قصة المرآة

منذ #قصص رعب

منذ الطفولة لم تكن أديلايدا ذات وجه جذاب ، بل إنها تمتلك بعض البسمات الغليظة التي لا تجذب أحدًا ، كانت تبدو بصورة ممتلئة ونظرة مليئة بالحزن ، وما زاد الأمر سوءًا هو سخرية كل أهل بلدتها منها ومن شكلها ، وكان جميع الرجال يرفضونها ويرون أنها سطحية ، بينما كانت النساء دائمًا تقللن من شأنها لأنها لا تستطيع أن تنافسهن في جمالهن . وعلى الرغم من كل ما كان يحدث معها ، إلا أن أديلايدا لم ترد مطلقًا ، حيث أنها كانت فتاة هادئة ومتواضعة ، فهي لم تكن ترغب في الوقوع في المشاكل ، بل على العكس فإنها كانت تساعد أي شخص تشعر أنه بحاجة لمساعدة ، ولم تعامل أي شخص بسوء ، بل إنها هي التي تم تشويه صورتها أمام الجميع ، كانت حزينة باستمرار لأنه لم يستطع أحد أن يرى جمالها الحقيقي . وذات يوم قررت أديلايدا الابتعاد عن بلدتها لتسكن في مكان نائي ومهجور بعيدًا عن جميع الناس ، وذلك لأنها سئمت من كثرة السخرية التي لم تعد قادرة على تحملها ، ومع مرور الأيام كانت تشعر بالحزن على شكلها ، حيث أنها كانت ترغب في نفسها أن تصبح جذابة مثل الأخريات ، على الأقل لن يسخر منها أحد . كان منزلها الجديد فارغًا حتى تضررت مع مرور الوقت ، وقد دخلت أديلايدا إلى إحدى الغرف فوجدت بها مرآة جميلة ذات إطار ذهبي ، حيث كانت تتناقض قيمتها مع ذلك المكان الذي وُجدت به ، وكانت مغطاة بالتراب وأنسجة العنكبوت ، فمن كان يجرؤ على ترك مثل هذه المرآة القيمة وسط ذلك المكان .

وحينما حلّ الليل ذهبت أديلايدا كي تنام ، ولكن شعرت بشيء ما يهمس في أذنيها في وقت متأخر ، حيث كان يهمس باسمها ، فاستيقظت مفزوعة من سريرها ، ثم اقتربت من المرآة ، حيث أن مصدر الصوت كان يأتي من اتجاهها ، فنظرت الفتاة إلى المرآة ثم وقفت دون أن تتكلم . حينما نظرت أديلايدا إلى المرآة ؛ وجدت فتاة جميلة ذات شعر طويل منعكسة داخل المرآة ، حيث كانت ترتدي نفس ملابسها ، ولكنها كانت ذات شكل أنيق ، فتحدثت أديلايدا قائلة وداخلها شعور بالخوف : من أنت ؟ . فأجابتها الفتاة التي كانت في المرآة :”أنا انعكاس روحك النقية ، لأعوام طويلة والناس تسخر من مظهرك ، ولكنهم إذا علموا كم أنت جميلة من الداخل ، فلن يكن لديهم الجرأة على السخرية منك أكثر من ذلك ، وهذا ما أملك أن أفعله من أجلك ، فإذا رغبت في التحول لتكونين جميلة مثلي من الخارج ؛ عليك أن تدخلي المرآة ، وحينما تفعلين ذلك فإن روحك النقية ستنعكس على مظهرك الخارجي ، وستصبحين جميلة من الخارج ، ولن تعاني أكثر من ذلك . فكرت أديلايدا قليل من الوقت ، ثم عبرت إلى المرآة آمله في أن تتحول إلى تلك الفتاة الجميلة ، ولكنها حينما وصلت إلى الداخل وجدت مئات من الأشخاص الذين ماتوا موجودين داخل الزجاج ، وكانوا غارقين في الدماء ووجوههم مليئة بتعبيرات الألم ، ففهمت بعد فوات الأوان أن المرآه قد خدعتها . علمت أديلايدا أن المرآة تتغذى على تلك الأرواح الطيبة التي تشبهها ، مما تسبب في وفاة أعداد رهيبة من هؤلاء الناس الذين وقعوا في فخ المرآة ، وفجأة سمعت صوت ضحكات مدوية على الجدران ، فعلمت أن نهايتها قد اقتربت وأنها ستموت مثل هؤلاء الذين ماتوا.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك