قصة السلحفاة

منذ #قصص عالمية

يحكى أن أحد الأطفال، كانت لديه سلحفاة، يطعمها ويلعب معها .. وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة جاء الطفل لسلحفاته العزيزة، فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء.

فحاول أن يخرجها فأبت .. ضربها بالعصا فلم تأبه به .. صرخ فيها فزادت تمنعا .. فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانق، وقال له : ما بك يا بني ؟

فحكى له مشكلته مع السلحفاة، فابتسم الأب وقال له دعها وتعال معي. ثم أشعل الأب المدفأة وجلس بجوارها هو والإبن يتحدثان .. ورويدا رويدا وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء.

فابتسم الأب لطفله وقال: يا بني الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك.

وهذه إحدى أسرار الشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة، فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم ومن ثم طاعتهم .. عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم الكثير والكثير.

المثل الانجليزي يقول: " قد تستطيع أن تجبر الحصان أن يذهب للنهر، لكنك أبدأ لن تستطيع أن تجبره أن يشرب منه".

كذلك البشر يا صديقي .. يمكنك إرهابهم وإخافتهم بسطوة أو ملك .. لكنك أبدأ لن تستطيع أن تسكن في قلوبهم إلا بدفء مشاعرك .. وصفاء قلبك .. ونقاء روحك.

رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يخبر الطامح لكسب قلوب الناس بأهمية المشاعر والأحاسيس، فيقول:

إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق

قلبك هو المغناطيس الذي يجذب الناس .. فلا تدع بينه وبين قلب من تحب حائلاً.

وتذكر أن الناس كالسلحفاة .. تبحث عن الدفء.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك