قصة المحتال وأهل القرية

منذ #قصص اطفال

غالبًا ما يتميز المحتال أو النصاب بذكاء ودهاء شديدين لكي يحقق مأربه ويستطيع خداع ضحاياه ، وفي قصتنا هذه نحكي عن محتال شديد الدهاء استطاع بالمكر والحيلة أن يخدع الجميع ويستغل خصلة الطمع البشرية كي يسود المكان ويسيطر على كل أهل القرية .كان هذا المحتال يمتلك حمارًا فحشي فمه ببعض العملات الذهبية ، وذهب به إلى السوق وعندما نهق الحمار بالسوق تساقطت العملات الذهبية من فمه ، فاجتمع كل من بالسوق وسألوا هذا الرجل المحتال عن سر ما يحدث ؟ فأجابهم بأن لهذا الحمار قصة حيث أنه حمارٌ مسحورٌ عندما ينهق تتساقط العملات الذهبية من فمه دائمًا .ولأن للذهب سحرٌ كبير يأسر الألباب والعقول فعندما يظهر تذهب عقول الناس معه ، قرر كبير التجار بالقرية أن يشتري هذا الحمار المسحور بأعلى سعر ، ولكن بعد شرائه اكتشف أنه ليس مسحورًا أبدًا ولم ينهق له ذهبًا أو حتى غير ذلك ، فذهب كبير التجار وجمع كل التجار وأخبرهم بقصة هذا المحتال الذي باع له الحمار على أنه ينتج ذهبًا ولكن هذا لم يحدث قط .فذهبت جموع التجار إلى بيت المحتال وحينما علم أنهم قادمون فر هاربًا خارج البيت ، وعندما طرق التجار باب بيته فتحت لهم زوجته وقالت لهم مرحبًا ، فسألوها عن زوجها فقالت إنه بالخارج ولكنني سأرسل له الكلب كي يحضره ، وفكت كلبًا عندهم كان مربوطًا فخرج الكلب مسرعًا لينادي صاحبه ، فانبهر التجار بالكلب وقالوا لها هل هذا الكلب مروض ويعرف كيف يحضر زوجك ؟فقالت نعم هو كذلك وبالفعل بعد فترة قصيرة حضر الرجل المحتال ومعه كلب يشبه الكلب الذي كان عندهم ، فنسى التجار ما حدث مع الحمار وأرادوا شراء الكلب بأعلى سعر ، وبالفعل باع المحتال هذا الكلب لأحد التجار وعندما  أطلقه التاجر ليحضر له ابنه من السوق فر هذا الكلب ولم يعد أبدًا ، فذهب التاجر وجمع كل التجار معه ليذهبوا إلى بيت المحتال كي يخبروه أنه مخادع ومحتال .وعندما دخلوا البيت قالت لهم زوجته انتظروا حتى يأتي زوجي من الخارج ، وعندما دخل المحتال المنزل بدأ بالكلام مع زوجته وسألها هل قدمتِ شيئًا لهؤلاء الأكابر علية القوم ؟  فقالت زوجته لا والله ، فكان معه سكين نصلها يدخل في غمدها أي إذا طُعن بها أحد لا تؤذيه أبدًا ، فقام هذا المحتال بطعن زوجته التي كانت تضع كيسًا من اللون الأحمر تحت ملابسها ، فسال الدم أي اللون الأحمر .فبهت التجار بما رأوا وقالوا له في استنكار أتقتل زوجتك لأنها لم تقدم لنا شراب أو طعام ؟ ماذا تفعل أيها المخبول ؟ فقال لهم لقد فعلت هذا من قبل وقتلتها أكثر من مرة ثم أخرج من جيبه مزمارًا ، وأخذ يعزف عليه فقامت المرأة وهي بكامل صحتها وقدمت لهم القهوة والمشروبات ، فنسي التجار موضوع الكلب وقرروا شراء المزمار .وبالفعل قام أحدهم بقتل زوجته وعندما حاول النفخ بالمزمار لكي تقوم لم تقم أبدًا لأنها ماتت فعليًا ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد قام بعض التجار الآخرين بأخذ هذا المزمار وطعنوا زوجاتهم لكن زوجاتهم ماتوا جميعًا ، فذهبوا في حالة من الغضب العارم والثورة إلى هذا الرجل المحتال ، ووضعوه في كيس كبير وأغلقوا عليه كي يرموه في البحر ويتخلصوا منه ومن كذبه إلى الأبد .وساروا به مسافة طويلة حتى نال منهم التعب ، فوضعوه على الأرض لكي يستريحوا ولكن غلبهم النوم فاستغرقوا فيه جميعًا من شدة التعب والإرهاق ، فاستنجد المحتال بصوتٍ عالٍ وأثناء مرور راعي غنم سمع صوته يستغيث ، ففتح له وقال له لماذا أنت محبوس بهذا الكيس ؟فقال له المحتال إن هؤلاء القوم حبسوني لأنهم يريدون أن يزوجوني بنت أكبر تجار المدينة الجميلة الثرية جدًا ، ولكني أحب ابنة عمي ولا أريد سواها ، ففكه راعي الغنم وهرب المحتال ودخل راعي الغنم داخل الكيس بدلًا منه طمعًا في أن يتزوج بنت كبير التجار ، وعندما استيقظ التجار قاموا بإلقاء راعي الغنم في البحر ظنًا منهم أنه المحتال .وكان المحتال قد أخذ قطيع الغنم الذي كان مع الراعي وعاد به إلى بيته ، وعندما عاد التجار إلى القرية وهم هانئين بفعلتهم وجدوا المحتال أمامهم ! فقالوا له كيف هذا لقد ألقيناك في البحر للتو ؟ فقال لهم عندما ألقيتموني بالبحر أخرجتني حورية من البحر وأعطتني دنانيرًا من الذهب كي اشترى بها ما أريد ، فاشتريت تلك الأغنام .فإذا أردتم الدنانير الذهبية يجب عليكم أن تدخلوا في أعماق البحر ، لكي تحصلوا على حوريةٍ أكبر ودنانيرٍ أكثر ، وبالفعل ذهب جميع التجار إلى البحر ودخلوا إلى أعماقه فغرقوا جميعًا بجهلهم وطمعهم ، وهكذا سيطر هذا المحتال على كل القرية وأهلها ومن فيها ، هذا المحتال هو الكيان الصهيوني الذي احتال على الجميع كي يفرض وجوده .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك