرًا ، أسفل جدتها ويسير على جسدها بكثافة ، فأرادت أن تشير للسيدة ، ولكن انعقد لسانها ، وتيبست حواسها وأطرافها ، حتى غمرت السيدة جسد الجدة بالمياه .ثم طلبت من نور أن تتخلص من مياه الغسل ، فحملت نور المياه وخرجت بها ، وذهبت إلى الحمام وألقتها به ، وفجأة سمع الجميع صرخة قوية آتية من مكان ما ، فهرع إليها أحد الأشخاص ، وأخبرها أن مياه الغسل لا تلقى بالمرحاض ، وأنها قد أذت قرين الجدة .بعد إتمام عملية الدفن ، عادت نور إلى منزل جدتها ، لتفتش به في محاولة منها لمعرفة ، ما الذي كانت تفعله جدتها بالضبط ، وبالفحص والجهد ، توصلت نور إلى صندوق عتيق ، وضع بعناية أسفل فراشها ففتحته عنوة ، لتجد بداخله العديد من الأوراق ، المكتوب عليها أسماء أشخاص كثيرون ، تعرفهم وصورهم مع بعض الطلاسم ، وعرائس من الورق وغيرها من الأدوات ، التي تشير إلى ممارسة الجدة للسحر الأسود .عادت نور إلى منزلها ، ولكنها ظلت لثلاث أيام ترى كوابيسًا مفزعة ، وترى ظلالاً غريبة في منزلها ، فأتت بثلاث شيوخ اثنين منهما قرآ قرءانًا بالمنزل ، وأخبراها أن تلتزم به وتواظب على الصلاة ، أما الثالث لم يكن شيخًا وأخبرها ، أن جدتها قد وضعت لها عملاً ، وأنها لابد أن تغادر هذا المنزل ، قبل أن تصيبها لعنة ، جدتها الساحرة .