قصة جنيه عم إدريس

منذ #قصص اطفال

استيقظ عم إدريس ذات يوم وهو على متن السفينة المتمركزة في إحدى الموانئ الإيطالية ، وتوجه على الفور إلى الأمير فؤاد الذي كان يخدمه منذ عشرين عامًا ، واعتاد أن يذهب برفقته إلى أي وجهة يقصدها .وحينما رأى الأمير أمامه تهلل وجهه فرحًا وحمل البشارة إلى الملك ، ففي عشية اليوم السابق نام عم إدريس ورأى في منامه أن الملك فؤاد الأول سيتولى العرش ويصبح ملك مصر ، ففرح بذلك كثيرًا وتوجه لإخبار الأمير بأمر رؤياه ، ولكن الأمير لم يصدق تلك الرؤيا لأنه كان هناك من أحق وأقرب منه للعرش .لذا اعتبر حلم عم إدريس مجرد أمنية من خادمه المخلص ، ولكن عم إدريس كان يؤكد حلمه ذلك للأمير فضحك الأمير وقال له : أنت مجنون مثل حلمك يا إدريس ، ومن باب السخرية والضحك وعدم تصديق كلام عم إدريس قال له الأمير : حسنًا إذا حدث وتوليت العرش كما تقول سأضع صورتك على الجنيه يا إدريس .ومرت الأيام واقتربت السفينة من ميناء الإسكندرية فجاء إليهم الخبر اليقين حيث رفض الأمير كمال الدين تولي عرش مصر وتنازل عنه ، لكن ظل هناك الأمير عبد المنعم ابن الخديوي عباس فكان هو الوريث التالي للعرش ، ولكن شاءت الأقدار وتدخل الإنجليز في أمر توليته فرفصوا وجوده .وفوجئ الأمير فؤاد الأول بنفسه يقترب من العرش خاصة بعد هجرة الأمير كمال الدين وأسرته خارج البلاد تاركًا ذلك المسرح السياسي لمن يعتليه ، وبالفعل أصبح الأمير فؤاد هو الملك فذهب إلى سراي عابدين ، ووجد عم إدريس يصلي فجلس إلى جواره إلى أن انتهى من صلاته .ثم قال له : انهض يا إدريس بك فاستغرب عم إدريس كثيرًا من ذلك اللقب الذي ناداه به الأمير ، فلم تكن الرتب والألقاب تمنح حينها إلا لعلية القوم ، فقطع عليه الأمير حيرته وتساؤلاته قائلًا : لقد صحت رؤياك وتحقق حلمك يا عم إدريس وأصبحت بالفعل سلطان مصر .وستكون صورتك هي أول صورة تطبع على الجنيه الذي تصدره حكومتي كما وعدتك من قبل ، و بالفعل وفى الملك فؤاد بوعده للفلاح الفقير عم إدريس ، وتم صك صورته على العملة في 4 يوليو م1925 و سمي الجنيه وقتها بجنيه إدريس ليخلد الحلم صاحبه ويحوله من مجرد خادم فقير لرجل يدخل التاريخ وينغمس فيه .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك