قصة حصالتي

منذ #قصص اطفال

في صباح كل يوم يوزع أبي علينا حصتنا من النقود المعدنية ، قبل أن نذهب للمدرسة ويكرر لنا نصيحته التي حفظناها عن ظهر قلب ، اشتروا أشياء مفيدة ، وكان كلُ منا يسعد جدًا عندما يضع النقود في جيبه ويرسم في ذهنه مغامرة صغيرة تناسب قيمة هذه القطع ، سوف اشتري طباشير ملون وأقدمها للمعلمة ، سوف اشتري صحنًا من الفول من أبي محمود ولكن أخى وائل كان يسرع إلى المكتبة الخشبية التي وضع على أسفل رف منها حصالته ، التي أهدته إياها أمنا .فنسمع صوت القطع المعدنية المتساقطة في الحصالة ، وكان هذا يثرني حقًا لما يستطيع وائل الصغير أن يوفر نقوده ولا يغيره الشراء من دكان البقال ، وكثيرًا ما شعرت بالإعجاب من قدرته على الصبر بتوفير مصروفه بينما نحو الكبار لا نستطيع مقاومة إغراء الحلوى الشديدة ، والأشياء الجميلة التي تلمع خلف زجاج المعارض ، وقررت مرة أن أشترى حصالة وقلت في نفسي سأضع فيها كل ما أحصل عليه من نقود ، من أبي وأمي وجدتي .ولكني لم أستطيع شراء الحصالة فقد تبخرت نقودي قبل أن أدخل باحة المدرسة ، لأن الرائحة المنبعثة من عربة عم محمود بائع الفول حركت الرغبة داخلي أن اتذوق طعم الفول مع الحمص ، وشعرت بالندم ولكن بعد فوات الأوان وشغلني ذلك كثيرًا حتى أني شردت عن شرح الدرس ونبهني المعلم .وقال لي ما بك يا ربيع هل تشعر بشيء ماذا يشغل ذهنك هذا اليوم ، وشعرت بخجل شديد ، وحسبت أن كل زملائي ينظرون إلي وفي المنزل قلت لأمي ، أمي أريد حصالة مثل حصالة وائل ، لاحظت أمي علامات الانزعاج ظاهرة على وجهي فقالت ، فقال أمي هذا ما يشغل بالك ويزعجك فقلت لها سوف أحاول أن أوفر مثل وائل ، فقالت أمي لا تقلق سوف تكون لك حصالة هذا اليوم ، وقبل مغرب الشمس كانت لدي حصالة مثل حصالة وائل .حملت الحصالة بيدين مرتعشتين وكأني أحمل كنزًا ، ودارت في ذهني أحلام كثيرة سوف تملأ حصالتي بالنقود ، وسوف أشتري ما أشتهي من الألعاب والحلوى وأشارك في الرحلة المدرسية دون أن أكلف أبي دفع المبلغ المطلوب ، وأصلح دراجاتي المعطلة وتوالت الأفكار والأحلام ، وكانت أمي تراقب الانفعالات الظاهرة على وجهي ، والابتسامة تطيل وجهها ، ثم أعطتنى قطعًا من النقود المعدنية وقالت لي ضع هذه النقود في حصالتك الجديدة وحاول أن تضيف إليها كل صباح ، وضعت القطع المعدينة وفي مخيلتي كل أحلامي المعطلة .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك