قصة الدمية الصامتة

منذ #قصص رعب

هل يمكنك أن تتخيل تواجد أرواح متخفية معك ، بنفس المكان الذي تقطن به ؟ بالطبع قد يكون الأمر غاية في الخيال من وجهة نظر البعض منا ، ولكن الحقيقة هي أن الأرواح والأشباح يمكنها ، أن تتخفى وتعيش برفقتك بل وتعمل معك أيضًا ، إذا ما وجدت لنفسها مكانًا أو كيانًا تستطيع التخفي من خلاله ، ولعل دمى الفنان جولز فيرنون ، كانت أرواحًا متخفية . جلوز فيرنون هو أحد أشهر فناني أمريكا ، ممن تخصصوا في فن التحدث من البطن ، هذا المجال الذي حاز على انتشار واسع ، حول العالم وكان جولز أحد الفنانين الذين يعملون به ، ولد جولز فيرنون والتر ليستر البابا كنيفيت ، في 2 إبريل عام 1867م في الهند الشرقية ، حيث كان والده ضابطًا بالجيش الانجليزي ويعمل في تلك المنطقة ، ثم سافر جولز عندما بلغ وصار شابًا ، ليدرس بجامعة أكسفورد . كان عمل جولز فيرنون يقتضي الإمساك بالدمى ، والتحدث عن طريق بطنه ، لتبدو الدمى وكأنها هي من تتحدث ، وكان لدى فيرنون سبعة دمى ، تتشارك في حوار مع بعضها البعض مع إمكانية تغيير فيرنون لصوته ، لتستمد تلك الدمى قوتها وشخصيتها ، من الفكاهة التي تتحدث بها إلى بعضها البعض ، وأيضًا السلاسة التي ينتقل بها فيرنون ، من شخصية إلى أخرى . واشتملت فكرة الدمى لدى فيرنون ، على شخصيات قريبة منه ، حيث مثلت الدمية الأولى شخصية ، جورج شقيقه الذي كان يعاني من التلعثم ، وشقيقته نيتي التي ولدت مع شفة مشقوقة ، والبحار جو الذي يمثل الشخصية الرئيسية بين الدمى ، وسعيد الذي لا يتحدث دائمًا وإنما يكتفي ، بالاستماع إلى حديث من حوله ، أو الضحك على النكات فقط ، وثلاثة شخصيات أخرى ، مثلوا أصدقاء فيرنون .

كان فيرنون معتز جدًا بتلك الدمى ، ويعدهم أقرب أفراد عائلته ، وهم كذلك بالفعل حيث حملت كل دمية ، شخصية مقربة منه ، وكما قلنا أن الشخصيات كلها كانت تتمتع بصوت مختلف ، والانتقال بينها يتم بسرعة رهيبة ، عدا الدمية الصامتة التي ظلت على حالها هذا حتى يوم 25 ديسمبر عام 1920م ، حيث أصيب فيرنون بالعمى فجأة أثناء تواجده على خشبة المسرح ، بدون أية مقدمات ! وعلى الرغم من هذا استكملت الشخصيات حديثها ، أثناء العرض المسرحي وكأن فيرنون لديه القدرة على رؤية ، الدمية التي تتحدث من خلاله! وعقب هذا اليوم بدأت زوجة فيرنون في مساعدته للوصول إلى الدمى ، فكانت تربط خيطًا يتتبعه فيرنون ، للوصول إلى مقعده على خشبة المسرح ، عقب أن تعمل على تنسيق الدمى كما اعتاد هو ، فيتتبع الخيط حتى يصل إلى مكانه على خشبة المسرح . وعلى الرغم من إصابة فيرنون بالعمى ، إلا أن كل شخصية احتفظت بصوتها ، على الرغم من عدم معرفته لترتيب الشخصيات إلى جواره ، والأكثر غرابة وصدمة هنا ، هو أن الدمية الصامتة طوال الوقت بدأت بالتحدث! مباشرة عقب إصابة فيرنون بالعمى . توفى جولز فيرنون في 17 مايو عام 1937م ، عقب أن صدمته سيارة عابرة مسرعة ، في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا ، عن عمر ناهز السبعين عامًا ، وحتى وقتنا هذا لم يعرف أحد ما السر خلف إصابة فيرنون بالعمى ، وعلاقة تلك الإصابة بحديث الدمية الصامتة ، وفي النهاية تم إيداع الدمى بالمتحف في فورت ميتشل ، بالولايات المتحدة عدا الدمية السابعة ، لماذا ؟ لأنها اختفت ولا يعرف عنها أحد أي شيء .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك