الأب يشقي ويكد ويتعب على أمل أن يرى أبنائه عناصر صالحه في المجتمع والأبناء لا يردون إلا بالعقوق والضجر فهذا الأب رزقه الله بخمسة أولاد وبنتين فكان العبء المادي عليه ثقيلاً واصل الليل بالنهار في معظم الأيام حتى يتسنى له توفير وسائل كريمه للعيش .
حاول الأب الاجتهاد في تعليم أبنائه حتى لاينخرطوا في أعمال مضنية فيكون مصيرهم شقاه ومعاناه مثل أبيهم .
بدأت أولى الثمار تنضج فيصبح الكبير محاسباً قانونياً والأخر بكالوريوس تربية والثالث دبلوم صنايع والرابع حصل على الثانويه وأنخرط في الأعمال الحرة والخامس مهندساً كيميائياً أما البنتان فقد حصلتا على الدبلوم وتزوجتا .
بدأ المرض يتسلل إلى جسد الأب الهزيل والتعب يصيب الأم المغلوبه على أمرها بعد أن داهم السكر الأب والفشل الكلوي الأم تزايدت المصروفات على الأب وبدأ في حيرة من أمره بين أعبائه المنزلية وتوفير أموال علاجه وزوجته الوضع المزري وعقوق الأبناء له جعله عصبياً وحاد المزاج لأتفه الأسباب ، بدأ ينفعل معهم في كل كبيرة وصغيرة لاسيما وأنهم غير مهتمين بتخفيف هموم الوالد أو وضع حل لمشاكله فالكل نظر إلى نفسه وحاول شق طريقه بعيداً عن الأخر وكانوا نادراً مايزورون أباهم أو يلتقون في المنزل
في ضوء هذا التصيعد أتت للأبناء فكرة التخلص من الأب غير مهتمين بمرضه أو التماس الأعذار بسبب الضغوط المادية والمعنوية الواقعة عليه انتزع الشيطان من بعضهم العاطفه تجاه الأب وقفز إلى أن عقد لهم عدة سيناريوهات للتخلص من الأب وقتله .
وفي اليوم المشهود تجمع الأبناء وذهبوا للأب المريض وجدوه في حاله صحيه متدهورة وبوادر مرضيه متعدده تقتحم جسده النحيل اقترب الصغير من أبيه ورش عليه مخدراً فذهب الأب في غيبوبه بعدها تم خنقه بحبل ففاضت روحه في الحال واستخرجوا له تصريحاً بالدفنعن طريق أحد المعارف لتتم الجريمه بهدوء دون أن يشك أحد
وذات ليلة مرت الأم بهدوء فوجدت أبنائها يتهامسون ، راقبت تصرفاتهم فسمعت الأكبر يقول إنه لم يشعر بطعم الراحه منذ قتل والده وقال الثاني إن والده يأتي إليه كل ليله أثناء النوم وفجأه أستجمعت الأم قواها ودخلت عليهم وهي تصرخ لماذا قتلتم أباكم المريض العيليل ؟
ينهار الأبناء ويعترفون بجريمتهم فصحبتهم الأم بهدوء إلى قسم الشرطه لتسلمهم إلى العدالة بنفسها لينالوا حكما بالسجن المؤبد .
لاتنسى مشاركة القصة والتطبيق مع اصدقائك