قصة كذبة بيضاء

منذ #قصص رعب

تعلمتُ في صغري كأي طفل ألا أقول الكذب ؛ ولكنني أعتقد أن الصدق هو الشيء الذي نستطيع أن نتعلمه بطريقة ما، أدركتُ ذلك منذ كنا نتعلم المشاغبات الغير ضارة إلى تلك الأفعال القذرة ؛ على الرغم من أنني لم أقم بتلك الأفعال الأخيرة ؛ غير أنني تعاملتُ مع الأولى على إنها أكاذيب بسيطة ؛ أو كذبة بيضاء . لقد بدأ كل شيء في اليوم الذي بدأت فيه الهجمات ، في البداية كنت أعتقد أنه مجرد وباء ؛ كانت تلك المخلوقات كبيرة بعض الشيء عن الحشرات ؛ ولديها أجنحة ضخمة وتبدو مخيفة الشكل ؛ وذات مخالب حادة ، كانت تلك المخلوقات تخترق جلد الإنسان كالطعنة اللعينة . لقد قُتل الكثيرون من زملائي في العمل بسبب تلك الطعنة التي تحل عليهم من ذلك الكائن المتوحش ، والبعض استطاع أن يفر من المكان ، والبعض الآخر لجأ إلى بيت مهجور ليحتمي به ؛ ومع ذلك لم نستطيع أن نكون جميعًا آمنين ، لم أصل إلى موقعهم بالضبط ؛ ولكنني أُجزم أنني أعرف أين مكانهم ؛ وربما أنهم ينتظرون الفرصة المناسبة . لقد قتلت تلك المخلوقات الآلاف وربما الملايين ؛ لم أكن على يقين بأن الاتصال بالعالم الخارجي قد قُطع منذ أن سقطت خطوط الاتصالات ، في البداية اعتقدنا أن السلطات تضع الأمر تحت السيطرة ؛ بحيث أنهم يستطيعون انقاذنا . كنت أحتمي مع مجموعة من الزملاء بأحد الأماكن التي تُغلق بطريقة إلكترونية ، واستطاع أحدهم أن يُفعل الأبواب الإلكترونية الموجودة بهذا المكان ؛ لكي نمنع تلك المخلوقات الخطيرة من الهجوم علينا ؛ ولكن قام شخص آخر بفعل مضاد لما فعله الأول ؛ ففُتحت كل الأبواب ؛ وبدأنا نشعر بأن الهجوم العنيف قد يداهمنا في أي لحظة ، وكل ما كنا نفكر به هو مصيرنا القادم .

كان هناك اختيار بسيط يُمكن أن ينقذنا أو يُهلكنا ويقتلنا ، صاح أحد الزملاء بشكل غريب قائلًا : يُمكن أن نسمع أصواتهم بالخارج في أي لحظة ؛ وربما يجدون الطريقة المناسبة للهجوم ؛ لم يبق أمامنا المزيد من الوقت . كنت أفكر يائسًا : لماذا لا أقوم بفعل هذا؟ ؛ كنت أنظر إلى زري التحكم بالأبواب ، إنني فقط أريد أن أمتلك الفرصة كي نعيش ، كنت أعلم أنهم لن يتركونني أشارك في هذا العمل على الأقل في توضيح حقيقة الشيء المفيد ؛ مثل باقي الزملاء . فكرتُ في الطريقة المناسبة التي تجعلني أشارك في خطة إنقاذ حياتنا ؛ غير أنني لم أجد أمامي سوى الكذب ؛ حيث أخبرتهم أن وظيفتي متعلقة ببعض تلك الأمور ، ولم أعترف أبدًا أمام زملاء عملي بذلك الأمر ؛ وحاولت إخفاء توتري الداخلي بابتسامة غير مريحة ، لم يتحدث أحدهم معي ؛ بل لم يشك أحد في أمري ؛ ولم يسألني أي شخص عن أي شيء . كنت أفكر فيما سأفعل ؛ ربما أكون المُنقذ من تلك الكارثة ؛ وربما أكون السبب في حدوثها ، لقد باتت أرواح أولئك المحتجزين معي بين يدي الآن ؛ ولكن ماذا سأفعل ؟ إنه الخيار الصعب الذي وضعتُ نفسي فيه . أصبحت خلال لحظات قليلة أمام مفتاحي التحكم ، كانت يدي مترددة ؛ على أي زر سأضغط ؟ ، إن جميعهم بالخارج في انتظار ما سأفعله ، كان قلبي يدق بسرعة شديدة وكأنه سيخرج من صدري ، كنت أشعر بأنني سأفقد وعيي في أي لحظة . بعد طول تفكير وخوف شديد ؛ قررتُ أن أترك تلك المهمة الصعبة وألا أفعل شيء ؛ وسألت نفسي سؤالًا مهم : لماذا لم تُخبرهم بحقيقة عملك وأنك فقط كنت تريد المشاركة ، كان الرعب يسيطر على الجميع ؛ وحينما علموا بالأمر ؛ تولى أحدهم المهمة ، وكان تراجعي عاملًا مهمًا في انقاذنا من تلك الفاجعة .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك