رواية طالبة ولكن (الفصل الرابع والعشرون)



يصل عبد الرحمن و علياء أمام المنزل ويقفان قليلًا ليتأكدا أنهما غير مراقبين..
عبد الرحمن: ستنتظرينني هنا.
علياء: حسنًا.. خذ حذرك وإذا اتصلت بي سآتي فورًا.
- حسنًا .. قالها وانصرف.
بعد قليل يرن هاتف علياء، يتصل بها عبد الرحمن، ما إن ترد حتى يتحدث قائلًا بهدوء:
- أسرعي.
علياء(بحماسة):
-آتية.. ماذا يوجد هناك؟
-هذا ما أريد أن أريك إياه.

تصل علياء لتجده واقفًا أمام الباب واجمًا).

فتسأله:ماذا هناك؟
عبد الرحمن(بوجوم):
-لا شيء.
علياء(بانفعال):
-أتظنني أسأل عنك؟ إنني أتكلم عن الشقة.
عبد الرحمن(ينظر لها بهدوء ويفتح الباب):
-حسنًا.. وأنا أيضًا أتكلم عن الشقة.
تدخل علياء لتجد الشقة فارغة تمامًا..
تتأمل علياء في تفاصيل الشقة لتجدها واسعة ذات ديكور فخم ولكنه عشوائي..
فمثلًا السيراميك مكون من ألوان كثيرة جدًا بكل الدرجات بعشوائية تامة تبعث الحيرة.. ويتوسط الحائط الموجود بين عمودين مزخرفين ساعة حائط..
بمجرد دخولك الشقة تتخيل دخول متحف فن إن كانت متاحف الفن تنضح بالجمال من كل ناحية.. فالحوائط ما بين مرسوم عليها مباشرة أو معلق عليها لوح مرسومة.
يتكلم عبد الرحمن قائلًا:
-أظن أنالأمر مشوَّش قليلًا.. فالشقة تبعث الحيرة من كل الاتجاهات.. وبها الكثير مما يستطيع يوسف أن يخبئ به ما يريد.. كيف سنجده؟

يكمل عبد الرحمن بعد أن سكت قليلًا ولم ترد عليه علياء):
-حسنًا.. أظنأن البداية ستكون من الساعة (ويقترب منها).
يكمل(ونظره مركز على الساعة): ألا تلاحظين شيئًا غريبًا؟.. إن عقرب الثواني منزوع.. كذلك العقربان بلونين مختلفين.. الساعة أيضًا لا تعمل إنها مثبتة على هذا الوضع.. ماذا تظنين؟
ينتظر عبد الرحمن إجابة علياء فلا ترد.. فيجول ببصره ليراها تقف مستغرقة أمام إحدى اللوحات الموجودة على الحائط غير منتبهة لأي مما قال.
فيقول(بانفعال):
-حسنًا.. سنأتي هنا في وقت لاحق لتأمُّل اللوحات، ولكن الآن هل يمكن أن نتعاون قليلًا؟
علياء(انتفضت من شرودها):
-إنني معك ماذا تقول؟
-هذه الساعة.. ماذا تلاحظين بها؟
-عالية بشكل مبالغ فيه.. وكذلك مائلة لليسار قليلًا.. وغير كل هذا غير ملائمة مع ذلك الديكور.
عبدالرحمن(باستهزاء):
-حسنًا.. ألا تريدين ستائر في هذا الركن أيضًا؟(ويشير بيده لأحد الأركان الفارغة).
-إننيأتكلم بجدية.. انظر للساعة،إنها عالية لدرجة تجعلك لا ترى أي شيء سواها.
-حسنًا، وما في ذلك؟
-لا أعرف ولكنه يبدو غريبًا.
-حقا؟؟ أظن أنها لا تنتمي للديكور لأنها يجب أن تلفت أنظارنا لأن حلًا ما يوجد هنا؟
- وهل تظن أيَّا ما اخترع الدكتور موجود في هذه الساعة؟
-قد يقودنا إليه.. هناك عقرب ثواني مفقود..
علياء(مقاطعة):
-وتشير الساعة إلى السادسة ونصف بالضبط.. وألا ترى أن عقرب الساعات أبيض وعقرب الدقائق أسود.
- هذا ما قلته أثناء شرودك في اللوحة.. ماذا تفهمين من هذا؟
- لا أعلم.. ولكن أتظن أن اللغز.. موجود بالكامل في الساعة؟
-ربما.
علياء(بثقة):
-خطأ.. لقد قلت لي إن الدكتور كان يردد دائمًا "لا تضع البيض كله في سلة واحدة".
- حسنًا.. في انتظار أيّ فكرة.. أتظنين أنه قد يكون في اللوحات؟
-أظنه موجودًا في كل تفصيلة مهما كانت صغيرة في هذه الشقة.
-حسنًا.. لنركز على الرسومات واللوحات.. سآخذأنا هذا الجانب(ويشير إلى يساره) وأنتِ الجانب الآخرإن رأيتِ أي شيء غريب أخبريني.
-حسنًا..

عبد الرحمن: لقد ردد يوسف دائمًا تلك العبارة.. فإذا سافر فهو يأخذ معه بعض الأموال.. ويرسل الباقي عن طريق حوالة بريدية فلا يضع البيض كله في سلة واحدة..
كذلك كان مصِرًّا أن تكون كلمة السر لحساب "الفيس بوك" الخاص بالمجموعة مختلفة عن كلمتي السر الخاصتينبنا، وذلك في حالة إن سرق أحد حسابتنا لا يسرق هذا الحساب أيضًا.. وهذا تطبيق آخر لهذه المقولة.

في نفس الوقت في مكتب سيف.. يدخل علاء المكتب..
سيف(وهو يطفئ السيجارة):
-هل وجدت السيارة؟
فيجيبه علاء:
-إننا نبحث في كل مكان.. وحاولنا بما أوتينا من قوة ولكن لا أثر لها.
سيف(بغضب):
-حسنًا كل قواتكم ليست كافية.. الليلة لا تبيت سيارة في موقف سيارات ولا تغطَّى سيارة ليلًا إلا وقد كشفتموها.. إنه ليس خفيًا ليتجول بينكم بدون أن تروه.
- قد يكون لا يتجول.
سيف(يهدأ فجأة ويضع يده على كتف علاء):
-ربما وقد يكون أغرقها أيضًا.. ولكن بكل الأحوالأريدأن أعرف أين هي الآن.. هل عرفت أرقام لوحتها؟
-نعم.. هناك سيارة أجرة وحيدة موجودة بالعائلة وهي سيارة والد عبد الرحمن وبعد موته قد اشتغل بها سواق من المنطقة ويناصفه الأجر.
- حسنًا.. شدد إجراءاتك أكثر.. وهل وجدت نور؟
علاء(مترددًا):
-لا..
-لا فقط؟ ألا يوجد أي نوع من الجمل بعدها مثل: ولكن هناك خيوطًا وما إلى آخره؟
- لا يوجد أي خيوط.. فهي اختفت.
سيف(بغضب):
-ابحث في كل المستشفيات والفنادق والأقسام، أريد أي خيط أبدأ منه.
-أوامرك.
سيف يشعل سيجارة وبهدوء يقول:
-تستطيع الانصراف..

بمجرد إغلاق الباب خلف علاء يركل سيف الكرسي المواجه له بعنف).

يقف عبد الرحمن متأملًا في لوحة تمثل فتاة تجلس مغمضة العين وهي تعزف بانسجام على قيثارة طويلة..
منظر يجعلك تدفع نصف عمرك لتسمع ما تعزف.. ويستعيض عقلك عن ذلك بموسيقاك المفضلة.. فتجدها نابعة من اللوحة..
كلما حاول عبد الرحمن التركيز ليبحث عن شيء غريب فيها تستغرقه اللوحة ويفيق بعدها بحين ليعاتب نفسه ويحاول التركيز مجددًا.. وبعد فترة لاحظ كلمة صغيرة موجودة أسفل يسار اللوحة.. دقق قليلًا ليجدها "الخال"..
فينادي على علياء ويسألها عن ذلك فتقول له إنه توقيع راسم اللوحة.
فيعود عبد الرحمن ليركز ويستغرق في اللوحة..
بينما كانت علياء مستغرقة في لوحة تمثِّل ثلاث فتيات تمسك كل منهن ورقة تمثل ما رسمت وبقايا الألوان على وجوههن وأيديهن..
أظنك من وصفي للوحة قد تراها عادية.. ولكني أؤكد لك أنها ليست كذلك فالرسام قد استطاع بمهارة أن يصوِّر في عيون الأطفال وتعبيراتهم فرحة حقيقية..
لقد كانت اللوحة حية لدرجة تجذبك لتعيش فيها.. لقد استمرت علياء في استغراقها في اللوحة لفترة وأعجبها ما رسمت كل منهن..
فوجدت أن إحداهن قد رسمت منظرًا طبيعيًا طفوليًا يمثل الشمس في أعلى يسار الورقة.. وشجرة تتوسط الورقة والعديد من الورود وسحاب موزع في اعلي الورقة
والأخرى رسمت مشهدًا لفرحة رمضان من شارع معلق به الزينة.. وبائع الكنافة و"المسحراتي" بذلك التصوُّر الطفولي لشهر رمضان.
والأخيرة رسمت طفلة ترسم وبخط طفولي تكتب أسفله"كل ما أحتاجه لأفرح.. ساعة.. و فُرشة رسم"
تستعيد علياء تركيزها دفعه واحدة وتحاول أن تدقق لترى إن كانت تحت "الشين" شَرطة أم ذلك خطأ من ذلك الخط الطفولي، وفجأة يصرخ عبد الرحمن:كيف لم ألاحظ؟

علياء مذعورة):
-ماذا هناك؟
عبد الرحمن(بانفعال بالغ):
-كيف لم نلاحظ؟
-حسنًا.. اهدأ قليلًا.. ماذا هناك؟
عبد الرحمن(ما زال منفعلًا):
-لماذا لم ننظر للسيراميك؟.. ألم تتذكري ما قاله الدكتور؟؟
علياء(بعدم فهم):ماذا قال؟
عبد الرحمن:لقد اخبرنا أن ننظر تحت أقدامنا حتى لا نتخطاه دون ملاحظته.
علياء: أتقصد أنه لم يكن تعبيرًا مجازيًا لننظر...
عبد الرحمن(مقاطعًا بحماس):
-لا يوجد تعبيرات مجازية بل هي ألغاز مرتبطة ببعضها طوال الوقت.. وفي نهاية الأمر لقد قلتِ بنفسك لم يكن الأمر كله في الساعة.
-حسنًا.. من أين نبدأ؟ إن الأرض بألوان كثيرة وتبدو عشوائية للغاية..
عبد الرحمن(مبتسمًا): ويشير إلى أحد الأجزاء السوداء في الأرضية من هنا
علياء: ولماذا هنا بالذات؟
عبد الرحمن(يشير إلى الساعة):
-إن عقربيْ الساعة يشيرًا إلى السادسة والنصف.. أيأسفل الساعة مباشرة.
-حسنًا.. لنفترض أنك على حق.. ماذا نفهم من هذا الجزء بالذات.. إنها واحدة من العديد من السيراميك الأسود الكبير المبعثر هنا وهناك بعشوائية.
عبد الرحمن(وهو يطرق عليه طرق خفيف):
-أظنأن هناك فراغًا تحته.. سننتزعه.
و(يكمل بحماس):
-انتظريني هنا(وينصرف).
-أين تذهب؟
عبد الرحمن(وهو منصرف):
-سأشتري أي شيء حاد لأخرج به السيراميك.. يجب ألا نكسره(ويخرج).

