قصة الدودة الودودة ، من القصص التي تعلم الطفل الثقة بالنفس ، والبحث عن المميزات بداخله ، وتشجع الطفل على التحدث عن مميزاته ، واكتسابه الشجاعة والثقة بالنفس ، ويجعله شخصية مبادرة .أحداث القصة :
ذات يوم خرجت الدودة تزحف في الحديقة وتبكي ، فاجتمعت حشرات الحديقة لترى سبب بكاء الدودة الودودة.
فتساءلت النملة : لماذا تبكين أيتها الدودة الودودة ؟.
ردت الدودة : لأنني أشعر أنني حشرة ، ليس لها أي ميزة أو فائدة ، بل الكثير لا يلاحظني لأنني صغيرة في الحجم ، وبطيئة في السير .فرد الحلزون : ولكن أنا أيضاً بطئ في السير ، وصغير في الحجم لكنى لست حزيناً مثلك .
فقالت الدودة رداً على كلام الحلزون : ولكن تملك منزلاً جميلاً تختبئ بداخله ، وقت الأمطار والعواصف ، أذن لديك ميزة تميزك عني .
فقالت الدعسوقة : لا تبكي يكفي أن اسمك الدودة الودودة ، فأنت محبوبة لدينا جميعاً ولا تؤذي أحد .النملة تشجع الدودة الودودة :
لم تقتنع الدودة بكلام أصدقاءها الحشرات ، وظلت تبكي وقالت : كلنا نعد حشرات لا قيمة لنا ، يسهل أن نغرق بقطرات ماء قليلة ولا يلاحظنا أحد .
فوقفت النملة في شموخ وقالت : لا فنحن حقاً حشرات ، لكن كل حشرة لديها ما يميزها
فردت الدودة : وما هو الذي يميزنا ، ونحن مجرد حشرات صغيرة ؟فبادرت النملة وقالت بصوت عالي : فنحن النمل نتميز بالنشاط ، فنسعى طوال الصيف لتخزين الطعام لفصل الشتاء ، حتى لا نتعرض نحن أو أصدقاءنا للجوع ، ونعمل بجهد دون أن نكل أو نمل .فردت الدودة : حقاً فالنمل يتميز بالنشاط ، شكراً أيتها النملة الجميلة ، لأنك تثقين في نفسك وفي مميزاتك ، وردت الدعسوقة وقالت : وأنا أتميز بألواني الجميلة ، فجسمي لونه أحمر وبه نقط سوداء ، أقفز بين الأشجار واستمتع بالغناء ، وأنا سعيدة بألواني وأفتخر بشكلي وغنائي .الدودة تشعر بثقة في نفسها :
فرحت الدودة من كلام الدعسوقة ، وبدأت تغير نظرتها عن كونهم حشرات لا قيمة لهم ، وفرحت بتشجيع أصدقاءها لها ، وقررت أن تعيد النظر في مميزاتها ، فلا يوجد أي كائن مخلوق بدون مميزات ، فقد وهب الله كل كائن ميزة تميزه عن غيره .وحل المساء وعادت كل حشرة إلى منزلها ، وللمرة الأولى تقف دودة الودودة أمام المرأة ، وتتغنى قائلة : أنا الدودة الودودة ، لا أُوذى أحداً ، لوني أخضر وجميل ، سأستمتع كل يوم بحياتي ولن أبكي ثانية ، فقد وهب الله لي مميزات ويكفي أنني لا أؤذى أحداً .وحل الصباح واستيقظت الحشرات ، وخرجت تتجول في الحديقة ، فسمعوا صوت بكاء مرة آخري ، فاقتربوا من مصدر الصوت ، ووجدوا الدودة المشدودة تبكي أيضًا ، فتساءلت النملة: لماذا تبكين ، أيتها الدودة المشدودة ؟ .
ردت الدودة : لأنني أشعر إنني حشرة ليس لها أي ميزة أو فائدة ، بل الكثير لا يلاحظني لأنني صغيرة في الحجم وبطيئة في السير .الدودة الودودة تتحول إلى فراشة جميلة :
فبينما يتحدث معها الحشرات أتت فراشة جميلة ، وألقت عليهم التحية وقالت : صباح الخير يا أصدقائي ، صباح الخير صديقتي الدودة المشدودة ، كيف حالك اليوم ؟ ، تطلعت الحشرات إلى الفراشة ، وتساءلوا : من أنت ؟ردت الفراشة : أنا الدودة الودودة ؟
نظرت لها الحشرات في ذهول ، قائلين : الدودة الودودة ؟ كيف وأنت فراشة ؟
حكت الدودة الودودة أنها بعد أن تركتهم ذهبت للنوم ، واستيقظت ووجدت نفسها بداخل شرنقة ، وعندما اخترقت الشرنقة أصبحت فراشة جميلة ، تطير وهي سعيدة .وقالت الفراشة إلى الدودة المشدودة : لا تبكين ، لأننا ليس مجرد حشرات ، بل كل منا به ما يميزه ، وسنتحول في يوم ما إلى فراشات جميلة ، تطير بين البساتين تستمتع برحيق الزهور ، وتنعم بحياة رائعة .
جففت الدودة المشدودة دموعها ، وعلمت أنها ليس مجرد دودة ، بل هي حشرة مميزة .