عم سلطان تاجر بسيط يملك دكانًا صغيرًا لبيع الملح ، وكان عند عم سلطان حمار أبيض اسمه حمرون ، وكان هذا الحمار يحبه عم سلطان ، حتى أصبح حمرون بطيء الحركة كثير النوم قليل العمل ، وكان أصحابه الحيوانات في المزرعة يطلقون عليه حمرون الكسلان .وذات يوم وضع عم سلطان على ظهر حمرون الكسلان حملً من الملح ليبيعه في السوق ، فسار حمرون كعادته ببطء شديد ، وأخذ يحدث نفسه في ضيق ويقول : متى استريح من هذا العمل ؟ متى آكل وأشرب ؟ وأنام ولا أعمل ؟ وبينما هو يحدث نفسه إذ وقع في بركة ماء صغيرة فأخذ ينفر ويقول ما هذا : أعمل وأتعب وأتعرض للوقوع في الماء أيضا ؟!ووجد حمرون نفسه في بركة الماء فوجد الماء باردا والجو حار في الظهيرة ، فقرر الجلوس في بركة الماء ليستريح قليلًا ، ثم قام وهو حزين ليكمل المسير، وفجأة وجد أن حمله قد خف فقد ذاب الملح الذي يحمله في بركة الماء ، فرح حمرون الكسلان ، وأخذ يقفز ويغني ويقول : أخيرًا سأستريح من العمل ، يا مرحبًا يا مرحبًا بالكسل ، سوف أنزل كل يوم في هذه البركة وأمكث فيها حتى يخف حملي ، نعم حتى يخف حملي تماما ، يا مرحبًا يا مرحبًا .وذهب حمرون إلى السوق وقد كان ضاع نصف كمية الملح منه ، تعجب عم سلطان ما لذي جعل الملح ينقص كل هذا ؟ ماذا حدث في الطريق ؟ وأخذ يتساءل في نفسه ثم قال : يبدو أنهم في البيت لم يحملوه الحمل كاملًا !وفي اليوم التالي ذهب حمرون الكسلان إلى البحيرة وكرر الموقف نفسه ، ثم سار إلى السوق ، وهو فرحان ومسرور ، وتعجب عم سلطان من الأمر مرة أخرى ، وقال هل أحد سرق من الحمار الملح ؟ هل لعب معه الاولاد ووقع من حمرون الملح ؟ ، ثم قال في نفسه لما كل هذه الحيرة ، غدًا أنا من سأضع الحمل بنفسي وأراقب من بعيد ، فنقص الأحمال هذا لم يحدث من قبل .في اليوم التالي حمله عم سلطان حمل الملح بنفسه ، وأخذ يراقبه من بعيد ، والحمار يسير في طريقه ، إلى أن وصل إلى بركة الماء ووجد الحمار ينزل فيها وهو ينهق فرحًا ، هنا علم عم سلطان بحيلة الحمار المكار ، وأدرك أن حمرون هو من يذيب الملح في الماء ، وقرر أن يعاقبه على مكره وكسله .عند الصباح وضع عم سلطان على ظهر حمدون الكسلان حملًا كبيرًا من الإسفنج بدلًا من الملح ، فسار حمرون وهو مطمئن ويقول : الحمل اليوم خفيف ولكن لا مانع بعد قليل سأصل إلى البركة وتخف أيها الحمل عني أكثر وأكثر ، فأنا أكره الاحمال ، وأكره العمل ، وأكره أن أعمل في دكان عم سلطان .وعندما وصل حمرون إلى بركة الماء نزل كعادته وهو يضحك وينهق ، وبعد مدة حاول حمرون الكسلان النهوض ليكمل سيره إلى السوق لكنه وجد أن حمله أصبح ثقيلًا ، ثقيلًا جدًا فسار بصعوبة ، وهو ينفر ويقول : آه لن أكون كسلانًا بعد اليوم ، آه لن أكون كسلانًا بعد اليوم ، ذهب إلى السوق ووجد عم سلطان مبتسمًا فعلم أن عم سلطان حب أن يعلمه درسًا جراء كسله ومكره .نتعلم من هذه القصة :
أن المسلم لابد أن يكون نشيطًا محبًا للعمل لكي يساهم في خدمة دينه ووطنه وأسرته ونفسه ، وأن الكسل ليس من صفات المؤمن ، لابد من معاقبة الكسلان حتى يكون نشيطًا ليخدم دينه ووطنه .