قد لا يدرك البعض منا ، أنه قد التقي بالجن أو بروح مظلمة أو تعرض لتجربة ما ، من الأعمال والسحر الأسود ، سوى عقب انتهاء التجربة ، التي يخوضها غالبًا عنوة ودون رغبته ، ولكن العبرة بالنهاية في التخلص مما يحدث ولكن هل هذا ما حدث مع أسماء ؟تروي أسماء قصتها وتقول أنها شابة في السادسة والعشرين من عمرها ، عاشت خارج دولتها لأعوام طويلة مع والديها بإحدى الدول الأجنبية ، ثم عادوا إلى موطنهم مرة أخرى واستقروا به ، فقام والدها بشراء شقة في حي راق ، وكانت جميلة بالفعل وقضت بها أيامًا مميزة خلال فترة تواجدهم الأولى .عقب مرور بضعة أسابيع ، بدأت أسماء تواجه كلمات والديها ، باستغراب شديد فهم يخبرونها أنهم يتحدثون إليها ، وهي لا تجيبهم أو تجيب بأية إجابة لا علاقة لها بالحديث ، وكثيرًا ما أخبرتها صديقتها أيضًا بنفس الأمر ، بل كان يصلها مهاتفات صديقتها تشكو من عدم تذكرها لموعدهما! وهي لا تذكر أنها قد أعطتها موعدًا من الأساس ، فكيف هذا .ظل الأمر مربكًا لفترة من الوقت ، لم تكن أسماء تدرك ما يحدث ، هي لا تفعل مثل هذه الأمور ، فكيف يحدث ذلك ، ومن المؤكد أن والديها وصديقتها ، ليسوا متآمرين ضدها ، فماذا يحدث ؟بدأت أسماء تفكر في أنها تعاني من انفصام ما بشخصيتها ، وأرعبها الأمر وبدأت تدخل في حالة نفسية سيئة ، إلى أن جاء يوم ، قررت فيه أن تخلد للنوم باكرًا بعض الشيء ، وعندما ذهبت إلى غرفتها في تمام الثانية عشرة عند منتصف الليل ، ظلت مستيقظة لفترة من الوقت ، ولكنها أثناء ذلك لمحت طيفًا مظلمًا ، يقف عند شرفتها ، ويحجب عنها الضوء القادم من الخارج ، حسنًا هناك من يقف عند شرفتها بالفعل !ألجمها الخوف ليس لكون من يقف شخصًا ، قد يكون لصًا أو قاتلاً وإنما هو كيانا مظلمًا ، طويل القامة وله عينان مثل الجمر ، وقف ينظر لها قليلاً ثم بدأ يتحرك نحو باب غرفتها ، وأثناء مروره من أمامها ، شعرت أسماء بلهب شديد ، وكأن نارًا حارقة تعبر نحوها ، ونظر لها ثم اختفى .انطلقت أسماء نحو والدتها ، باكية وروت لها كل ما حدث ، بعدما شاهدت أمها ملامحها المتغيرة ، وما صار تحت عينيها من هالات واضحة ، فأخبرتها أنها سوف تأتي بشيخ يقرأ لها الرقية الشرعية ، فبدأت أسماء تفكر بأن الأمر سوف يكون مرعبًا ، سوف يضربها الرجل وتحدث لها تشنجات ، مثلما ترى عبر الإنترنت والتلفاز ، والحقيقة ان أسماء لم تكن تفكر بذلك حقًا ، وإنما شيء بداخلها يخبرها أنها لابد أن ترفض ، هذا الخوف ليس منها ، وإنما من وجود غامض بداخلها لا تستطيع أن تصفه ، وفي النهاية أخبرت والدتها أنها لا ترغب برؤية هذا الرجل ، وأنها لن تتحدث بالأمر مرة أخرى .مر يومان ثم أتى الشيخ ، وما أن رأته أسماء حتى انتفضت رعبًا ، وأخبرت أمها أنها لا تريده ، فأجابتها بأن الشيخ قال لهم أنها سوف ترفض وجوده ، وأصر أن يقرأ عليها بعض من آيات القرآن الكريم ، كانت أسماء تعلم متى سيأتي وتسمع خطواته من قبل أن يدخل إلى المنزل !لكن الرجل لم يطلب أن يجلس معها بمفردهما ، وبعد أن قرأ ما تيسر من القرآن ، طلب من والدها أن ينزع السجاد ، ثم أن يأتيهم بأحد المقاعد الذي ظل يتفحصه ، حتى استخرج منه ورقة مطوية ، بها خصلات شعر ، تشبه شعر أسماء ومعها خيط مربوط ثلاث عقد ، ومكتوب عليها حروف بعد تجميعها ، اتضح أنها لا تنام .. لا تشرب .. لا راحة ، وقد ظن الجميع في البداية أنهم سيجدون اسم أسماء على الورقة ، إلا أن الشيخ حصل على ما وجدوه ، وأخبرهم أن هذا عمل تم من أجل تأخيرها في الزواج ، ورفض ذكر اسم من قام به ، وأخبرهم ألا يدخلوا أي شخص غريب إلى منزلهم .أخذ الجميع يفكرون فيمن دخل بيتهم ، وتذكرت أسماء جارتهم التي أتت للتعارف عليهم ، وقبيل انتهاء الجلسة ، طلبت الجارة أن تزوج أسماء لابنها ، فضحكت الفتاة وأخبرتها أنها لن تتزوجه بالطبع ، إلا أن السيدة تضايقت بشدة ، وكانت إجابتها أن ابنها لا يتم رفضه أبدًا وأن الزواج سيحدث ، وبعد أن انصرفت السيدة أخبرت أسماء والدتها بعدم موافقتها ، وأن هذا الشاب مرفوض تمامًا.بعدها أتت إليهم الجارة ، وكانت مرتبكة بشدة وجلست مع والدة أسماء ، وأصرت على الجلوس فترة ، ومنذ هذا الوقت حدثت المشاكل ، بالطبع عقب التخلص من العمل ، وقراءة القرآن والمزيد من الالتزام بما أخبرهم به الشيخ ، هدأت الأمور تمامًا ، ولكن الكوابيس لم تفارق المسكينة ، حتى الآن .