قصة القلادة الملعونة

منذ #قصص رعب

حاتم شاب وحيد ، يعيش في منزل والديه بعدما توفيا في حادث سير ، وظل على هذا الحال وحيدًا يقضي وقته ، بين عمله ومنزله طيلة ثلاثة أعوام ، لم يكن له الكثير من الرفاق ، سوى بعض الرفقة من فترة الجامعة ممن لم يتزوجوا بعد ، أو من تزوجوا وشاء القدر أن يعملوا سويًا بنفس الصحيفة ، نعم فحاتم صحفي بقسم التحقيقات . وكان حاتم قد أصيب أثناء قيامه ببعض الأعمال ، للكشف عن واحدة من أكبر سرقات الأوقاف ، وأصيب بطلق ناري من أحد كبار التجار ، والمحتالين في هذا المكان ، وأودع بالمشفى . استفاق حاتم عقب بضعة أيام ، وصرح له الأطباء بالخروج والعودة مرة أخرى إلى منزله ، وعقب يومين بدأ حاتم يتلقى الهدايا فقد جاء موعد مولده ، كانت كلها هدايا بسيطة وتقارب اهتماماته بحق ، ثم أتى إليه أحد أصدقائه ويدعى محسن جلس برفقته لدقائق ، وأتاه بهدية اعتقد هادي أنها مميزة ، فقد كانت ميدالية معلق بها ، جمجمة بشرية ومنحوت عليها حروف وطلاسم غريبة ، تهلل وجه حاتم فرحًا بها ، فهو يعشق كل ما يرمز للقدم والتاريخ والآثار ، واعتقد أنها ميدالية أثرية ، وتناولها ولم تغب بالطبع عن عينيه ابتسامة محسن الخبيثة . وضع حاتم الميدالية بعدما تأملها كثيرًا ، ثم انطلق من أجل النوم في غرفته ، ولكنه ما أن دخل الغرفة حتى سمع أصوات همسات وكأن هناك من يتحدث بردهة منزله! خرج حاتم ولكنه لم يجد أحدًا غيره بالمنزل ، فدخل مرة أخرى ليسمع الأصوات تلك مرة أخرى ، انتبه كثيرًا ولكنه غفى ، من شدة الإرهاق . رأى حاتم حلمًا بنفس تفاصيل اليوم ، ورأى محسن وقد أتاه بوجه شيطاني وهو يعطيه الميدالية ، ونهض مفزوعًا من نومه ، بعدما هاجمته قطة سواء كانت تجلس في ردهة المنزل .

خرج حاتم مترنحًا من غرفته بعد رؤيته لهذا الكابوس ، وذهب إلى عمله ، ولكن أثناء جلوسه شعر بأن يده تكاد تحترق ، فنظر ليجد نفسه وقد أسند يده على الميدالية ، التي تحول لونها إلى لون الجمر ، وشعر بحرارتها ، فذهب ليضع بعض الماء على الحرق ، في يده ولكنه بمجرد أن نهض من مكانه ، اختفى كل شيء وعاد لون الميدالية إلى طبيعته ، وعادت يده كما كانت بدون حروق ! عاد حاتم إلى منزله وأمر الميدالية يشغل فكره ، ولكنه قرر تناول غداءه والخلود للنوم قليلاً ، في هذه المرة سمع حاتم الأصوات ، ولكنها كانت أكثر وضوحًا ، وبدلاً من أن يخرج من غرفته وهو مرتعب بهذا الشكل ، فهو وحيد وما يسمعه يشير إلى أشخاص يتحدثون سويًا بمنزله ، واستمع جيدًا لما يقولون فإذا به يسمع (من يملك الرأس . فهو ملعون) ، وتكررت الجملة كثيرًا ، حتى فتح حاتم باب غرفته فاختفت الأصوات . تلقى حاتم اتصالاً من محسن ، يسأله بخبث عن الميدالية فسأله حاتم ما أمرها ؟ ارتبك محسن قليلاً وقال له ليس بها شيء ، وأكد أنه كان يطمئن فقط أنها أعجبته ، فحدثه حاتم بما شعر ، ولكن للأسف شعر بأن ما رواه لصديقه أسعده ، خاصة بعدما أجابه محسن ، وهو لا يستطيع إخفاء الفرحه بصوته ، كان لابد من أضحية حتى تذهب اللعنة . مجرد أن وصل حاتم منزله ، حتى بدأ يبحث عن سر تلك الميدالية ، في البداية بدأ بوضع مواصفاتها على شبكة الإنترنت وليصل لشيء ، فقام بتصويرها بهاتفه وبحث باستخدام الصورة ، فوجد ما اقشعر له بدنه . تلك الميدالية ما هي إلا سلاح مقبرة قديمة ، كان يستخدمها القدماء لحماية المقابر ، وهي السبب في توليد طاقة روحية ما ، تقتل كل من يمسها ، بحيث يكون هو العدو الأول ، ويجب أن يُقضى عليه تمامًا ، لهذا كان يسمع حاتم جملة أنه ملعون ، بدأ حاتم يبحث عن كيفية التخلص من تلك الميدالية ، إلا أنه للأسف لم يجد سوى إعطائها لضحية جديدة ، حتى يتخلص هو من لعنتها !! يا له من مأزق ، بدأ حاتم في التفكير عما سوف يفعله ، ثم واتته فكرة قد يراها البعض غير منصفة ، وقد يراها آخرون هي الإنصاف بعينه ، وبالفعل رآها حاتم هكذا وقام بالتنفيذ . عقب مرور بضعة أيام ، أتى حاتم اتصالاً هاتفيًا من صديقه محسن ، وهو يصرخ ألمًا وكأن هناك من ينتزع كبده حيًا ، وقال له لماذا فعلت بي هذا وأرسلت لي الميدالية مرة أخرى ؟ فأجابه حاتم بهدوء أنت تستحق هذا المصير ، لأنك فضلت النجاة بحياتك على صديقك ، وداعًا يا صديقي الزائف الملعون ، بقلادتك الملعونة .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك