قصة جحا القاضي وصوت الدراهم

---

ذهب جحا الي الحاكم و طلب منه ان يعينه قاضياً. اعتذر الحاكم لعدم وجود مكان خال لهذه الوظيفة و لكن لا مانع عنده ان يعمل مساعداً له في حل القضايا التي يصعب حلها.

اشار الحاكم بيده الي غرفة بجواره قائلاً: هذه هي غرفتك يا جحا.

دخل جحا الغرفة و جلس في زاوية منها ووضع صندوقاً جعل عليه ادوات كتابية و اوراقاً كثيرة و ثابر على الحضور كل يوم. و في يوم جاء رجل ممسكاً خصمه و قال للحاكم : سيدي هذا الرجل لا يعطيني حقي.

قال الحاكم : وما حقك.

قال: هذا الحطاب قطع ثلاثين قنطاراً من الحطب لتاجر البلدة و كنت جالساً امامه و كلما اخذ الفأس و ضرب كنت اقول و اشجعه و اقويه، وانتقع هذا الحطاب بمساعدتي و لما اخذ الاجر لم يعطني شيئاً منه مقابل اتعابي.

فسال الحاكم الحطاب عن ذلك فأجابه : نعم .. كان يقول ذلك.

تحير الحاكم في حل هذه المشكلة. وتصرف الحاكم بلباقة قائلاً: ان مثل هذه المشكلات تعرض على مساعدي الجالس في الغرفة المجاورة لهذه الغرفة. فذهب الرجلان الى جحا بينما وقف الحاكم خلف الباب يستمع الي ما يسفر عنه حكم جحا. سمع جحا مقدمات الشكوى، ثم قال للرجل صاحب الشكوى : ذلك احق فيما طلبت و الا فما معني ان تقعد اماه و تتعب كل هذه التعب وهو يأخذ الاجر كله.

قال الحطاب: يا سيدي انا قطعت الحطب كله و هو يتفرج عليّ فأي حق له في الاجر؟

قال جحا: اسكت فان عقلك لا يدرك هذا و طلب منه ان يسلمه الدراهم التي قبضها.

اخذ جحا الدراهم كلها من قاطع الحطب و اخذ يعدها و قد رفع يده لتحدث الدراهم عند وضعها رنيناً. و لما اتم عد الدراهم قال للحطاب : خذ دراهمك.

ثم اتلفت الي الرجل الاخر قائلاً : و خذ انت صوتها.