معركة كواجالين

منذ #قصص تاريخية

في أواخر يناير 1944م شنت قوة مشتركة من قوات مشاة البحرية الأمريكية والجيش الأمريكي هجومًا برمائيًا على ثلاث جزر في كواجالين أتول Battle of Kwajalein ، وهذه الجزر عبارة عن تشكيل مرجاني على شكل حلقة في جزر مارشال ، حيث أقام اليابانيون محيط دفاعي قوي في تلك الجزر خلال الحرب العالمية الثانية ، حيث كانت جزيرة كواجالين وجزر روا ونامور المجاورتين هي الأولى من جزر مارشال التي استولت عليها القوات الأمريكية ، حيث أنها كانت ستسمح لأسطول المحيط الهادي بمواصلة هجومه على الجزر وسعيه نحو الفلبين والجزر اليابانية

جزر مارشال وإستراتيجية “القفز على الجزر” :
أعطت التسوية السلمية التي أنهت الحرب العالمية الأولى لليابان تفويضًا على جزر مارشال في غرب المحيط الهادئ ، وقد كانت كواجالين في السلسلة (الغربية) من جزر مارشال وهي أكبر جزيرة مرجانية في العالم ، حيث يبلغ عدد الجزر الصغيرة 90 مع مساحة إجمالية قدرها ستة أميال مربعة

وتحيط بها ببحيرة تبلغ مساحتها 655 ميل مربع ، وبحلول بداية الحرب العالمية الثانية جعلت اليابان جزيرة مارشال جزءً لا يتجزأ من محيطها الدفاعي ، لكن هذه الجزر أصبحت هدفًا هامًا للحلفاء في تخطيطهم وقت الحرب ، لذا حاولوا السيطرة عليها

إستراتيجية “التنقل بين الجزر” :
في عام 1943م كان هناك خطط بين القائدين دوغلاس ونيميتيز ، ووصل الاثنان إلى حلًا وسطيًا فالجنرال دوغلاس ماك آرثر ، ضغط من أجل الاستعادة الفورية للفلبين (التي أخذها اليابانيون في عام 1942م) ، ونيميتز الذي دافع عن تجاوز الفلبين ، وفي عام 1943م بعد أن أحرزت اليابان نصرًا بعد فوزها في الأشهر الأولى من الحرب في المحيط الهادئ

اقترح الأدميرال تشيستر نيميتز استراتيجيه هجومية عدوانية تتألف من سلسلة من الهجمات البرمائية على جزر يابانية محددة في الطريق إلى الفلبين وعلى اليابان نفسها ، هذه الاستراتيجية المعروفة باسم “التنقل بين الجزر” أو “القفز السريع” ، وهي فكرة أن مجرد عزل بعض القوات اليابانية في جزرها سيسمح لها “بالتلاشي ، وتلك الخطة ستكون فعالة وأكثر تدميرًا من الهجوم مباشر ، وأقل تكلفة بكثير لقوات الحلفاء

من تاراوا إلى كواجالين :
كان الفتح الدموي في تاراوا وهي جزيرة مرجانية صغيرة في جزر جيلبرت في وسط المحيط الهادئ ، في تشرين الثاني

نوفمبر 1943م ، مؤشرًا حاسمًا لحملة الحلفاء على جزر مارشال ، فكانت القوات اليابانية قوامها 5000 جندي في تاراوا قد شنوا مقاومة شرسة ، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 من مشاة البحرية الأمريكية ، وإصابة 2100 آخرين

ولكن كل من القوات اليابانية بتاراوا لقوا حتفهم ، وهذا يعد مثال بارز على موقف عدم الاستسلام الذي من شأنه أن يميز مجهود الحرب الياباني بأكمله ، بين تاراوا ولوزون كانت تقع الجزيرة الرئيسية في الفلبين ، وكانا على بعد 2000 ميل من البحر بالإضافة إلى أكثر من ألف جزيرة مبعثرة ، والكثير منها كان محصن بالقوات اليابانية

ولقد ساعدت دروس ” تاراوا المرعبة ” (كما أسماها المارينز) الحلفاء ، في الاستعداد للقتال الصعب الذي يميز حملة وسط المحيط الهادئ ، وعلاوة على ذلك ونظرًا لعدم تدخل الأسطول الياباني ولا أي طائرة أرضية من الجزر الأخرى ، خلص نيميتز إلى أنه سيكون من الآمن تخطي حاميات جزر مارشال الأخرى ، والانتقال إلى الجزر المرجانية في أقصى الغرب في السلسلة: كواجالين وإينيويتوك

الهجوم على كواجالين وروي ونامور :
في 30 يناير 1944م وبعد قصف جوي وبحري هائل استمر نحو شهرين ، اقتربت قوة برمائية تابعة للجيش الأمريكي قوامها 85 ألف رجل وحوالي 300 سفينة حربية من جزر مارشال ، وفي 1 شباط

فبراير هبطت فرقة المشاة السابعة في جزيرة كواجالين ، بينما هبطت الفرقة البحرية الرابعة على جزيرتي روي ونامور التوأمتين ، على بعد 45 ميلاً إلى الشمال

ثم احتلت كتيبة بحرية جزيرة روي في اليوم الأول ، بينما سقطت نامور ظهر اليوم الثاني لتكون المعركة من أجل كواجالين أكثر صعوبة ، حيث قصفت فرقة المشاة السابعة الحامية اليابانية هناك لمدة ثلاثة أيام ، حتى تم إعلان الجزيرة آمنة في 4 فبراير ، وعلى الرغم من أن عددهم كان يفوق عدد اليابانيون بكثير ، اختار اليابانيون القتال حتى النهاية المريرة

وبلغ عدد الضحايا اليابانيين في روي ونامور أكثر من 3500 قتيل ونحو 200 أسير ، مع مقتل أقل من 200 من جنود المارينز وجرح حوالي 500 آخرين ، ففي كواجالين قُتل ما يقرب من 5000 مدافع ياباني ، ولم يتم القبض إلا على عدد قليل منهم وقتل عدد من المشاة يصل لـ 7 جنود وعدد 177 جندي أيضًا بالإضافة 1000 جريح

آثار انتصار الولايات المتحدة :
ورغم أنه لم يكن الفوز سهلاً على الحلفاء ، إلا أن القبض على كواجالين قد تم إنجازه قبل توقعات نيميتز ، مما أتاح له التقدم قبل 60 يومًا بالهجوم المخطط على إنويتوك على بعد 400 ميل شمال غرب كواجالين ، ونفذ هجوم شديد على Truk وهي مرساة للأسلحة اليابانية ، فدمر 275 طائرة يابانية واغرق ما يقرب من 40 سفينة ، وسيطر على Eniwetok بحلول 21 فبراير ، أي بعد خمسة أيام من القتال

وقد أعطى نجاحهم في مارشال للقوات الأمريكية نقطة تثبيت رئيسية ، ومنطقة انطلاق منها لمواصلة عملياتها البرمائية في وسط المحيط الهادئ ، حيث فتحت الطريق إلى جزر ماريانا ، بما في ذلك سايبان وغوام ، بالإضافة إلى ذلك كثفت تلك الانتصارات عزلة تلك المواقع الاستيطانية في الجزيرة اليابانية ، التي تم تجاوزها في حملة التنقل بين الجزر ، بما في ذلك جزيرة ويك وهي واحدة من أولى الجزر التي استولت عليها اليابان في المراحل الأولى من الحرب

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك