قصة في انتظار الرصاصة

منذ #قصص اجتماعية

أيتها القشة التي قسمت ظهر البعير ، لا فخر لك ! أيتها الضربة الواحدة بعد المائة ، ليس أنت من أجهز على أنين الصخرة ! يا عقل الفتي لم تجهز عليك الحبيبة التي خانت ولا الأخت التي هربت ولا الصديق الذي غدر

العقل جواز المرور الساحر :
طريقك المرسوم بين الجامع والمدرسة ، مرورًا بمحكمة المدينة ساعدك على تغييب العقل ، ونظرات الازدراء والرثاء الذي أمكنك التعود عليها ، وصارت بالنسبة إليك كسيقان العابرات ، تمنحك اللذة ، والعقل المغيب يساعدك على سماع ما لا يسمع ومشاهدة ما لا يسمح برؤياه ، وعبارات الاستصغار صارت تعينك على الدخول إلى أماكن الخطر دون توقف ، يالهذا العقل! يالجواز المرور الساحر !إنه طريق مستقيم :
في أيام صباك كان طريق التيه ، الذي يسير خطواتك الآن طريقًا مزروعًا بالحب والرهبة والإيمان ، الحب للعلم والرهبة أمام سلطان العدل والإيمان بخالق العلم والعدل وليس كما هو الآن ، إنه طريق مستقيم ، مستقيم ، الويل لكل قشة تقسم ظهور الأباعد ! .. الويل من ضربات المطرقة التي تجعل الصرخة مكتومة ، الصرخة ليس من خيانة الحبيبة وليس من فرار الأخت ولا من .. ولا من .. ولا من

العلم نور في بلاد النور :
يا أصحاب النيات الحسنة ، لا أبغي إحسانكم لو تعلمون ، إنها كلمة واحدة ، قولوا إنه كابوس هذا الذي أسبح فيه بكل التفاصيل ، أيها الفتى المجبول من طينة لينة ، لماذا لا تحاول من أنجبتك أن تخلط طينك ببعض المياه الآسنة ؟ لماذا لم تعلمك نطح الصخور واحتباس الألم والنوم ، كما ينام أصحاب المواخير ، دون هاجس ودون ضمير ، ودون احساس بأي شيء ؟لماذا لم تكبلك بشرانق الحديد ؟ لماذا لم تعلمك أن العلم نور في بلاد النور ؟ ولماذا لم تعلمك بأن العدل أساس الملك في بلاد الله ، لا في بلاد الشياطين ؟ لماذا لم تعلمك بأن رحمة الله تسع الجميع إذا كان الجميع يعرفون الله ؟من كان منكم بلا خطيئة فليكتسبها الآن :
أيها الفتى الذي داست أرض ملعبه ، عمارات القاضي والذي حجبت بيت حبيبته دكاكين الإمام ، وداست على كرامته عربة اليد التي يدفعها المعلم ، لماذا لم تجبرك زوجة القاضي التي ضاجعتك بحجة أنك دون عقل بأنه لا يستطيع أن يرميها بالحجارة ، لأن له بيتًا من زجاج ؟ لماذا لم تخبر العالم بأنك في لحظة تخل في لحظة حضور للعقل الغائب سمعت الإمام ، يقول : من كان منكم بلا خطيئة فليكتسبها الآن ؟الذي تخلى عن عقله طوعًا :
أريد ألا آتيه عن صعودي الى السماء .. سأنقل الطريق المرسوم ، إلى الأعلى .. مدرسة ، محكمة ، جامع ..جامع ، محكمه ، مدرسة ، محكمة ، مدرسة ، جامع ..! الحجة تناطح الحجة فأما أن تدميها وأما أن تدمي أنت ، هل تعيش لأنك مجنون أم لأنك مجنون تعيش ؟ أيها الفتى الذي تخلى عن عقله طوعًا ، في عالم بلا عقل ، هل أنت مثلنا نحن العقلاء ، ربما .. تحس بالخواء والامتلاء ؟ تلك اللعبة التي تمارسها النفس مع صاحبها ، تلك المؤامرة الدنيئة على خلايا الجسد والأعصاب

في انتظار الرصاصة :
كأن العالم بكل انحطاطه لا يكفي ، ينغمر جسدي في قوقعة لزجة من الخوف والقلق والترقب والاحتمالات ، وعنكبوت القهر ينسج حولي خيوطًا بل حبالاً تكبلني ، وما بين اللزوجة وخيوط العنكبوت أواجه جدارًا في خيالي وأعصب عيني وانتظر رصاصة الرحمة ثم فجأة ينهمر الرصاص من كل جانب

ولكنني لا أسقط ، عشرات الانطلاقات أحسها في كل أنحاء جسدي ولكن دون أن أسقط ولو من ثقل الرصاص ، أفتح عصابة عيني ، أنظر إلى جسدي المثقب ، أرى الدم يتدفق من ثقوبه على الأرض ليكتب على كل جرح : وطن مغتصب .. هو رب ليس له آخر .. أسياد وعبيد ..رصاصة الرحمة :
تتجمع أنهار الدم وتشكل أناسًا يمدون أيديهم إلى السماء ، أيديهم تبتهل للخلاص ولا خلاص ، عيونًا تنتظر البشارة ، ينهمر المطر ، يمسح الأجساد والدماء ، تختلط الرؤى ، هناك نقطة دم وحيدة تقوم من الأرض تأخذ شكل امرأة أحببتها ، امرأة كانت تحبني ، امرأة أختصر بين ذراعيها عذابي وهواني وحيرتي ويأسي ، تفتح ذراعيها لأغرق وجهي في غياب حنانها ، أحاول أن أغفو ولكن هناك شيء في عمود الظهر .. شيئًا محرقًا .. إنها أخيرًا رصاصة الرحمة !

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك