ميلونكا
سافيتش هي سيدة صربية حاربت في حرب البلقان والحرب العالمية الأولى ، وهي أكثر
المحاربات النساء حصولًا على أوسمة في العالم .ولدت ميلونكا في قرية تسمى كوبريفنيكا بالقرب من راسكا في صربيا عام 1892م ، وفي عام 1913م ، وهي في الواحدة والعشرين من عمرها ، وصل خطاب إلى منزلهم غير حياتها إلى الأبد ، في الواقع كان هذا الخطاب من الحكومة يحمل استدعاء لشقيقها من الجيش للمشاركة في حرب البلقان الثانية .قررت ميلونكا أن تذهب بدلًا من شقيقها ، فقصت شعرها وارتدت ملابس الرجال ، وذهبت للجيش باسم ميلون سافيتش ، وشاركت في معارك الحرب لمدة عام كامل بصفتها رجل ، ولم يتم اكتشاف أمرها إلا في عام 1913م بعدما تلقت رصاصة في أحد المعارك وعندما وصلت إلى المستشفى اكتشف الأطباء جنسها الحقيقي ، وهذا الأمر أثار دهشتهم ، ومع ذلك لم يتم تسريحها من الجيش بسبب كفاءتها في القتال ، وقد عرض عليها قادتها نقلها من المعارك إلى قسم التمريض ، ولكن أصرت أن تستمر في القتال على الجبهة مع الجنود ، وقد أخبرها قائدها أنه سيفكر في الأمر وقد جعلها تقف لمدة ساعة ثم أخبرها أنه يوافق على إرسالها مع المشاة ، وعند انتهاء الحرب تم ترقيتها لرتبة عريف في الجيش .والأكثر من ذلك أنها في عام 1914م شاركت في الحرب العالمية الأولى أيضًا ، ولكن تلك المرة شاركت باسمها الحقيقي وبصفتها امرأة ، وتم إلحاقها بكتيبة تحمل معظم نخبة الجيش الصربي تسمى ” السرب الحديدي” ، وقد حصلت على وسام بعد معركة كولوبرا ، وفي عام 1916م حصلت على وسام ثاني بعد أن أسرت 23 جنديًا بلغاريًا .كما حصلت أيضًا على أوسمة شرف من بريطانيا وفرنسا بسبب خدمتها في الحرب العالمية الأولى ، وقد تم تسريحها من الجيش في عام 1919م بعد انتهاء الحرب ، وقد عرضت عليها فرنسا أن تذهب لتعيش هناك وتحصل على معاش تقاعد عسكري مريح ، ولكنها في الواقع رفضت هذا العرض وقررت أن تظل في بلدها .وعلى الرغم من الشهرة العالمية التي حظيت بها ميلونكا في فترة الحرب تم تجاهلها تماما بعد الحرب ونسيها الناس ، وقد عملت كعاملة في البريد ، وفي عام 1923م تزوجت من رجل صربي كانت قد قابلته في موستار يسمى فيلزيكو ، وقد أنجبت منه ابنته الوحيدة ميلينا ، ولكنه طلقها بعد ولادتها مباشرة ، فتبنت ثلاثة فتيات آخرين وهم ميلكا وكانت فتاة وحيدة تقيم في محطة سكك حديد وفتاتين أخرتين هما يتمتين من دالماتيا.وظلت ميلونكا تتنقل بين عدد من الوظائف المتواضعة حتى عام 1927م ، بعدها حصلت على وظيفة عاملة تنظيف في بنك للرهن العقاري تابع العقاري ، وبعد ثمانية سنوات تمت ترقيتها لتنظف مكتب المدير العام .خلال
فترة الحرب العالمية احتلت ألمانيا ، صربيا ، وبصفتها محاربة قديمة تمت دعوتها على
مأدبة عشاء حضرها جنرالات وضباط ألمان ، ولكنها رفضت الحضور ، فكانت النتيجة أن تم
إلقاء القبض عليها ، ونقلها إلى معسكر اعتقال بانجيكا ، وظلت مسجونة لعدة أشهر .بعد ظهور الاشتراكية في صربيا عام 1945م حصلت ميلونكا على معاش تقاعد من الحكومة ، وظلت تعيش في منزلها بحي فودوفاتش في بلجراد ، وفي أواخر الخمسينيات مرضت ابنتها ودخلت المستشفى بينما ظلت هي تعيش في منزلها المتهدم مع الفتيات الأخريات .وعندما كانت بلجراد تحتفل بذكرى الحرب العالمية الأولى ، حضرت ميلونكا وهي ترتدي بدلتها العسكرية ، وقد تحدث إليها مجموعة من الضباط والعسكريون وعرفوا تاريخها في الجيش ، وانتشرت أخبارها بين العامة مرة أخرى ، وقد أدى الضغط الشعبي وتسليط الضوء عليها من قبل الصحافة ، إلى أن تمنحها جمعية بلجراد شقة صغيرة لتقيم فيها ، وقد توفيت في بلجراد في 5 أكتوبر 1973م ، وكانت حينها في الواحدة والثمانين من عمرها ، وتم تسمية أحد شوارع بلجراد باسمها .