قصة غريس كونور

منذ #قصص رعب

عاشت غريس كونور مع زوجها تادي في كوخ بسيط موحش ، حتى في أيام الصيف ، قرب مستودع كبير بجوار الابرشية كلونديفادوك ، حيث يصلها صوت الأمواج المتلاطمة ، من ساحل المحيط الأطلسي . حياة غريس وزوجها : تلسعهما الرياح القارسة القادمة من جبال موكيش في الشتاء ، محاطين بجيران أفظاظ ، ويقيمون في كوخ بسيط ، موحش حتى أيام الصيف ، وكان تادي يعمل في الحقول بينما تساعده غريس في تأمين مصروف العائلة من خلال عملها كبائعة متجولة ، فتحمل سلتها المليئة بالأقمشة والأنسجة وما شابه لتدور بها من قرية إلى أخرى ، حيث من النادر ذهاب الناس للتسوق ، في البلدة أو المدن الكبيرة ، وكل ما يحتاجونه يجدونه في تلك السلة . محبة وثقة : تدخل بيوتهم فيرحبون بها ، ويوسعون لها بسرعة مكانًا فوق طاولاتهم لتفرد عليها بضاعتها ، وبمرور الوقت اكتسبت ثقة زبائنها ، وكذلك المتاجر المعروفة مثل لاتيركني ، أو راملتون ، التي تكلفها ببيع منتجاتها على أن تتقاضى نسبة معينة ، وعند عودتها للبيت لم تكن تخلو سلتها من هدايا صغيرة لأطفالها ، وإن صادفتها احدى جاراتها وهي في طريقها ، قد ستوقفها قائلة : يا عزيزتي غريس خذي شريحة الفطيرة بالزبدة هذه لأطفالك الصغار ، أو تقول لها خذي نصف دزيرنة البيض هذه للبيت ، فحملك ثقيل وعائلتك كبيرة ، وأما صغرى أولادها فتستقبلها زاحفة ، ثم تغمس يدها في باحثة عن هديتها .

أشباح غريس : لكن من المؤسف أن حياتها انتهت فجأة بموت ، اثر مرض غريب ألم بها ، ولم يدعها تعيش أكثر من ساعات معدودة ، فأقام لها زوجها جنازة لائقة ، على قدر ما سمحت به ظروفه المادية ، وفي الليلة نفسها بعد موتها ، وبينما كان جالسًا في سريره ، رآها تعبر الغرفة باتجاه سرير ابنتها الصغرى ، صلى صلاة سريعة ثم غطى وجهه بالبطانية ، وحيث كشف وجهه لينظر وجد شبحها قد اختفى . رعب وشبح حي : وفي الليلة التالية ، رفع طفلته من سريرها ووضعها إلى جانبه في سريره ، آملاً في عدم ظهور الشبح مرة أخرى ، لكن غريس ظهرت وانحنت من فوقه لتغطي الطفلة ، شهق تادي بذعر قائلا :غريس يا امرأة لماذا رجعت ؟ ما الذي تريدينه مني ؟ أجابه شبح غريس بدون اكتراث : لا شيء يا تادي ، فقط أريد إعادة الصغيرة إلى سريرها ، أنت تخافيني ، لكن أختي روز لا تفعل ، قل لها لتأتي لملاقاتي غدًا عند الجار القديم . وصية شبح غريس : وكانت روز تعيش مع أمها على بعد ميل تقريبًا ، لكنها أطاعت وصية أختها من دون خوف ولا تردد ، وجاءت لمقابلتها في الوقت والمكان المحددين ، فبادرتها قائلة : يا أختي العزيزة روز ، لن يرتاح بالي قبل أن أطمئن على تلك الشالات في السلة ، فقد دفعت لي مانتي هينر وجين تاجرت ثمنها مقدمًا ، ومرت ثمانية أيام على موعد التسليم ، أعطها إياها غدًا في الصباح ، وكذلك العجوز مكور كيل أعطتني ثمن معطف صوف ، وهو موجود أسفل السلة ، والآن يمكنني أن أمضي لأستريح ، وداعًا يا أختاه . بكاء ودموع : وعندما رأت أختها روز المخلصة وجهها الحبيب يبتعد ، وصوتها الغالي يتلاشى ، صرخت اثرها : غريس ، غريس. ابقي ولو للحظة قصيرة أرجوك ، غريس يا غالية ماذا عن تادي والأولاد ؟. لكن عبثًا لا البكاء ولا الدموع ، كانت لتوقف تلك الروح التواقة للراحة .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك