قصة المشغل

منذ #قصص اجتماعية

كعادتها خرجت نوف من المنزل مع أخواتها ، واتجهوا نحو المشغل حيث كن يعملن ، وكطبيعة العمل المقطوع والمتقطع ، كان الراتب راتباً متقطعاً ، أي راتب مناسبات

الحلم :
لم يكن هذا هو حلمها ، فشأنها شأن جميع الصبايا ، كانت نوف ذات طموح يتعدى العمل ، بمشغل مناسبات ، لكن ضغوطات ورغبات أخواتها جعلتها ترضخ لما ندعوه بالأمر الواقع ، ومع الزمن انكسر منها ما ينكسر في مثل هذه الحالات ، انكسرت الطموحات والأحلام ، ثم ذبل كل تلك الإشراق ، التى تتعلق بها ودونما أي اهتمام بها ، أو بمشاعرها من أحد ..بعد مرور الأيام :
توالت الأيام ، وبالرغم من مودتها لأختها الكبرى ، هيفاء إلا أنها كانت أقرب ، لأختها الصغرى نايفة ، وكانت أكثر التصاقاً بها واندماجاً معها ، ومع همومها ومشاكلها ، وكانت نوف تبادلها الاهتمام ، بحيث يمكن تسميتهما ، بتوأم روحي ، حتى أنها حين اقتنت جوالاً لم يعلم به أحداً من أهلها قط ، لكن نايفة فقط هي من كانت تعلم ذلك

الحب :
كانت نوف تحب شاب اسمه فيصل ، منذ أربع سنوات ومازالت تهيم به ، بالرغم من أنه لم يكن هناك نصيب ، وفي إحدى الأيام وبينما كانت تعد كوباً من الشاي في المطبخ ، هتف جوالها بتلك النغمة المميزة لفيصل ، فعلًا الشحوب وجهها ، وتعثرت بالصينية والأكواب حتى الإبريق ، ثم بدأت بلملمة تلك الفوضى

فضول :
بدورها كانت نايفة تحب أن تعرف ، ما وراء ذلك الشرود لأختها التي تحبها ، فاسترقت النظر للجوال ولكي تتأكد من الرقم حركته حركة طفيفة ، فبالرغم من أن البنتين تسكنان ، غرفة واحدة لم يتحدثا سابقاً قط ، عن الأمر بصراحة ووضوح

الشك :
لما عادت نوف من المطبخ ، شعرت أن هاتفها قد تحرك فانتابها القلق وجثمت الحيرة على نفسها ، فسألت أختها نايفة عن الأمر ، ولكن نايفة أجابتها بالنفي وحسب ، وبدأت المخاوف تتجول إلى دهاليز عقل نوف ، منذ تلك اللحظة ، فوصل بها الأمر أنها سألت فيصل ، ولكنه لم يجيبها إجابة شافية ، بل أخذ يقول أشياء لطيفة مطمئنة ، ترى أيقول ذلك لطمأنتها فحسب ؟ بينما هو في الحقيقة يعرف أختها ؟ ترى هل تحدث معها ؟ أسئلة وأسئلة انتابت عقل نوف ، ولم تجد لها إجابة!أحياناً تشعر أن شكوكها لا محل لها من الصحة ، وأحياناً تعود تلك الهواجس للتجول في المساحات المظلمة من شكوكها وأحياناً تتصاعد الشكوك وتحس أن ما يجري أشد من الخيانة نفسها

فمن الطرف الآخر ؟ أليست أختها وحبيبتها ؟ ، وفي أحيان كثيرة يمضي عقلها خطوات هناك والحيرة الباقية أبداً ، فيما هي تتساءل : هل أنا مجنونة ؟

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك