ربّما كانت خطيئتي الكبرى أنني أحببتك.. أرسلت قلبي إليك.. سلمته لك بيدي هاتين.. كنت شابا يافعا ولم أكن أدرك خطورة هذا الفعل.. لم أكن أدرك أن كل أيامي بعد ذلك, لن تكون سوى محاولات بائسة لاستعادته .. لملأ ذلك الثقب الذي خلّفه في صدري..
لاحقا داهمتني الأسئلة.. بدأت أفكر.. أن كيف لي أن أعيش في مكان.. وقلبي في مكان آخر؟ كيف للإنسان أن يحتمل هذا التشظي.. هذا الانشغال.. هذا التعلق المرضي.. الانجذاب القهري.. الحاجة الملحة للاقتراب التي تتكرر ليلة بعد ليلة.. وشهرا بعد شهر.. وعاما بعد عام؟ وأي ألم يحس به الإنسان حين يستيقظ كل صباح ليكتشف أن الأمور لا تزال على حالها.. لا يزال صدره خاويا.. وعليه أن يقضي نهارا آخر من عمره, يفكر في من أخذ ذلك القلب ويرفض إعادته؟
يرتكب الإنسان في شبابه الكثير من الحماقات.. منها ما يدفن وينسى.. ومنها ما تبقى بعض آثاره.. لكن واحدة كهذه يدفع ثمنها عمره كله.. يتذكرها في صبيحة كل يوم.. حتى يتمنى في لحظات يأسه الكبرى لوأنه مات قبل هذا وكان نسيا منسيا.. لكن من يدري.. ألا يحتمل أنه لو عادت به الأيام.. وأعطي الخيار والوقت الكافي للتفكير.. لارتكبها نفسها مرة أخرى؟