ما أقصده هو قد تجد المخطئ له تأييد ولو على حق المصيب.. كم مرة بحثنا عن أشياء لنجدها مباشرة أمامنا، ولكننا لا نلاحظها لأننا تعوَّدنا على وجودها؟وسؤالي هو: لماذا لا ننظر تحت أقدامنا فما تحت أقدامنا إن تخطيناه لن نستطيع رؤيته ثانية.. لكم الإجابة.
إ.م

تبقى علياء تطرق بخفة على السيراميك وتقول إذن إن السِّرَأسفل يدي مباشرة.. وبمرور الوقت تبدأ بتفقد اللوحات حتى تعود للوحة الطفلات الثلاث مجددًا..
وتفكر أنه إن كان تحت حرف "الشين" شَرطة فإنها جملة جناس صحفي ولكن ما هدفها فهما قد وجدا ما يبحثان عنه.. ثم ما نوع الجملة المطلوبة منها؟

هنا يقطع عبد الرحمن أفكارها بوصوله وإلقائه السلام عليها فترد السلام).
يجلس عبد الرحمن على الأرض بجوار القطعة المطلوبة من الأرضية وبدأ بنحت أطرافها حتي استطاع أن يحركها قليلًا.. وعندما حاول أن يرفعها قاومته بقوة حتى استطاع أن يخلعها من مكانها بقوة ولكنه وقع بها إلى الخلف..
فانطلق من تحتها عموديًا بمجرد إزاحة السيراميك ماءٌ ساخن بضغط عالٍ جدًا لدرجة أنه ترك أثرًا بسقف الحجرة.. وانطلقت معه صرخة ذعر من أعماق علياء، ولولا سقطة عبد الرحمن للخلف لكان تعرَّض مباشرة للماء.
اطمأن كل منهما على الآخر وبعدها بقليل.. تكلم عبد الرحمن:
-الحمد لله.. لولا ستر الله لكان الأمر تعدى تلك السقطة.

وينظر لأثار الماء في سقف الحجرة

-الحمد لله.. يجب أن...
عبد الرحمن(وهو يطرق على كل السيراميك مقاطعًا علياء):
-ما هذا؟ كلهم من أسفلهم يوجد فراغ..
-إذن هناك فخ بكل منهم ما عدا واحدة يوجد بها اختراع الدكتور؟
-يجب أن نختار بدقة.
-حسنًا، أظن أن ذلك الجزء من السيراميك كان من المفترض أن نبدأ به لنصل للجزء الصحيح.
-لا أرى طريقة تقودنا في قلب هذه العشوائية.
-أظن أنني أعرف واحدة.. وتذهب ناحية اللوحة وتقف تتأملها من جديد
عبد الرحمن(وهو قادم خلفها):
-ما هي؟
- انظر لهذا الجزء.

وتشير إلى الورقة التي تمسكها البنت في اللوحة

وتكمل: أيوجد تحت حرف "الشين" شَرطة أم هي خطأ؟
-لا، إن يوسف قد قصد ذلك..
-تقصد من رسمها؟
عبد الرحمن(مبتسمًا):يوسف هو من رسمها.. لقد بدأ فيها منذ سنين ولم أعلم إن كان أنهاها أم لا حتى رأيتها الآن.. لا أحد يعرف حدود موهبة الرسم عنده .. ثم لا ترين إمضاء صاحب اللوحة وهذا دليل أنه لم يشترِها.
علياء(مصدومة):
-أظن أنه لم يترك شيئًا لا يجيده.
-هذه جملة جناس صحفي.. هل استطعتِ حلها؟
- لست واثقة.. فهو لا يكتب نوع الجملة المطلوبة وهذا يزيد المهمة صعوبة، ولكنني أظنها محصورة في جملة "وفُرشة رسم" فهي جملة مستقلة بذاتها ولذلك فصلها عما قبلها.

استدار عبد الرحمن فجأة وضحك بشدة).
-وماذا يضحك في كلامي؟
-إننا لا نتعلم سريعًا..
- لا أفهم..
- هل شرحتِ لي معني الجملة من وجهة نظرك؟
-إنها ليست بحاجة لشرح، كل ما يُفرِح تلك الفتاة بعض الوقت و فُرشة رسم لتستطيع الرسم.
- ثانية.. تعتبرين المعني مجازيًا.. لا يوجد تعبيرات مجازية هنا.. الساعة التي تحتاجها موجودة بالفعل.

ويشير على الساعة المعلقة على الحائط).
-أتقصد.. أنفرشة الرسم سيخرج منها جملة هي شيء نحتاجه وموجود هنا؟

عبد الرحمن يومئ بابتسامة ولا يعقِّب).
- حسنا.. هذه الجملة على قلة حروفها يخرج منها العديد من الكلمات، تبدأ بحرف "الشين" هل معكَ ورقة وقلم؟

يومئ عبد الرحمن إيجابًا)..
-حسنًا.. (وتنظر للوحة).
تكمل(وهي تفكر):قد نكوِّن كلمة شرفة أو شرس أو شرم أو شفرة أو..

عبد الرحمن(مقاطعًا):حسنًا، شفرة تبدو أكثرهم قبولًا.. ماذا يتبقى في هذه الحالة؟
-فقط ثلاثة حروف.. "الميم" و"السين" و"الراء".

يغمغمان قليلًا مرددين احتمالات الكلمات المكونة من الثلاث حروف

وتقول:
-لا يوجد شيء ذو معنى سوى "سمر".. أظنها غير مفيدة.
- شفرة سمر أو سمر شفرة ماذا تعتقدين؟
- لا أعلم.. أظن أن هناك شيئًا ما خطأ. لنجرب باقي الاحتمالات.
عبد الرحمن(مبتسمًا):
-لقد أهملت حرفًا.
-أين؟
عبد الرحمن(مشيرًا على اللوحة): إنها "وفرشة رسم" ليست"فرشة رسم" أظنأن حرف "الواو" يصنع فرقًا.
- حسنا.. وتغمغم قليلًا ثم تصرخ فجأة "مورس"
عبد الرحمن(بتعجب):
-ماذا؟
علياء(بانفعال):
-شفرة مورس ألا تعرف شفرة مورس؟
- لا أعرفها.. ماذ..
علياء(مقاطعة بسرعة):
-إنها نوع من الشفرات تعتمد على القطاعات الكبيرة والصغيرة ولكل حرف صيغة معينة من القطاعات الصغيرة..
تساعد كثيرًا في أعمال الكشَّافة. كنت أدرِّسها حينما كنت قائدة الكشافة في مدرستي.

وأصدرت صفيرًا طويلًا من فمها ثم أصدرت صفيرًا قصيرًا) أفهمت شيئًا؟

قطاع كبير وقطاع صغير.. كان من الممكن أن أفعلها بالإضاءة،أنأنير المصباح فترة طويلة ثم فترة قصيرة.. أو بالدخان أو بحركة ذراعي.. إنها علاقة بين شيء كبير ونطلق عليه الشرطة وشيء صغير ونطلق عليه نقطة.. وبالطبع كل حرف يتكون من عدد من النقاط والشرط بترتيب معين..

ثم ترفع رأسها لترى نظرة عدم فهم في وجه عبد الرحمن) ثم تسأله من جديد:
-أفهمت شيئًا؟
عبد الرحمن(بوجوم):
-إنكِكنتِ قائدة الكشَّافة في المدرسة.
علياء(ضاحكة بهدوء):
-حسنًا.. أريد أن نحدد شيئين أحدهما كبير مقارنة بالآخر، قد يكون الدكتور استعملهما لكتابة شفرة مورس.
-أظن أن الساعة أشارت لنا على السيراميك.. وبذلك نحن نعلم أن أحدهما هو السيراميك ذو اللون الأسود.
-إذن.. سيكون الآخر سيراميك ذو لون من الألوان القريبة منه.
عبد الرحمن(مشيرًا في جهة ما):
-أظن أن السيراميك الأسود يوجد في هذه الجهة فقط.
- إذن.. هو سيراميك ذو لون من الألوان القريبة من الأسود ويتكرر في هذه الجهة(وتشير لنفس الجهة) ماذا لدينا؟
-الأبيضوالأخضر وهذا اللون أيًا كان(مشيرًا للون منهم على الأرض).
علياء(ضاحكة):
-تقصد "موف"؟
عبد الرحمن(بإحراج):
-أيًّا يكن.
علياء(بحيرة):
-حسنًا ماذا تظن؟
عبد الرحمن(بثقة):
-الأبيض
-على أي أساس؟
- لقد انتزع يوسف من الساعة عقرب الثواني ليتبقى لنا عقربان أحدهما باللون الأسودوالآخر باللون الأبيض.. وبالمناسبة عقرب الدقائق وهو الأكبر كان باللون الأسود، أظنه يقصد أننا سنستخدم السيراميك الأسود الكبير.. والسيراميك الأبيض الصغير.. فكل الألوان يوجد منها أحجام مختلفة.
علياء(مازحة):
-أظننا فريق جيد.. إذن العلاقة ستكون بين السيراميك الأسود الكبير.. والسيراميك الأبيض الصغير.
عبد الرحمن(بجدية):
-حسنًا.. لنحتفل لاحقًا.. ونتمم عملنا الآن.
علياء(تمدّ يدها):
-إذًا أعطني الورقة والقلم.. وأخبرني بالسيراميك وألوانه.
عبد الرحمن(يعطيها الورقة والقلم):
-فلنبدأ..
أبيض.. أسود.. أبيض.. بني.. ثم توقف أخبرك الألوان جميعها؟
-نعم..
-حسنًا.. نبدأ من جديد.
أبيض.. أسود.. أبيض.. بني.. أبيض.. أزرق.. أسود.. أبيض.. أبيض.. ثم ألوان كثيرة لا يتكرر بها الأبيض أو الأسود.
-وهي تكتب.. حسنًا السيراميك الأبيض صغير ونرمز له بالنقطة.. والسيراميك الأسود كبير فنرمز له بالشرطة.
-والألوان الغريبة؟
- إنها للفصل بين الحرف والآخر.
- حسنًا،هل هم ثلاثة حروف فقط؟
- نعم وهم.. ._. . _..
-حسنًا، وماذا تعني؟
علياء(بتردد):
-لقد مرَّ بعض الوقت ولا أتذكر.. كما ترى فالحروف متشابهة بشكل كبير.
- وماذا نفعل الآن؟
علياء(تخرج هاتفها المحمول):
-لا تقلق

تدخل علياء على الإنترنت وتجري بحثًا تحت اسم شفرة مورس وتحمل صورة توضح الحروف والأرقام).
- جاري تحميل الصورة الآن.. انتظر قليلًا.
-أي صورة؟
- سترى..

ويكتمل التحميل وتفتح الصورة وتريها لعبد الرحمن فتكون كالتالي):

عبد الرحمن(ضاحكًا): هل تظنين أن هذا جعلني أفهم؟
-إنالترجمة هي...(وتبحث وتدون بالورقة)"Red"
-متأكدة؟
-نعم.. فلكل حرف ترجمته.
-حسنًا.. على ما أظن سنبحث عن سيراميك أحمر لنرى ما تحته.
- حسنًا..

يبحثان فترة حتى تجد علياء جزءًا من الأرضية صغيرًا لونه أحمر).
-أظنني وجدته.
عبد الرحمن(وهو قادم):
-ولكن ابتعدي في حال كنا مخطئين لا نعلم ما قد يحدث.
-حسنًا..

وتذهب وتقف بجوار باب الشقة).
يطرق عبد الرحمن عليه خفيفًا ثم يحاول خلعه فينخلع بسهولة أكثر من سابقه..
ينتظر عبد الرحمن قليلًا ليرىإن كان هناك فخ أسفله.
-أيًا كان ما نجده أسفل هذا يجب أن نتعاهد على أن نتصرف حسب ضمائرنا وألا نستخدمه لإحراز مكاسب شخصية.
عبد الرحمن(مبتسمًا):
-أظننا متفقين.. لقد كان اختيار يوسف جيدًا.

ويرفع السيراميك بحذرٍ ليكشف عما تحته).
علياء(خائبة الأمل):
-لا تقل لي إن ما رأيته صحيح.
-إنه صحيح.. كل هذا التعب من أجل شريط مسجَّل.

ثم يكمل: ولكن أظننا الوحيدين القادرين على اكتشافه.. إننا بالفعل فريق جيد جدًا.

يتبع....

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك