قصة أيمن المتسرع

منذ #قصص عالمية

أيمن طفل عصبي المزاج يغضب من كل شيء، ولا يسامح أحداً، لذلك كانت تحدث مع أيمن الكثير من المشاكل بسبب تسرّعه وغضبه الشديد.. كم نبّهه والداه وإخوته ومدرّسوه لخطئه هذا، دون جدوى، وكم خسر من أصدقاء وأقارب بسبب هذا المزاج العكر..

بينما كان أيمن يسير في الشارع مسرعاً ليلحق بمدرسته، وإذا بعصا تضرب حذاءه من الخلف، ولكن أيمن كان متأخراً عن المدرسة، فلم يلتفت لهذه الضربة.

وبعد قليل عادت العصا وضربت ساق أيمن من الخلف أيضاً، حينئذ شعر أيمن بالغضب الشديد، والتفت بسرعة كي يمسك بمن ضربه بالعصا قبل أن يهرب.

أمسك أيمن اليد التي تُمسك العصا بقوة وأخذ يهزّها بقوة وهو يصرخ به: ألم ترني؟؟ أم أنك أعمى؟؟

وقف الشاب الذي يحمل العصا بيده مشدوهاً ولم ينطق بكلمة واحدة.

نظر أيمن إلى الشاب والغضب يتدفّق في وجهه وصاح به: لم لا ترد علي؟ هل أكل القط لسانك؟؟

وإذا بالشاب يقول والدموع تملأ عينيه: سامحك الله.. سامحك الله..

اِنتبه أيمن أن الشاب لا ينظر إليه، بل ينظر إلى الأعلى بنظرات زائغة.

ترك أيمن يد الشاب وأخذ يضمّه إلى صدره وهو يبكي ويقول: سامحني أنت على سوء تصرفي وعلى حُمقي وقلة انتباهي، لن أسامح نفسي أبداً، أعتذر منك يا عزيزي، والله لقد لقّنتني درساً لن أنساه طوال حياتي، لن أغضب مرة أخرى دون وعيٍ مني، سامحني يا عزيزي.

أمسك الشاب العصا مرة أخرى وأخذ يتحسس طريقه فهو يرى عن طريق عصاه فقط، لأنه وبكل بساطة كان الشاب أعمى.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك