قصة روح أطولاي الجزء الاول


يوم الإثنين بالصباح أول نهار نشوف الوالد جالس في الدار بحوايج النعاس، ولفتو ديما لابس "الفيستا" و"الكرافاطا" وجالس تايشرب في القهوة ديالو وعينيه على الجورنال تايقرا الأخبار قبل مايمشي للخدمة، كان ديما كيتسناني أنا وخوتي في الصالون ولا على برا باش يوصلنا للمدارس ديولنا، ولكن ذاك النهار كان يوم استثنائي فهو أول يوم ليه من أيام التقاعد.
فاش سالينا فطورنا عطاني الوالد سوارت الطوموبيلا ديالو باش نوصل خوتي للمدرسة لأنني أنا الكبير بيناتهوم، وقاليا أنه غادي يدوز عندي "لافاك" فين كانقرا مع العشرة باش نعطيه السوارت لأنه داير مع واحد السيد باش يشوف الطوموبيل. أواه الوالد بغى يبيع "الرانج روفر إيفوك" ديالو! في الأول صدمني فاش قالها لأن ذيك الطوموبيل عزيزة علينا كاملين وكانت عندي أنا بالخصوص معاها ذكريات بزاف. سولتو علاش بغا يبيعها قاليا حتال العشية وغادي تعرف. وذاكشي اللي كان في العشية جمعنا الوالد كاملين أنا والواليدة وخوتي باش نهضروا.
كانت كاتعجبني الطريقة باش كايفكر الوالد، عقليتو شابة وقريب منا بزاف، في بعض الأحيان كانحس بيه بحالا صاحبي ماشي الأب ديالي، واخا أنه بعد المرات كايكون طيب ونية أكثر من اللزوم، وهاذشي اللي كايستغلوه بزاف ديال منعدمي الضمير. اللي كان كايعجبني فيه أكثر هي ذيك الطريقة ديالو في تدبير الأمور، ماكايدير حتى شي حاجة حتى كايتشاور معانا كاملين ويأخذ الأراء ديالنا، وماكانوضوش من فوق ذيك الطبلة فين كانجلسوا حتى كانتفاهمو على كولشي، وبطبيعة الحال القرار الأخير كايرجع ليه.
فذاك الإجتماع قالينا أنه تلقى منحة كبيرة ديال نهاية الخدمة من البنك اللي كان خدام فيها لأنه كان مدير وكالة بنكية بمدينة مراكش، وأن الطوموبيل جابت ليه اليوم 50 مليون، والأرض في البلاد اللي هاذي 20 عام مامستغلاش جابت ليه 200، وقالينا أيضا أنه غادي يبيع حتى الدار اللي ساكنين فيها ب 300 مليون، وغادي ننتاقلو للسكن في حي "صوفيا" الراقي بمراكش ولقا فيلا تما بثمن مناسب، وغادي يبقى ليه مبلغ غادي يحل بيه قهوة كبيرة تحت الدار اللي ساكنين فيها دابا، أما من ناحية المواصلات فغادي نكتافيو بالطوموبيل ديال الواليدة. باينة الواليد هاذ المرة خطط لكولشي بلا مايقولها لينا. تحمسنا كلنا للفكرة خصوصا وأننا غادي نتحولو من هاذ الحي اللي لا أنا لا حتى حد من خوتي ماحاملو.
بعد مرور أيام باع الوالد الطوموبيل والدار، واتفق مع الشاري أنه غادي يخوي ليه الدار من بعد 3 أشهر، المدة اللي غادي نصلحو فيها الفيلا ونصبغوها. مشينا شفنا الفيلا ذاك النهار مجموعين، مبنية معزولة وبعيدة بوحدها، داير بيها سور عالي من كاع الجوايه وفيها شجر طويل من الجناب، ومن الوهلة الأولى كاتعطي إنطباع على أنها غامضة وعامرة بالأسرار. دخلنا ليها لقينا فيها مسبح خاصينو بعض الإصلاحات، الحديقة فيها الربيع يابس، والفيلا صباغتها مقشرة من برا. حلينا الباب ودخلنا، طلعت منها ريحة خايبة بزاف بحال ريحة الغمولة أو المياه الراكدة. لاحظنا طريقة البناء من الداخل والأقواس كلها من الطراز القديم، أما الشراجم والأبواب كلهوم فيهم النجمة السداسية ديال اليهود، قالينا الوالد أن الفيلا هاذي سنين وهي مسدودة، وأنها كانت ديال عائلة يهودية انتقلت للعيش في اسرائيل قبل ماتشريها منها عائلة مغربية مقيمة بكندا، ولكن عمرهوم ماسكنوها، وأن الدار كلها غادي تصلح وتصبغ وحتى من الأبواب والشراجم غادين يتبدلو.
عجباتنا الفيلا بزاف، وقررنا كلنا ذاك النهار باش نبداو حياة جديدة ونحاولوا نغيرو كولشي، وفعلا ذاكشي اللي وقع من بعد، حياتنا تبدلات وبزاف ديال الأمور تغيرو ولكن للأسوء.

جات العطلة الصيفية ومابقات قراية. كلفني الوالد أنا وخوتي باش نبقاو مقابلين المعلمية اللي كايصلحو في الفيلا، واخا خوتي الله يهديهوم مانقدر نعول عليهوم فوالو، غير كايطلو في الصباح زعما راه حتى حنا مقابلين ومن بعد ماكانعرف فين كايمشيو. أما الوالد كايبقا يقابل المعلمية في القهوة اللي بغى يحل تحت الدار اللي بعناها في حي المحاميد، وكايجي مرة مرة عندنا كايدير طليلة وكايرجع. خاصنا نساليو كاع الإصلاحات في أقل من 3 أشهر باش يسلم الوالد السوارت ديال دارنا القديمة للملاك الجدد كيما اتفق معاهوم في العقد.
بدا الصهد هاذ العام بكري فمراكش، اتفقت مع الوالد باش يبداو المعلمية يصلحو في المسبح هو الأول عاد يدوزو للإصلاحات الأخرى داخل الفيلا وذاكشي اللي كان، المسبح في يومين تقاد، درنا ليه موطور باش يبقى يدور الماء وينظفو، وبدلنا ليه الزليج اللي كان في الفوق حيث كان مهرس ودرنا ليه واحد جديد، وخلينا الزليج اللي كاين في التحت كيما هو، ولكن واحد الشيء غريب مابغاش يتفهم لينا كاملين، واحد البقعة حمراء في الوسط ديال المسبح كانمسحو فيها، وما خلينا مادرنا ليها من مواد خاصة بالتنظيف، غير كيدوز شوية ديال الوقت كاترجع كيما كانت من قبل، حتى عيينا وقررنا أننا نخليوها.
النهار الثالث ديال الإصلاحات كنت واقف حدا الباب ديال الجردة حتى جا عندي واحد المعلم كايجري وطلب مني نتبعو للكراج ديال الفيلا باش يوريني شي حاجة، دخلنا للكراج وبدا يضرب فوق الأرض اللي كانت عامرة كلها تراب برجليه، سمعنا بحال الصوت ديال الخشب. سولني واش الفيلا فيها "لاكاف" التحت، قلتليه لا مافراسيش. هزيت التليفون عيطت للوالد قاليا حتى هو مافراسو والو، وطلب مني نبقا تما حتى يجي.
دازت تقريبا نصف ساعة وهو يجي لقاني مازال واقف تما كانتسناه، حيدنا كاع ذاكشي اللي محطوط في الكراج و شطبناه كاملو، وبداو المعلمية كايهرسو في الخشب اللي في التحت، حيدو 3 ديال الخشبات وحنا يبان لينا بحال الدروج. ضويت بالفلاش ديال البورتابل باش نشوفو مزيان، وكانوا هاذوك فعلا دروج ديال الخشب نازلين للتحت. الوالد حط رجليه فوق الدرجة الأولى بغى ينزل وهي تهرس بيه، غير حفظو الله أما كان غادي يطيح لأن الخشب راشي، وعلم الله شحال من عام وهاذ "لاكاف" مسدود. ذيك الساعة قرب يطيح الظلام، سدينا الكراج بالساروت ورجعنا فحالنا.
فاش رجعنا لقيت خالتي وولادها اللي ساكنين فأكادير جاو عندنا للدار، كانت تقريبا هاذيك الساعة العاشرة، ويالاه كايبرد الجو شوية فمراكش. هبطت للتحت عند الوالد في القهوة وطلبت منو السوارت ديال الطوموبيل باش نخرج أنا وخوتي وولاد خالتي ندورو شوية، عطاهوم ليا وتايأكد عليا وكيعاود باش مانمشيش للفيلا دابا، لأن الأرض ديال الكراج راشية، وقلت ليه: "كون هاني أ الوالد، حنا غادي نمشيو غير المنارة نتبردو شوية ونرجعو، ماعندنا مانديرو في الفيلا دابا".
غير ركبنا فالطوموبيل وأنا نقول ليهوم على "لاكاف" اللي اكتشفناه اليوم في الكراج، كولشي تدهش واستغرب. سولني خويا الصغير: "واش عندك السوارت ديال الفيلا والكراج دابا؟" جاوبتو: "آه، علاش؟". قاليا: "يالاه نمشيو دابا ليها"، جاوبتو بأن الوالد أكد عليا باش مانمشيوش للفيلا دابا، وهو ينقز واحد ولد خالتي من اللور قاليا: "تصور إيكون تما شي كنز، ويجي شي حد من المعلمية في الليل ويشفر كولشي...". وفهاذي عندو الصح، نسيت ذاكشي اللي وصاني عليه الوالد، وقررت نعيش معاهوم المغامرة هاذ الليلة.
مشينا مباشرة عند واحد مول الحانوت في الطريق، شرينا من عندو "بيل" باش نضويو ومشينا مباشرة للفيلا، دخلنا ليها وحلينا الكراج، ونزلنا للتحت من ذوك الدروج غير بالشوية حتى وصلنا "لاكاف"، وماتصوروش ذاكشي اللي لقينا تما.

هبطنا كاملين "لاكاف" التحت، مالقيناهش كبير بزاف كيما كنا كانتخيلو، كاينين بزاف ديال الصنادق ديال الخشب في الحاشية ديالو، وفي الوسط كاينين رفوف ديال الحديد. أنا هاز "البيل" اللي شريت من الحانوت وخوتي وولاد خالتي هازين البورطابلات ديالهوم باش يضويو، مشينا كاملين للرفوف، لقيناهوم عامرين وراق وكتوب بداو كايتقطعو من الجناب ديالهوم، ومكتوبين كاملين بالعبرية وشي رموز ورسومات مافهمناهومش ديالاش.
مشينا للصنادق كانقلبو فيهوم، لقينا وسطهم حسكات ديال النحاس، وشي قراعي ديال الزجاج خاويين، وصندوق عامر بالشمع. تصدمنا كاملين لأننا مالقيناش شي حاجة عندها قيمة كبيرة نقدرو نستافدو منها كيما كان يسحاب لينا. الجو تما مزموت بزاف، هزيت شي كتب وقررت أنني نطلع ونتسناهوم الفوق. طلعت أنا الأول وتبعني خويا الصغير والأخرين بقاو تما تايقلبو. مادازت حتى دقيقة وأنا نسمعهم كايتغاوطو في التحت وكايعيطو علينا، مشينا بالزربة للحفرة اللي فيها الدروج وطلينا عليهوم.

سولتهوم: "أش كاين مالكوم على هاذ الغواط كامل؟" سولونا "واش شي حد فيكوم اللي شعل هاذ الشمعة؟" كايهضرو وهوما مخلوعين وكايشيرو على واحد الشمعة في الوسط مشعولة. شفت في خويا لقيتو حتى هو كيشوف فيا وعلامات الذهول باينة ليه فوجهو، جاوبتهوم: "لا ماشعلت حتى شمعة"، جاوبني ولد خالتي من التحت: "مالك كاتكذب؟ أنت بوحدك اللي كاتكمي بيناتنا، وأنت الوحيد اللي كايهز اللوقيد ولا البريكة في جيبو باش يشعل الكارو". حلفت ليهوم أنني ماشي أنا اللي شعلت الشمعة، وأنني قطعت الكارو هاذي شهرين. ماخلاونيش نكمل هضرتي وهوما يتموا طالعين كاملين بالجرى بغاو يخرجوا.
تخلط الغواط والضحك مع الدهشة والخلعة، كولشي كايشوف في الأخر، وطلبو مني نحل ليهوم الباب ديال الطوموبيل باش يطلعوا، قلت ليهوم ماغاديش نرجعوا حتى نطفيو الشمعة لا تعود تشد العافية في الفيلا. حتى حد فيهوم مابغى ينزل يطفيها، شفت حتى عييت وقررت أنني أنا اللي ننزل، حيث إيلا وقعات شي حاجة أنا الوحيد اللي غادي نكون مسؤول قدام الوالد لأنه أكد عليا باش مانجيش هنا في الليل. شعلت "البيل" ونزلت، وهوما حليت ليهوم الطوموبيل وطلعوا ليها، طلبت منهم غير يمشيو معايا "الكاراج" بلا ماينزلو، لكن حتى حد فيهوم مابغى.
دخلت الكاراج ونزلت مع ذوك الدروج والخلعة شاداني. "لاكاف" مظلم مابقاش كايبان فيه ذاك الضوء ديال الشمعة كيما قبيل، ولكن قررت نمشي للبلاصة فين كانت ونتأكد، الصدمة كانت كبيرة فاش لقيت الشمعة مطفية، حسيت برجلي بحالا خواو عليا، ولكن حاولت نتمالك الخوف ديالي ونرجع فحالي. فاش كنت طالع مع الدروج بديت كانحس بحالا شي حد ورايا تابعني، مابغيتش نتلفت أو بالأحرى ماقدرتش.
غير حطيت رجلي في الأرضية ديال الكاراج وأنا نعطيها بالجرى حتال الطوموبيل، حليت الباب لقيت خوتي وولاد خالتي جالسين، بديت كانسب فيهوم ونعاير فيهوم كاملين، قلت ليهوم أنهم بلعاني دارو ليا هاذ المقلب باش يخلعوني، وأنهم تافقوا عليا. بداو كايحلفو ليا، هزيت القرآن الصغير اللي كاتحط الواليدة في طوموبيلتها وحطو يديهوم كاملين عليه وحلفوا أنهم مافراسهوم والو.
رجعنا للدار في المحاميد ولقينا كولشي ناعس، طلعنا مجموعين بالشوية للسطح وحاولنا نعطيو تفسيرات لذاكشي اللي وقع، قلنا لربما أن الأكسجين في "لاكاف" ماكاينش ذاكشي اللي خلا الشمعة تطفى. كولشي لقينا ليه تفسيرات وأجوبة، إلا السؤال ديال شكون اللي شعل الشمعة؟

يتبع

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك