لأمر ما جدع قصير أنفه


يضرب هذا المثل في الحيلة والمكر ، وفعل الشيء غير المعتاد لغرض في نفس يعقوب ، فحينما يقدم الشخص الماكر على إحداث الأذى بنفسه ، فلابد أن يكون هناك شيئًا وراء فعلته تلك ، وهذا ما فعله صاحب المثل ، والذي يدعى قصير

قصة المثل :
كان للملك جذيمة الأبرش ابن أخت يدعى عمرو بن عدي ، كان يحبه كثيرًا ، ويقربه منه ، ولما قتلت الزباء جذيمة ؛ ثأر منه لأنه قتل أباها ، قرر عمرو أن ينتقم لخاله ، ويقتل الزباء ، وكانت الزباء قد سألت كاهنا عن أمر هلاكها ، وكيف سيكون ؛ فأخبره أنه سيكون على يد عمرو بن عدي ، فاحتاط لذلك ، وأخذت حذرها منه

وأشار شخص من حاشية عمرو عليه ، ويدعى قصير ، أن يجدع أنفه ويضربه بالسياط ، حتى يترك أثرًا بجسده ، وبعدها يذهب قصيرا إليها مدعيًا أن عمرو غضب عليه ، ويقصد بجدع الأنف هنا قطعه ، ولكن رفض عمرو اقتراح قصير ، ففعل قصير بنفسه ما قال

ولأن العرب تعرف قصير ، ومدع خبثه ، أدركوا أنه ما فعل بنفسه ذلك إلا لأمر ما ، ومن يومها وهذا المثل مضربا بينهم ، حينما يظنوا بماكر شيئًا ، ذهب قصير بعدها إلى الزباء ، فرأته على حاله ، بأنف مجدوع وجسد مصاب ، فظنت أن عمرو غضب عليه ، وأن قصير سينتقم منه ، فوثقت به وضمته إلى رجالها ، وظل قصير يحتال عليها حتى مكن عمرو منها ، فدخل عليها وقتلها

مازال هذا المثل يردد حتى الآن في الأوساط العربية ؛ حينما يقدم أحد الخبثاء على أمر ما ، أو حينما يشك أحدهم ويرتاب في أمر الأخر ، ولعل هناك بعض الحكم والأقوال التي تتشابه مع هذا المثل في الإتيان بالمكر والخديعة ، وغش الناس ومنها هذه الكلمات :-

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك